مدينة تخشى الظلام وتنثني عند البكور..
فتستحم بماء حقدٍ راكدٍ أبد الدهور..
أو ترتدي ألف وجه كاذب
من بعد ألفٍ..
و وجه واحدٌ يكفي لكل أشكال السرور!!
أين احتمالات العدالة بين أمكنة السراب!؟
وأين أجندة السلام الهاربة ضد اتجاهات الغروب أو الجنوب!!
هل الهروب أفادها؟؟
أم ضرها ضيق القلوب!؟
هل الحمائم عائـــدة!؟
أم أنحني وسط الغياب!؟؟

أنا لا أريد سوى قطف الخمائل والزهور..
وأن أغني أحبكِ أمي..
أحبكِ أمي..
أحبكِ دون أي قصور..
وأن أموت بين أحضان الطهارة في شموخ
ويرتسم الندى فوق جبهتي البيضاء
فينتشر جمال الكون
في أرضي..
وفي نبضي..
ويروي النجم أساطير الوفاء
ثم تختتم النوارس قصة الهمّ العقيم
قصة بدأت من قديم العهد بلا انتهاء..

يا مدينة استبحتي كل أنواع المراكب..
وأمرتني بحمل الحزن فوق أكتافي
كأبنائـي..
كأزهار القرنفل,,
وكخضرة جارنا صالح,,
وكأطياف أحبابي في الأصيل وفي امتدادات المرائي..
ثم يجيء كدر تقذفه قواربكِ ويعصر مقلتي بحنان..
فتفيض من روحي استغاثات المتاعب..

يا مدينة ارحمي أحفاد الجوارح..
فالعيون ادلهمت
وغارت بين غابات السكون..
غابت فما عادت ترى
وإن رأت.. رأت الخطوب
أو الورود ذات أوراق الندوب..
فما نفع العيون بلا عيون!!؟

اكتست جدرانكِ يا مدينتي بالدهاء..
وتلونت أصباغها بألوان الكدر!!
وترعرعت فيها فروع الشوك
دون ابتعاد واختفـاء..
دون انحنـاء!!
حتى غدت في طولها..
كنُخيلات الضفاف العالية
أو كأقمار المساء..

جدرانكِ دافئة كليلِ الشوق..
وكارتواء الروح من نبع السُقام
ثم تلبس بالبرودة
كل همٍ في الظلام !!
كل بغض شاحبٍ
كل غدرٍ جاحدٍ..
بعدها تجثو لالتهام أدمغة مجوفةٍ
كحلوى الانتقام !!
والتهامك -يا جدران مدينتي- يُخرج روحي بروية..
فتنسّل من عنقي دون ذكرى
أو سـلام!!

أتعلمين أن حُبك تفنن في اختراقي..
وأنا الفارسة التي تهوى الحياة..
تهوى الربيع الخصب’’
وتعشق ألحان السواقي..
فلمَ عطفتِ حين كنت صامدة بخيلي!!؟
ولمَ ابتعدتِ في جفاءٍ
حين أهوي من علوٍ في وقوفي!؟؟

أتبخلين في العطايا
وصديقتي قالت بأني طيبة..
هل أنا طيبة فعلاً!!؟
أم أنه رأي الرفيقة والحبيبة!؟؟
هل أستحق ِدثار من قلوب نابضة..
وإلى روحِ تغزو في فداءٍ مستمر
ثم نحلق معاً في السماوات الرحيبة..

كلها أسئلة فاضت بوجدي..
فألقيت حِمل التعجب..
والتكهن .,,
والسؤال,,
لا أريد سوى انجلاء ليلي السرمدي..
وأن أنام بملء أجفاني التي
تبكي في سجال..
تعبت من قلب يئن بلا نحيب..
ومن روحٍ تسمّت روح
دون وعيٍ بالمعاني,,
دون إدراكِ الخصال !!

هذا أوان الكِبر يا كل الثقوب تفتقي..
واعلمي أني سأرحل بالدماء..
سأمضي بالثقال بلا التفات في المسير,,
وأخبري اللاحقين بأنني
أحببتهم دون اكتفاء..
أحببتهم رغم القروح الغائرة
عمق السنين..
رغم التهابات الفؤاد في الصباح وفي المساء..
في الوضوح وفي الخفاء!!
أحبكم..
يا كُل زادي في الهجير..
وكل آمالي النائمة في كنف الولاء,,
وكل أفراحي الملونة..
والتائهة بين النساء !!!