اول شي رح بلش بمرحلة الخطبة


عندما يصل الشاب إلى سن الزواج ويكون قد أصبح معتمدا على نفسه وقاد ر على القيام بواجبات بيت الزوجية ...يعطي رب الأسرة موافقته على الخطوبة لأبنه ...
فتنطلق حملة البحث عن العروس المناسبة ...
أول من تتجه إليه الأنظار فتيات العائلة بدءا ببنات العمومة وصولا إلى بنات الخال والخالات ...وإلا استدعيت الداية ( القابلة ) والتي كانت تناط بها عملية البحث عن الفتاة المناسبة وذلك حسب وضع أهل الشاب الأجتماعي ...ودرجة الثراء ...
وتبحث الداية حتى تعثر على عدد من الفتيات وتقوم بوصف حالتهن من لون الشعر إلى لون البشرة أي من رأسهن إلى أخمص أقدامهن لوالدة الشاب وشقيقاته والمقربات من العائلة ...ويلاحظ أن الوصف لاينقل إلى الشاب لآنه من المعيب وصف فتاة بالكامل لشاب غريب عليها ...
حين تقتنع والدة الشاب بفتاة ما تنقل الصورة إلى رب الأسرة فإذا وافق عليها يتم أخذ موعد من عائلتها لزيارتها ...وتتم الزيارة فتذهب والدته وشقيقاته لمنزل الفتاة حيث
يتعرفون عليها ويجرون لها كشف الهيئة ...ومن الأشياء الظريفة التي كانت تحصل أن يتم دعوة الفتاة ووالدتها إلى حمام السوق للكشف الطبيعي على الفتاة ....
وبعد ذلك فإن نال كشف الهيئة موافقة عائلة الشاب يتقدمون من عائلة الفتاة بطلب خطبتها لأبنهم ....عائلة الفتاة تطلب الأستمهال بالجواب لحين موافقة والدها والسؤال عن الشاب المتقدم وعائلته ....
فإذا كان في المستوى المطلوب والأخلاق الحميدة أرسلت عائلة الفتاة موافقتها على الخطوبة إلى عائلة الشاب ...كل ذلك والرجال لم يتدخلوا بالأمر حتى الآن لأنه منوط بالنساء فقط ...
ولطلب الفتاة يتم تشكيل جاهة ( من وجهاء الحي ) لترافق والد الشاب في الذهاب لمنزل الفتاة وطلب يدها بصورة رسمية ... وفي منزل الفتاة يتواجد والدها وعمومتها
وبعض الوجهاء أيضا ...ويتقدم والد الشاب بطلب يد الفتاة لأبنه وتبدأ عملية فصل النقد
( المهر ) وتتم العملية بسرعة إذا كان الطرفين من الموسرين ...و ...من الكرماء
فلا يتم التشدد بينهم ولايحصل خلافات تذكر فبقول والد الفتاة لوالد الشاب :تفضلوا وخذوها بما عليها من الثياب ...ولانريد شيء منكم ... أو نحن نشتري أبنا وليس زوجا ...أو نحن سنتكفل بكل المصاريف ...
والد الشاب الذي عليه رد الجواب بأحسن منه ...يقول بل سندفع ثقلها ذهبا وإلى آخر الأمور ...
أما إذا كان أحد الأطراف صعب التعامل أو كليهما فإن العملية تستغرق وقتا طويلا بين الأخذ والرد في أمور مالية وثياب وشروط حول حفلة العرس والضيافة ويبحثون في أدق التفاصيل وقد يحتاج الأمر لتدخل الوسطاء بينهما لإنجاح الخطوبة التي قد تفشل لأتفه الأسباب ....وهذا نادر الحصول ....
بعد الأنتهاء من الخطبة ... يبدأ الإعداد للعرس ...وقديما كان في غالب الأمر سكن العريس في منزل العائلة فيتم تجهيز غرفة لائقة وتفرش بالفرش المناسب حسب الأمكانية ...ويبدأ إعداد ثياب الفتاة وأهل الطرفين حيث لم يكن هنالك ثيابا جاهزة
فتأتي الخياطة مع عدتها وعاملاتها إلى منزل الخطيبة ليتم إعداد الثياب لها ولوالدتها وشقيقاتها ومن العادات أيضا أن تحضر العروس معها إلى بيت الزوجية بيجاما أو جلابية مع مشاية للعريس ....والأمر نفسه يتم في منزل العريس حيث تبدأ حفلة خياطة الثياب لعائلته ...أما الخاطب فيذهب إلى خياط العائلة لتجهيز نفسه...ثم تذهب الفتاة مع والدتها ووالدة الخاطب إلى سوق الصاغة لأختيار العلامة ( المصوغات الذهبية ) وحسب الأتفاق المسبق ...والمبلغ المتفق عليه ...إلا أنه أحيانا يتم تجاوزه إذا كان الخاطب موسرا ... أو أن والد الفتاة أراد إهداءها بعض المصوغات الذهبية ..إلى هنا ... والخطيب لم ير خطيبته والعكس صحيح ...ولايراها إلا ليلة العرس ويكون قد ارتبط بها بعيون والدته وشقيقاته ...وغالبا ما يكون أختيارهم صائبا



ينتهي العرس مطلع الفجر بعد أن تغادر النساء من المدعوات البيت، لكن تبقى في البيت مجموعة من المقربين من الأهل، ومن أهل العروس تبقى أمها مع عدد صغير من قريباتها مثل أخت العروس الكبرى أو خالتها أو عمتها ممن تم دعوتهم للبقاء، وطبعاً تبقى "الداية" للاطمئنان على إتمام أمور الزفاف الخاصة.
صبحية العرس هناك عادة هدية يقدمها العريس لعروسه تسمى: حق الشعر، وهي مبلغ من المال غير محدد يضعه العريس في منديل بعد أن تطلب منه العروس حق شعرها، وجرت العادة أن تطلب العروس من العريس حق الشعر بكلمات محفوظة يحفظونها لها مسبقاً لتقولها له أذكر منها:
مد إيدك وناولني حق شعري
ويا ريش دردر على ظهري
والليل طويل على مهلك ومهلي
إضافة إلى كلمات تقال حسب التقاليد في الصبحية تقولها العروس للعريس ولا أحفظها،.

يتم تحضير سفرة الصبحية وتتألف من مونة البيت السوري الغنية بأنواعها المختلفة من أجبان وألبان وزيتون بأنواعه ومكدوس ومربيات الفاكهة الشامية المعدة بعناية، إضافة إلى الحلويات التي تأتي خصيصاً من عند البغجاتي وتكون عادة بالقشطة. هذا طبعاً بالإضافة إلى الحليب المغلي والشاي والفاكهة حسب الموسم.
تبقى مجموعة أهل العروس من السيدات في ضيافة أهل العريس يومين أو ثلاثة وأحياناً تستمر 7 أيام لحين موعد المباركة.. والمباركة تكون غالباً في اليوم الخامس والسادس من بعد العرس وتحضرها المدعوات من النساء وترتدي فيها العروس بدلة العرس البيضاء وربما تقوم بتبديل عدة قطع من جهازها أمام المدعوات..
في المباركة تكون العروس أكثر مرحاً وتحرراً منها ليلة عرسها وتستطيع أن تختلط بالمدعوات وتتحرك وتضحك وترقص بحرية أكبر، وكالعادة هناك الرقص والغناء والزلاغيط والدربكة شغالة على أبو جنب.. والضيافة حسب الموسم إما بوظة في الصيف (إيمع)، أو كشك الفقرا في الشتاء



ولما بيوصل العريس للزفة بتبلش النسوان بالتهاليل وهون دور
بنت الغرام بكون وهي بيسة ومن ئلي بئولوها

يتبع