نجح عقار في تجربة سريرية صغيرة بتحقيق ما سماه الباحثون تحسنًا ملحوظًا في السلوكيات الملازمة للتخلف العقلي والتوحد للأشخاص الذين يعانون مما يسمى بمتلازمة أكس الهشة، الذي يعتبر سببا مشتركا للكثير من الإعاقات العقلية الوراثية.
وجاءت النتائج المفاجئة ثمرة لجهود ثلاثة عقود بذلتها شركة العقاقير السويسرية العملاقة “نوفارتيس” في مجال البحوث الوراثية المضنية لتصل إلى الكيفية التي يعمل فيها العقل، كذلك كان وراء هذا النجاح تلك العائلات التي لم تيأس من تحسين أوضاع أبنائها المعانين من هذه الحالات.
وقال الدكتور توماس أر انسل مدير المعهد الوطني للصحة العقلية لمراسل صحيفة نيويورك تايمز معلقا على هذا الانجاز: “قبل ثلاث سنوات كنت أقول إن التخلف العقلي هو إعاقة تحتاج إلى إعادة تأهيل لا أدوية لذلك فإن أي نتائج إيجابية عن تجارب سريرية ستكون باعثة على آمال كبيرة”.
أما الدكتور مارك فيشمان رئيس مراكز “نوفارتيس” لـ “البحث البيوطبي” فحذر من التفاؤل المبالغ به. فالتجارب لم تطبق إلا على ما يقرب من عشرات من المرضى ولم يستفد من العلاج سوى عدد قليل منهم. وقال فيشمان معلقا: “نحن كنا متقاعسين عن جعل الخبر مكشوفا للجمهور لأننا ما زلنا بحاجة إلى إجراء تجارب أخرى وضبطها بطريقة أفضل لكن المجموعة العاملة على الدواء شعرت بثقة عالية”.
وإذا اثبتت تجارب إضافية نتائج إيجابية أيضًا للعقار فإن الأخير سيكون معلما أيضا في مجال بحوث التوحد لأن العلماء يقولون إن الدواء قد يساعد بعض المصابين بالتوحد غير الناجم عن العامل الهش أكس وبالتالي يكون قادرا على معالجة أعراض التوحد الأساسية.
وكانت تجربة شركة “نوفارتيس” التي بدأت عام 2008 في أوروبا وانتهت من تحليل بياناتها هذا العام، ولم تكن مدة التجارب كافية لمراقبة تأثيرات الدواء على الذكاء الأولي. بدلا من ذلك ركز الباحثون على مراقبة أعراض تتعلق بالسلوك مثل “إفراط النشاط” و”تكرار بعض الحركات” و”الانعزال الاجتماعي” و”الخطاب غير اللائق”. وأعطوا لمجموعة من الأشخاص المعنيين العقار بينما أعطوا مجموعة أخرى منهم عقارا غير حقيقي وبعد عدة أسابيع أجري تبديل في المعالجة بالنسبة للمجموعتين من دون أن يعلم الأطباء أو المصابين أي دواء كانوا يأخذون. وقال الدكتور إن “الشيء الأساسي هو أننا أظهرنا تحسنا حقيقيا في السلوك”.
من جانبها قالت جيرالدين داوسون كبيرة علماء مركز “التوحد يتكلم” الذي يعد أكبر منظمة مناصرة للمصابين بمتلازمة التوحد إن قدرا كبيرا من البحث يشير إلى أن الكثير من الأسباب الجينية للتوحد تبدو كأنها تؤثر على نقاط الاشتباك العصبية مما يعني أن علاج شكل من المرض قد يساعد غيرها. وأضافت داوسون: “ما هو مثير في هذه النتائج هو أملنا بأن يكون له تأثير إيجابي على الأشخاص المصابين بالتوحد والذين لا يملكون متلازمة العامل أكس ".
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)