للأسف في منطقتنا العربية نلاحظ إن نسبة قليلة من الشركات تعتني بزبائنها بالشكل الذي يرضيهم، و توفر لهم كافة خدمات ما بعد الشراء و تستمع لآرائهم و تهتم لها، لكن الأغلبية و للأسف لا يعني إلا بملئ جيبه بالأموال و ينسى رضا العميل الذي وقع معه تلك الورقة التي يتعهد فيها كل طرف بإرضاء الآخر، غير إنه في الأخير لا يقوم إلا طرفٌ واحد بملئ خزينة الطرف الآخر، و لو احتاج الطرف الأول لمساعدة لما إلتفت إليه الطرف الآخر. شركة الإنترنت، ذات الإسمٌ الأشهر من نار على علم، معروفة بخدماتها المتميزة و دائماً ما هي السباقة في توفير أفضل خدمات الإنترنت، خدماتها المتميزة أجبرتني خلال فترة إنقطاعي عن الموقع لمدة خمسة أسابيع بأن أقوم بالإتصال على رقمي 90y و 90x مرات لا تحصى، فقط لأشكرهم على خدماتهم المتميزة.
لا أعلم من ألوم، ءألوم نفسي؟ أم موظف خدمات العملاء؟ أم الفنيين؟ أم من يا عالم؟…
ءألوم نفسي التي سمحت لي بالإصرار على إستخدام خدماتهم لسنين طويلة مليئة بالأعطال؟ بإمكانك إعتبار نفسك محظوظاً عندما تكون عميلاً لهذه الشركة، فهذا باب حسنات فتح لك، الصبر الصبر، إن أردت أن تتعلم كيف تتحلى بالصبر فعليك بهذه الشركة.
موظفي خدمة العملاء، هنا ينقسم حديثي لقسمين، الأول عن الموظفين الذين بذلوا قصار جهدهم معي على الهاتف لمساعدتي فأنا أشكرهم جزيل الشكر، أما البعض الأخر فكان يحدثني من طرف لسانه و الجهل بكلمة الإنترنت واضحاً من طريقة كلامه و أسئلته التي ليس لها معنى، فما دخل برامج الحماية بإنقطاع إشارة الـ”DSL” في المودم؟ و آخر يقول لي “إن كنت متصلاً لا سلكياً بجهاز المودم حالياً فلن يعمل الإنترنت؛ لأننا نقوم حالياً بصيانة الشبكات اللاسلكية” … “لا يا شيخ؟”.
فنيي الشركة، كموظفي خدمات العملاء، البعض منهم من قام بالعمل حتى خارج أوقات عمله لخدمتي و لهم الشكر، و الآخرين إختاروا إنكار وجود عطل و إدعاء إن أسلاكي في المنزل قديمة، على الرغم إني قمت بإعادة تسليك خط الإنترنت و إستخدام سلك من نوع CAT6، لكن البعض أبى أن يتنازل عن قراره، آخرٌ قال لي و بكل أمانة بأن كبينة الحي قديمة على الرغم إني أسكن في إحدى الأحياء رئيسية في مدينتي، بينما باقي الأحياء حولي يمتلكون كبائن إلكترونية جديدة، فسألته على من عليَ أن أتصل حتى أستفسر عن موعد تبديل الكبينة، فإذا به يقول لي ” لا أحد، لا يوجد أحد بإمكانك أن تسأله”… من ألوم؟ هل ألوم هذا الـ”ـلا أحد” الذي لا يمكنني مواجهته؟
إلى متى سوف نظل نعاني من سوء خدمات الإنترنت؟ ليس فقط هنا، بل في المنطقة العربية بشكل عام؟ و الأهم إلى متى لن يكون للعميل أهمية للشركات؟ خدمات العملاء من أهم الأمور الذي تهتم فيها الشركات خارج المنطقة، لكن هنالك مالأهم من ذلك.