(لقد أرسلنا رسلنا بالبينات و أنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط و أنزلنا الحديد فيه بأس شديد
ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوي عزيز) الحديد
ثبت علميا ان ذرة الحديد هي اكثر الذرات التي نعرفها تماسكا ، و لذلك فان الحديد له من الخواص الطبيعية
والكيميائية المميزة له ما يجعله ذا بأس شديد فهو عصب الصناعات الثقيلة وعصب توليد الكثير من صور الطاقة وفي مقدمتها الكهرباء. ولولا وجود تلك الكتلة الضخمة من الحديد في قلب الارض لما استطاعت الارض ان تمسك
بغلافها الغازي ولا بغلافها المائي ولا بمختلف صور الحياة على سطحها، كما ان الحديد يكون جزءا من المادة الحمراء في دماء البشر وفي دماء الكثير من الحيوانات كما ويشكل جزءا من المادة الخضراء في اجسام كل النباتات،
ولذلك فالحديد لازمة من لوازم الحياة على سطح الارض يقول الله تعالي: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس)
ما بخصوص انزال الحديد الى الارض، فانه من الحقائق المعروفة حاليا بانه عند انفصال الارض عن الشمس لم تكن الارض تحتوي على عنصر الحديد والسبب في ذلك هو ان عمليات الاندماج النووي في الشمس لا تؤدي الى انتاج درجة حرارة كافية لتكوين الحديد فلكي يتشكل الحديد في النجم فهو بحاجة الى درجات حرارة تفوق بكثير ما هو موجود في الشمس حيث تقدر درجة الحرارة في لب الشمس ب 15 مليون درجة مئوية.
فمن أين اذن أتي الحديد ووجد في الارض؟
وجد العلماء ان هناك نجوما خارج المجموعة الشمسية تسمي “بالمستعرات” ووجدوا انها اكثر حرارة من الشمس بملايين المرات حيث تصل درجة الحرارة في جوف المستعر الى مئات البلايين من الدرجات المئوية ووجدوا ان هذه النجوم هي الاماكن الوحيدة التي من الممكن ان يتكون فيها الحديد ضمن حدود الكون المدرك من خلال عملية الاندماج النووي.
وقد لاحظ العلماء ان النجم اذا كانت كتلته اقل من أربع مرات قدر كتلة الشمس و تحول قلبه الى الحديد فان ذلك يستهلك كل طاقة النجم فينفجر على هيئة ما يمسى ب “فوق المستعر” وتتناثر هذه الاشلاء في صفحة الكون فتدخل بقدرة الله تعالي في مجال اجرام سماوية تحتاج الى هذا الحديد، هذه الملاحظة جعلت العلماء يقولون بان ارضنا حين انفصلت عن الشمس لم تكن سوى كومة من الرماد ليس فيها شيئ اثقل من الألمنيوم و السيليكون ثم رجمت بوابل من النيازك الحديدية تماما كما تصلنا النيازك الحديدية في هذه الايام حيث يشكل ذلك سبب وجود الحديد في الارض، وقد ثبت للعلماء بان كل الحديد في ارضنا بل و في مجموعتنا الشمسية قد انزل انزالا حيث ان الطاقة الازمة لتكوين ذرة حديد واحدة تفوق كل الطاقة في مجموعتنا الشمسية اربع مرات. ولذلك يمن علينا ربنا سبحانه وتعالى بانزال الحديد ويقارن ذلك بانزال الهداية الربانية في صورة وحي السماء فيقول سبحانه: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديدومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوي عزيز) الحديد
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)