يعد عقد الزواج من أهم العقود التي يعقدها الانسان في حياته ، ومن خلاله يتطلع إلى أن تحصل له المودة والرحمة والسكن الذي ينشده ، وتكثير نسل الأمة ، والمشاركة في إعمار الأرض بالخير .
والأسرة هي القاعدة الأساس لبناء الأمة ، والزوجة هي الركن الأهم في مؤسسة الأسرة ، وبمقدار تميزها ومثاليتها تنجح الأسرة مجتمعة في تحقيق أهدافها التي تصبو إلى تحقيقها .
المرأة المثالية سوف تظل مطمع الرجل في كل زمان ومكان ، وسوف لن يتوانى في البحث عنها ، وسيسلك كل الطرق المختلفة للعثور عليها ، لأنه يعتبرها وطنه الأم ، ومن تملك أن تجعله يتوافر على التوافق مع نفسه ومن حوله .
وربما باختلاف تنوع الرجال يختلف تصور المراة المثالية ، لكن بشكل عام هناك بعض الصفات المشتركة التي رأى عامة الناس وخاصتهم من أدباء ومفكرين وعلماء أن توفرها أو معظمها في المرأة يمكنها من حيازة هذا اللقب المستحق " المرأة المثالية " .
الدكتور محمد عثمان الخشت حاول تقريب الصورة لنا في كتابه الموسوم " المرأة المثالية في أعين الرجال " ، والكتاب صادر في ( 96 ) صفحة من القطع المتوسط ، وطبعته مكتبة ابن سينا للنشر والتوزيع والتصدير بمصر الحبيبة .
قدم المؤلف لكتابه بمقدمة عرّف من خلالها بالمرأة المثالية التي قصد التحدث عن صفاتها ، ثم بين صفاتها كما يراها الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن أهمها أن تكون ودوداً ، ولوداً ، حسنة الوجه والمظهر بحيث تسر زوجها عندما ينظر إليها ، موافقة لزوجها متوافقة معه ، ذات دين وخلق ، حافظة لغيبة زوجها وماله وولده ، حنونة عطوفة على ولدها ، تحسن تدبير ورعاية شئون زوجها في جميع المستويات .
بعد ذلك تحدث الكاتب عن سيكولوجية المرأة المثالية وأخلاقياتها ، وبين أنه تبرز فيها هذه الصفات :
.. أنها لا تنسى أنها أنثى ، ولذا تعتنى بمظهرها الخارجي وأن تكون رقيقة ذات جاذبية ودلال عند زوجها .
.. تراعي الأولويات ، بمعنى أن يكون زوجها ذو المكانة الأولى في حياتها ، فلا تهتم بشئ اهتمامها به ، تقدمه على ولدها وعملها وصديقاتها وغير ذلك .
.. منطقية في طلباتها ، تحكم عقلها فيما تريد ، ولا تحمل زوجها فوق ما يطيق .
.. لا تختلق النكد ، لأنها تعرف أن سعادة زوجها تتوقف بدرجة كبيرة على مزاجها .
.. تحافظ على صورتها الحلوة التي رآها عليها زوجها عندما نظر إليها النظرة الشرعية .
.. تتحلى باللباقة لأنها السحر الذي يسمح لها أن تنفذ إلى أعماق قلبه ووجدانه .
.. تحرص على تحصيل خبرات جديدة ، بمعنى أنها مستمرة في تعلم ما يثري حياتهما وهي متجددة وليست روتينية في حياتها.
.. مستقلة الشخصية لا إمعة ، تصدر في أفعالها عن وعي شخصي ناضج .
.. تجيد معاملة أهل زوجها .
.. تهتم بالنظافة ، سواء ما يتصل بجسمها أو بيتها أو متعلقاتها .
.. واثقة بنفسها لا تفرط في تتبع خطوط الموضة لتعويض نقصها .
.. أمينة مخلصة لزوجها وإن كانت لا تحبه ، ليست امرأة لعوباً ، ولا تحب إلا زوجها .
.. غير مسرفة في الاختلاط بالآخرين ، ولا تتدخل فيما لا يعنيها .
.. لا تسأل زوجها عن طبيعة حياته العاطفية قبل الاقتران .
.. لا تعتبر المال أصدق دليل على الحب ، بل تدرك أن من مظاهر الحب أيضاً كلمة طيبة ، سلوك حسن ، عاطفة جياشة ... الخ .
.. ليست مسرفة في طعامها وشرابها وملبسها وزينتها .
.. ليست مهملة ولا متهاونة .
.. تقدر الأمور بقدرها ، فلا تقلب ميزات زوجها عيوباً عندما تكرهه أو تختلف معه لسبب من الأسباب .
.. لا تحمل في عقلها سجلاً أسود لأخطاء زوجها ونقائصه تبرز محتوياته في حال الاختلاف معه ، وإنما هي ذات قلب أبيض يتجاوز الزلات ويصفح ويعفو ويسامح .
.. تتخذ موقفاً ايجابياً تجاه عيوبها وعيوب زوجها ، فلا تديم انتقاده ، وتساعده على فهم أخطائه ، وتتيح له فرص تصحيحها ، وتعترف بأخطائها وتعمل على تصحيحها .
.. تتنزه عن الشجار والجدال ، وتترفع بذاتها عن التوافه التي عادة ما تحيل حياة كثير من الناس الى الجحيم وربما أفضت بهم إلى اتخاذ قرار الطلاق .
.. لا تدفع زوجها الى التهور وارتكاب الحماقات .
.. ليست مخادعة ، ولا منّانة ، ولا كثيرة الشكوى ، ولا لوّامة ، ولا ثرثارة ، ولا متطلعة إلى مغريات الأشياء .
.. لا تضع نفسها في مواضع التهم والريبة .
.. لا تفشي أسرار حياتها الزوجية .
.. تتفهم أحوال زوجها ورغباته ، وتحاول التكيف معه بشكل تدريجي ، ولا تخالفه إلى ما يكره قدر الإمكان .
.. تحسن تدبير شئون منزلها .
.. لا تضيع حقوق زوجها بحجة أداء حق الله تعالى ، بمعنى أنها لا تفرط في التنفل بدون رضا زوجها .
.. تشارك زوجها في حلو حياتهما ومرها .
.. تجيد فن الحديث ، بحيث تعبر عن مشاعرها وتعطي لزوجها التعبير عن مشاعره ، وتختار موضوعات جديدة للمناقشة تناسبه .
.. ترضى بما قسم الله تعالى لها ، بمعنى أنها ترضى بإمكانيات زوجها المادية والمعنوية.
.. غير مفرطة في الغيرة .
.. ليست متكبرة .
.. تتحدث بنعم ربها عليها وتشكره .
.. تعطي قبل أن تأخذ .
.. غير مترددة في اتخاذ قراراتها .
.. وفية بعهدها .
.. لا تترك أولادها لتربية الخدم وأصدقاء السوء في الشوارع .
.. تحسن الإصغاء إلى زوجها .
.. ليست متداعية على الرجل ومتابعة له كظله ، بل تتيح له مساحة للاختلاء بنفسه كلما احتاج إلى ذلك .
.. ليست لحوحة في طلب حاجاتها ، بل طلباتها تتم بأسلوب رقيق .
.. ليست نزاعة إلى السيطرة .
.. منظمة ، ولكن ليس إلى درجة الهوس .
.. صبورة .
.. أنها صاحبة سيكولوجية متوازنة ذات نفسية سليمة لا تشوه صفاتها الجميلة .
وفي فصل بعنوان مقاييس جمال المرأة في أعين الرجال استعرض الكاتب أهمية الجسد عموماً وجسد الأنثى لدى الرجل ، إذ من خلاله يدرك العقل الانساني الأشياء والكائنات ، ويكون قادراً على التأثير وقابلاً للتأثر ، كما استعرض دور الجسد في نماء العلاقة الانسانية القائمة بين الزوجين ، وبين السمات الجسمية المكونة للجاذبية الأنثوية في نظر الرجل ، وأستنتج أن الرجال غالباً أكثر تاثراً من النساء بالسمات الجسدية ،وتطرق لبعض معايير جمال المرأة في أعين الأدباء والشعراء ، وكذا إلى محاسن المرأة في أعين فقهاء اللغة ، وهو فصل جميل وطريف يدل على الذائقة الجميلة للإنسان العربي القديم على وجه الخصوص ، ويسهم فهمه وتدبر مضامينه في إثراء ذائقة الرجل في هذا المجال ، وهو أمر هام لاستقرار حياته الأسرية وتحديد ما يريد بدقة .
عبر فصل بعنوان : المرأة المثالية والجنس بين الكاتب أهمية فاعلية المرأة في الحوار الجنسي ، وتطرق إلى شواهد من الكتاب والسنة تؤكد على أن الاسلام يحث على أن تتسم المرأة بالصدق والفاعلية في العمل الجنسي ، وبشكل جميل تطرق إلى مفاتيح قلب الرجل التي يجب على المرأة اتقان استخدامها للتغلغل في دواخله .
وخصص الكاتب فصلاً للحديث على أسلوب المرأة المثالية في حل المشاكل والخلافات الزوجية من خلال استعراض بعض السلوكات التي تلتزم بها في حال وقوعها في مشكلة ، واختتم المؤلف كتابه بفصل تحدث فيه عن الأساليب التي تفعلها المرأة في حال هجر زوجها لها ، ثم ذكر سمات المرأة التي يريدها الناجحون .
لم أرغب في التحدث بشئ من التفصيل عما ورد في الفصول الأخيرة بالرغم من أهميتها للاستفادة من الكتاب ، وإنما حرصت على أن اترك لك قارئي الكريم فرصة اكتشاف ما ورد فيها من سمات بنفسك ، واملي أن يكون في ذلك حافز أكبر للقراءة ، وهو جهد تستحقه سعادتك .
أملي أن تجدوا في قراءة هذا الكتاب المتعة والفائدة المرجوة ، ودائماً آمل أن لا تنسوا أن تكون القراءة هاجسكم والكتاب أنيسكم ، فهو كما تعلمون خير أنيس ، والحاجة إليه ماسة حتى يشعر الإنسان أنه جزء من هذا العالم المتميز ، تأثيراً ، وتأثراً .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)