رشدين بن سعد عن الحجاج بن شداد عن أبي صالح الغفاري عن عبد الله بن عمرو أن النبي ص قال ( أول من يدخل من هذا الباب رجل من أهل الجنة ) فدخل سعد بن أبي وقاص
ابن وهب أخبرني حيوة أخبرنا عقيل عن ابن شهاب حدثني من لا أتهم عن أنس قال بينا نحن جلوس عند رسول الله ص فقال ( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ) فاطلع سعد
الثوري عن المقدام بن شريح عن أبيه عن سعد { ولا تطرد الذين يدعون ربهم } [2] قال نزلت في ستة أنا وابن مسعود منهم
مسلمة بن علقمة حدثنا داود بن أبي هند عن أبي عثمان أن سعدا قال نزلت هذه الآية في { وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما } [3] قال كنت برا بأمي فلما أسلمت قالت يا سعد ما هذا الدين الذي قد أحدثت لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي فيقال يا قاتل أمه قلت لا تفعلي يا أمه إني لا أدع ديني هذا لشيء فمكثت يوما لا تأكل ولا تشرب وليلة وأصبحت وقد جهدت فلما رأيت ذلك قلت يا أمه تعلمين والله لو كان لك مئة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني إن شئت فكلي أو لا تأكلي فلما رأت ذلك أكلت رواه أبو يعلى في مسنده.
مجالد عن الشعبي عن جابر قال كنا مع رسول الله ص إذ أقبل سعد ابن مالك فقال رسول الله ( هذا خالي فليرني امرؤ خاله ). قلت لأن أم النبي ص زهرية وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف ابنة عم أبي وقاص
يحيى القطان عن الجعد بن أوس حدثتني عائشة بنت سعد قالت قال سعد اشتكيت بمكة فدخل علي رسول الله ص يعودني فمسح وجهي وصدري وبطني وقال ( اللهم اشف سعدا ) فما زلت يخيل إلي أني أجد برد يده ص على كبدي حتى الساعة أخرجه البخاري والنسائي
أحمد في ( مسنده ( حدثنا أبو المغيرة حدثنا معان بن رفاعة حدثني علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال جلسنا إلى رسول الله ص فذكرنا ورققنا فبكى سعد بن أبي وقاص فأكثر البكاء فقال يا ليتني مت فقال رسول الله ص ( يا سعد أتتمنى الموت عندي ) فردد ذلك ثلاث مرات ثم قال ( يا سعد إن كنت خلقت للجنة فما طال عمرك أو حسن من عملك فهو خير لك )
محمد بن الوليد البسري حدثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل عن قيس أخبرني سعد أن رسول الله قال ( اللهم استجب لسعد إذا دعاك ) رواه جعفر بن عون عن إسماعيل عن قيس أن النبي قاله عبد الرحمن بن مغراء عن سعيد بن المرزبان عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله ص قال يوم أحد اللهم استجب لسعد ) ثلاث مرات
ابن وهب حدثني أبو صخر عن يزيد بن قسيط عن إسحاق بن سعد ابن أبي وقاص حدثني أبي أن عبد الله بن جحش قال يوم أحد ألا تأتي ندعو الله تعالى فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال يا رب إذا لقينا العدو غدا فلقني رجلا شديدا بأسه شديدا حرده أقاتله ويقاتلني ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله وآخذ سلبه فأمن عبد الله ثم قال اللهم ارزقني غدا رجلا شديدا بأسه شديدا حرده فأقاتله ويقاتلني ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني فإذا لقيتك غدا قلت لي يا عبدالله فيم جدع أنفك وأذناك فأقول فيك وفي رسولك فتقول صدقت قال سعد كانت دعوته خيرا من دعوتي فلقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلق في خيط
أبو عوانة وجماعة حدثنا عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر فقالوا إنه لا يحسن أن يصلي فقال سعد أما أنا فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلاتي العشي لا أخرم منها أركد في الأوليين وأحذف في الأخريين فقال عمر ذاك الظن بك يا أبا إسحاق فبعث رجالا يسألون عنه بالكوفة فكانوا لا يأتون مسجدا من مساجد الكوفة إلا قالوا خيرا حتى أتوا مسجدا لبني عبس فقال رجل يقال له أبو سعدة أما إذ نشدتمونا بالله فإنه كان لا يعدل في القضية ولا يقسم بالسوية ولا يسير بالسرية فقال سعد اللهم إن كان كاذبا فأعم بصره وأطل عمره وعرضه للفتن قال عبد الملك فأنا رأيته بعد يتعرض للإماء في السكك فإذا سئل كيف أنت يقول كبير مفتون أصابتني دعوة سعد متفق عليه
محمد بن جحادة حدثنا الزبير بن عدي عن مصعب بن سعد أن سعدا خطبهم بالكوفة فقال يا أهل الكوفة أي أمير كنت لكم فقام رجل فقال اللهم إن كنت ما علمتك لا تعدل في الرعية ولا تقسم بالسوية ولا تغزو في السرية فقال سعد اللهم إن كان كاذبا فاعم بصره وعجل فقره وأطل عمره وعرضه للفتن قال فما مات حتى عمي فكان يلتمس الجدرات وافتقر حتى سأل وأدرك فتنة المختار فقتل فيها
عمرو بن مرزوق حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن سعيد بن المسيب قال خرجت جارية لسعد عليها قميص جديد فكشفتها الريح فشد عمر عليها بالدرة وجاء سعد ليمنعه فتناوله بالدرة فذهب سعد يدعو على عمر فناوله الدرة وقال اقتص فعفا عن عمر
أسد بن موسى حدثنا يحيى بن زكريا حدثنا إسماعيل عن قيس قال كان لابن مسعود على سعد مال فقال له ابن مسعود أد المال قال ويحك مالي ولك قال أد المال الذي قبلك فقال سعد والله إني لاراك لاق مني شرا هل أنت إلا ابن مسعود وعبد بني هذيل قال أجل والله وإنك لابن حمنة فقال لهما هاشم بن عتبة إنكما صاحبا رسول الله ص ينظر إليكما الناس فطرح سعد عودا كان في يده ثم رفع يده فقال اللهم رب السماوات فقال له عبد الله قل قولا ولا تلعن فسكت ثم قال سعد أما والله لولا اتقاء الله لدعوت عليك دعوة لا تخطئك رواه ابن المديني عن سفيان عن إسماعيل وكان قد أقرضه شيئا من بيت المال
ومن مناقب سعد أن فتح العراق كان على يدي سعد وهو كان مقدم الجيوش يوم وقعة القادسية ونصر الله دينه ونزل سعد بالمدائن ثم كان أمير الناس يوم جلولاء فكان النصر على يده واستأصل الله الاكاسرة فروى زياد البكائي عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر قال قال ابن عم لنا يوم القادسية
ألم تر أن الله أنزل نصره * وسعد بباب القادسية معصم
فأبنا وقد آمت نساء كثيرة * ونسوة سعد ليس فيهن أيم
فلما بلغ سعدا قال اللهم اقطع عني لسانه ويده فجاءت نشابة أصابت فاه فخرس ثم قطعت يده في القتال وكان في جسد سعد قروح فأخبر الناس بعذره عن شهود القتال وروى نحوه سيف بن عمر عن عبد الملك هشيم عن أبي مسلم عن مصعب بن سعد أن رجلا نال من علي فنهاه سعد فلم ينته فدعا عليه فما برح حتى جاء بعير ناد فخبطه حتى مات ولهذه الواقعة طرق جمة رواها ابن أبي الدنيا في مجابي الدعوة وروى نحوها الزبير بن بكار عن إبراهيم بن حمزة عن أبي أسامة عن ابن عون عن محمد بن محمد الزهري عن عامر بن سعد وحدث بها أبو كريب عن أبي أسامة ورواها ابن حميد عن ابن المبارك عن ابن عون عن محمد بن محمد بن الأسود وقرأتها على عمر بن القواس عن الكندي أنبأنا أبو بكر القاضي أنبأنا أبو إسحاق البرمكي حضورا أنبأنا ابن ماسي أنبأنا أبو مسلم حدثنا الأنصاري حدثنا ابن عون وحدث بها ابن علية عن محمد بن محمد ورواها ابن جدعان عن ابن المسيب أن رجلا كان يقع في علي وطلحة والزبير فجعل سعد ينهاه ويقول لا تقع في إخواني فأبى فقام سعد وصلى ركعتين ودعا فجاء بختي يشق الناس فأخذه بالبلاط فوضعه بين كركرته والبلاط حتى سحقه فأنا رأيت الناس يتبعون سعدا يقولون هنيئا لك يا أبا اسحاق استجيبت دعوتك. قلت في هذا كرامة مشتركة بين الداعي والذين نيل منهم
جرير الضبي عن مغيرة عن أمه قالت زرنا آل سعد فرأينا جارية كأن طولها شبر قلت من هذه قالوا ما تعرفينها هذه بنت سعد غمست يدها في طهوره فقال قطع الله قرنك فما شبت بعد وروى عبد الرزاق عن أبيه عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف أن امرأة كانت تطلع على سعد فينهاها فلم تنته فاطلعت يوما وهو يتوضأ فقال شاه وجهك فعاد وجهها في قفاها. مينا متروك.
حاتم بن إسماعيل حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده قال دعا سعد بن أبي وقاص فقال يا رب بني صغار فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة
قال خليفة ين خياط وفي سنة خمس عشرة وقعة القادسية وعلى المسلمين سعد وفي سنة إحدى وعشرين شكا أهل الكوفة سعدا أميرهم إلى عمر فعزله
وقال الليث بن سعد كان فتح جلولاء سنة تسع عشرة افتتحها سعد بن أبي وقاص قلت قتل المجوس يوم جلولاء قتلا ذريعا فيقال بلغت الغنيمة ثلاثين ألف ألف درهم وعن أبي وائل قال سميت جلولاء فتح الفتوح
قال الزهري لما استخلف عثمان عزل عن الكوفة المغيرة وأمر عليها سعدا وروى حصين عن عمرو بن ميمون عن عمر أنه لما أصيب جعل الأمر شورى في الستة وقال من استخلفوه فهو الخليفة بعدي وإن أصابت سعدا والا فليستعن به الخليفة بعدي فإنني لم أنزعه يعني عن الكوفة من ضعف ولا خيانة
ابن علية حدثنا أيوب عن محمد قال نبئت أن سعدا قال ما أزعم أني بقميصي هذا أحق مني بالخلافة جاهدت وأنا أعرف بالجهاد ولا أبخع نفسي ان كان رجلا خيرا مني لا أقاتل حتى يأتوني بسيف له عينان ولسان فيقول هذا مؤمن وهذا كافر. وتابعه معمر عن أيوب أخبرنا أبو الغنائم القيسي وجماعة كتابة قالوا أنبأنا حنبل أنبأنا هبة الله أنبأنا ابن المذهب أنبأنا القطيعي حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا كثير بن زيد عن المطلب عن عمر بن سعد عن أبيه أنه جاءه ابنه عامر فقال أي بني أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسا لا والله حتى أعطى سيفا إن ضربت به مسلما نبا عنه وأن ضربت كافرا قتله سمعت رسول الله ص يقول ( إن الله يحب الغني الخفي التقي )
الزبير حدثنا محمد بن الضحاك الحزامي عن أبيه قال قام علي على منبر الكوفة فقال حين اختلف الحكمان لقد كنت نهيتكم عن هذه الحكومة فعصيتموني فقام إليه فتى آدم فقال إنك والله ما نهيتنا بل أمرتنا وذمرتنا فلما كان منها ما تكره برأت نفسك ونحلتنا ذنبك فقال علي رضي الله عنه ما أنت وهذا الكلام قبحك الله والله لقد كانت الجماعة فكنت فيها خاملا فلما ظهرت الفتنة نجمت فيها نجوم قرن الماعز ثم التفت إلى الناس فقال لله منزل نزله سعد بن مالك وعبد الله بن عمر والله لئن كان ذنبا إنه لصغير مغفور ولئن كان حسنا إنه لعظيم مشكور
أبو نعيم حدثنا أبو أحمد الحاكم حدثنا ابن خزيمة حدثنا عمران بن موسى حدثنا عبد الوارث حدثنا محمد بن جحادة عن نعيم بن أبي هند عن أبي حازم عن حسين بن خارجة الأشجعي قال لما قتل عثمان أشكلت علي الفتنة فقلت اللهم أرني من الحق أمرا أتمسك به فرأيت في النوم الدنيا والآخرة بينهما حائط فهبطت الحائط فإذا بنفر فقالوا نحن الملائكة قلت فأين الشهداء قالوا اصعد الدرجات فصعدت درجة ثم أخرى فإذا محمد وابراهيم صلى الله عليهما وإذا محمد يقول لابراهيم استغفر لامتي قال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم اهراقوا دماءهم وقتلوا إمامهم ألا فعلوا كما فعل خليلي سعد قال قلت لقد رأيت رؤيا فأتيت سعدا فقصصتها عليه فما أكثر فرحا وقال قد خاب من لم يكن إبراهيم عليه السلام خليله قلت مع أي الطائفتين أنت قال ما أنا مع واحد منهما قلت فما تأمرني قال هل لك من غنم قلت لا قال فاشتر غنما فكن فيها حتى تنجلي
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن أنبأنا أبو محمد بن قدامة أنبأنا هبة الله ابن الحسن أنبأنا عبد الله بن علي الدقاق أخبرنا علي بن محمد أنبأنا محمد بن عمرو حدثنا سعدان بن نصر حدثنا سفيان عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه قال ( مرضت عام الفتح مرضا أشفيت منه فأتاني رسول الله ص يعودني فقلت يا رسول الله إن لي مالا كثيرا وليس يرثني إلا ابنة أفأوصي بما لي كله قال لا قلت فالشطر قال لا قلت فالثلث قال والثلث كثير إنك أن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس لعلك تؤخر على جميع أصحابك وأنك لن نتفق نفقة تريد بها وجه الله إلا أجرت فيها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك قلت يا رسول الله إني أرهب أن أموت بأرض هاجرت منها قال لعلك أن تبقى حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة ) يرثي له أنه مات بمكة متفق عليه من طرق عن الزهري
وعن علي بن زيد عن الحسن قال لما كان الهيج في الناس جعل رجل يسأل عن أفاضل الصحابة فكان لا يسأل أحدا إلا دله على سعد بن مالك وروى عمر بن الحكم عن عوانة قال دخل سعد على معاوية فلم يسلم عليه بالأمرة فقال معاوية لو شئت أن تقول غيرها لقلت قال فنحن المؤمنون ولم نؤمرك فإنك معجب بما أنت فيه والله ما يسرني أني على الذي أنت عليه وأني هرقت محجمة دم.
قلت اعتزل سعد الفتنة فلا حضر الجمل ولا صفين ولا التحكيم ولقد كان أهلا للإمامة كبير الشأن رضي الله عنه
روى نعيم بن حماد حدثنا ابن ادريس عن هشام عن ابن سيرين أن سعد بن أبي وقاص طاف على تسع جوار في ليلة ثم استيقظت العاشرة لما أيقظها فنام هو فاستحيت أن توقظه
حماد بن سلمة عن سماك عن مصعب بن سعد أنه قال كان رأس أبي في حجري وهو يقضي فبكيت فرفع رأسه إلي فقال أي بني ما يبكيك قلت لمكانك وما أرى بك قال لا تبك فإن الله لا يعذبني أبدا وأني من أهل الجنة. قلت صدق والله فهنيئا له
الليث عن عقيل عن الزهري أن سعد بن أبي وقاص لما احتضر دعا بخلق جبة صوف فقال كفنوني فيها فإني لقيت المشركين فيها يوم بدر وإنما خبأتها لهذا اليوم
ابن سعد أنبأنا محمد بن عمر حدثنا فروة بن زييد عن عائشة بنت سعد قالت أرسل أبي إلى مروان بزكاته خمسة آلاف وترك يوم مات مئتي ألف وخمسين ألفا. قال الزبير بن بكار كان سعد قد اعتزل في آخر عمره في قصر بناه بطرف حمراء الأسد وعن أم سلمة أنها قالت لما مات سعد وجيء بسريره فأدخل عليها جعلت تبكي وتقول بقية أصحاب رسول الله ص
النعمان بن راشد عن الزهري عن عامر بن سعد قال كان سعد آخر المهاجرين وفاة قال المدائني وأبو عبيدة وجماعة توفي سنة خمس وخمسين
وروى نوح بن يزيد عن إبراهيم بن سعد أن سعدا مات وهو ابن اثنتين وثمانين سنة في سنة ست وخمسين وقيل سنة سبع قال أبو نعيم الملائي سنة ثمان وخمسين وتبعه قعنب بن المحرز والأول هو الصحيح. وقع له في مسند بقي بن مخلد مئتان وسبعون حديثا فمن ذاك في الصحيح ثمانية وثلاثون حديثا