واه الحافظ أبو القاسم في تاريخه عن السلفي إجازة قلت كان أبو هريرة طيب الأخلاق ربما ناب في المدينة عن مروان أيضا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع قال كان مروان ربما استخلف أبا هريرة على المدينة فيركب حمارا ببرذعة وفي رأسه خلبة من ليف فيسير فيلقى الرجل فيقول الطريق قد جاء الأمير وربما أتى الصبيان وهم يلعبون بالليل لعبة الأعراب فلا يشعرون حتى يلقي نفسه بينهم ويضرب برجليه فيفزع الصبيان فيفرون وربما دعاني إلى عشائه فيقول دع العراق للأمير فأنظر فإذا هو ثريدة بزيت
عمرو بن الحارث عن يزيد بن زياد القرظي حدثني ثعلبة بن أبي مالك القرظي قال أقبل أبو هريرة في السوق يحمل حزمة حطب وهو يومئذ خليفة لمروان فقال أوسع الطريق للأمير
يحيى بن سعيد عن ابن المسيب قال كان أبو هريرة إذا أعطاه معاوية سكت فإذا أمسك عنه تكلم هشام بن عروة عن رجل عن أبي هريرة قال درهم يكون من هذا وكأنه يمسح العرق عن جبينه أتصدق به أحب إلي من مئة ألف ومئة ألف ومئة ألف من مال فلان وقال حزم القطعي سمعت الحسن يقول كان أبو هريرة إذا مرت به جنازة قال اغدوا فإنا رائحون وروحوا فإنا غادون يونس عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة فذكر حديث بسط ثوبه قال فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئا حدثت به
أبو هلال عن الحسن قال أبو هريرة لو حدثتكم بكل ما في كيسي لرميتموني بالبعر ثم قال الحسن صدق والله لو حدثهم أن بيت الله يهدم أو يحرق ما صدقوه
الفضل بن العلاء حدثنا إسماعيل بن أمية أخبرني محمد بن قيس ( ابن مخرمة ) أن رجلا أتى زيد بن ثابت فسأله عن شيء فقال عليك بأبي هريرة فإني بينما أنا وهو وفلان في المسجد خرج علينا رسول الله ونحن ندعو ونذكر ربنا فجلس إلينا فسكتنا فقال عودوا للذي كنتم فيه فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة فجعل رسول الله يؤمن ثم دعا أبو هريرة فقال اللهم إني أسألك ما سألك صاحباي هذان وأسألك علما لا ينسى فقال النبي آمين فقلنا يا رسول الله ونحن نسأل الله علما لا ينسى قال سبقكما الغلام الدوسي تفرد به ( الفضل بن ) العلاء وهو صدوق هشيم عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن ابن عمر أنه مر بأبي هريرة وهو يحدث أن رسول الله قال من تبع جنازة فله قيراط فقال انظر ما تحدث عن رسول الله فقام أبو هريرة فأخذ بيده إلى عائشة فقال لها أنشدك بالله هل سمعت رسول الله يقول من تبع جنازة الحديث فقالت اللهم نعم فقال أبو هريرة لم يكن يشغلني عن رسول الله غرس الودي ولا صفق في الأسواق وإنما كنت أطلب من رسول الله كلمة يعلمنيها أو أكلة يطعمنيها فقال ابن عمر كنت ألزمنا لرسول الله وأعلمنا بحديثه رواته ثقات ابن أبي الزناد عن أبيه عن محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم أنه قعد في مجلس فيه أبو هريرة وفيه مشيخة من أصحاب رسول الله بضعة عشر رجلا فجعل أبو هريرة يحدثهم عن النبي بالحديث فلا يعرفه بعضهم ثم يتراجعون فيه فيعرفه بعضهم ثم يحدثهم بالحديث فلا يعرفه بعضهم ثم يعرفه حتى فعل ذلك مرارا قال فعرفت يومئذ أنه أحفظ الناس عن رسول الله رواه البخاري في تاريخه
همام بن يحيى حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن عمر قال لأبي هريرة كيف وجدت الإمارة قال بعثتنى وأنا كاره ونزعتني وقد أحببتها وأتاه بأربع مئة ألف من البحرين فقال ما جئت به لنفسك قال عشرين ألفا قال من أين أصبتها قال كنت أتجر قال انظر رأس مالك ورزقك فخذه واجعل الآخر في بيت المال وكان أبو هريرة يجهر في صلاته ببسم الله الرحمن الرحيم قال الحافظ أبو سعد السمعاني سمعت أبا المعمر المبارك بن أحمد سمعت أبا القاسم يوسف بن علي الزنجاني الفقيه سمعت الفقيه أبا إسحاق الفيروزابادي سمعت القاضي أبا الطيب يقول كنا في مجلس النظر بجامع المنصور فجاء شاب خراساني فسأل عن مسألة المصراة فطالب بالدليل حتى استدل بحديث أبي هريرة الوارد فيها فقال وكان حنفيا أبو هريرة غير مقبول الحديث فما استتم كلامه حتى سقط عليه حية عظيمة من سقف الجامع فوثب الناس من أجلها وهرب الشاب منها وهي تتبعه فقيل له تب تب فقال تبت فغابت الحية فلم ير لها أثر إسنادها أئمة
وأبو هريرة إليه المنتهى في حفظ ما سمعه من الرسول عليه السلام وأدائه بحروفه وقد أدى حديث المصراة بألفاظه فوجب علينا العمل به وهو أصل برأسه وقد ولي أبو هريرة البحرين لعمر وأفتى بها في مسألة المطلقة طلقة ثم يتزوج بها آخر ثم بعد الدخول فارقها فتزوجها الأول هل تبقى عنده على طلقتين كما هو قول عمر وغيره من الصحابة ومالك والشافعي وأحمد في المشهور عنه أو تلغى تلك التطليقة وتكون عنده على الثلاث كما هو قول ابن عباس وابن عمر وأبي حنيفة ورواية عن عمر بناء على أن إصابة الزوج تهدم ما دون الثلاث كما هدمت إصابته لها الثلاث فالأول مبني على أن إصابة الزوج الثاني إنما هي غاية التحريم الثابت بالطلاق الثلاث فهو الذي يرتفع والمطلقة دون الثلاث لم تحرم فلا ترفع الإصابة منها شيئا وبهذا أفتى أبو هريرة فقال له عمر لو أفتيت بغيره لأوجعتك ضربا وكذلك أفتى أبو هريرة في دقاق المسائل مع مثل ابن عباس وقد عمل الصحابة فمن بعدهم بحديث أبي هريرة في مسائل كثيرة تخالف القياس كما عملوا كلهم بحديثه عن النبي أنه قال لا تنكح المرأة على عمتها ولا خالتها وعمل أبو حنيفة والشافعي وغيرهما بحديثه أن من أكل ناسيا فليتم صومه مع أن القياس عند أبي حنيفة أنه يفطر فترك القياس لخبر أبي هريرة وهذا مالك عمل بحديث أبي هريرة في غسل الإناء سبعا من ولوغ الكلب مع أن القياس عنده أنه لا يغسل لطهارته عنده بل قد ترك أبو حنيفة القياس لما هو دون حديث أبي هريرة في مسألة القهقهة لذاك الخبر المرسل وقد كان أبو هريرة وثيق الحفظ ما علمنا أنه أخطأ في حديث بقي بن مخلد حدثنا أبو كامل حدثنا عبد الوارث سمعت محمد ابن المنكدر يحدث عن أبي هريرة قال إذا كان أحدكم جالسا في الشمس فقلصت عنه فليتحول عن مجلسه