براهيم بن محمد الشافعي عن سفيان حج علي بن الحسين فلما أحرم اصفر وانتفض ولم يستطيع أن يلبي فقيل ألا تلبي قال أخشى أن أقول لبيك فيقول لي لا لبيك فلما لبى غشي عليه وسقط من راحلته فلم يزل بعض ذلك به حتى قضى حجه إسنادها مرسل وروى مصعب بن عبد الله عن مالك احرم علي بن الحسين فلما أراد أن يلبي قالها فأغمي عليه وسقط من ناقته فهشم ولقد بلغني أنه كان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة إلى أن مات وكان يسمى زين العابدين لعبادته ويروى عن جابر الجعفي عن أبي جعفر كان أبي يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة فلما احتضر بكى فقلت يا أبت ما يبكيك قال يا بني إنه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا كان لله فيه المشيئة إن شاء عذبه وإن شاء غفر له إسنادها تالف عن طاووس سمعت علي بن الحسين وهو ساجد في الحجر يقول عبيدك بفنائك مسكينك بفنائك سائلك بفنائك فقيرك بفنائك قال فوالله ما دعوت به في كرب قط إلا كشف عني حجاج بن أرطاة عن أبي جعفر أن أباه قاسم الله تعالى ماله مرتين وقال إن الله يحب المذنب التواب ابن عيينة عن أبي حمزة الثمالي أن علي بن الحسين كان يحمل الخبز بالليل على ظهره يتبع به المساكين في الظلمة ويقول إن الصدقة في سواد الليل تطفىء غضب الرب يونس بن بكير عن ( محمد بن ) إسحاق كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل جرير بن عبد الحميد عن عمرو بن ثابت لما مات علي بن الحسين وجدوا بظهره أثرا مما كان ينقل الجرب بالليل إلى منازل الأرامل وقال شيبة بن نعامة لما مات علي وجدوه يعول مئة أهل بيت قلت لهذا كان يبخل فإنه ينفق سرا ويظن أهله أنه يجمع الدراهم وقال بعضهم ما فقدنا صدقة السر حتى توفي علي وروى واقد بن محمد العمري عن سعيد بن مرجانة أنه لما حدث علي بن الحسين بحديث أبي هريرة من أعتق نسمة مؤمنة أعتق الله كل عضو منه بعضو منه من النار حتى فرجه بفرجه فأعتق علي غلاما له أعطاه فيه عبد الله بن جعفر عشرة آلاف درهم وروى حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار قال دخل علي بن الحسين على محمد بن أسامة بن زيد في مرضه فجعل محمد يبكي فقال ما شأنك قال علي دين قال وكم هو قال بضعة عشر ألف دينار قال فهي علي علي بن موسى الرضا حدثنا أبي عن أبيه عن جده قال علي بن الحسين إني لأستحيي من الله أن أرى الأخ من إخواني فأسأل الله له الجنة وأبخل عليه بالدنيا فإذا كان غدا قيل لي لو كانت الجنة بيدك لكنت بها أبخل وأبخل قال أبو حازم المدني ما رأيت هاشميا أفقه من علي بن الحسين سمعته وقد سأل كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله فأشار بيده إلى القبر ثم قال لمنزلتهما منه الساعة رواها ابن أبي حازم عن أبيه يحيى بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه قال جاء رجل إلى أبي فقال أخبرني عن أبي بكر قال عن الصديق تسأل قال وتسميه الصديق قال ثكلتك أمك قد سماه صديقا من هو خيرا مني رسول الله والمهاجرين والأنصار فمن لم يسمه صديقا فلا صدق الله قوله اذهب فأحب أبا بكر وعمر وتولهما فما كان من أمر ففي عنقي وعنه أنه أتاه قوم فأثنوا عليه فقال حسبنا أن نكون من صالحي قومنا الزبير في النسب حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن قدامة الجمحي عن أبيه عن جده عن محمد بن علي عن أبيه قال قدم قوم من العراق فجلسوا إلي فذكروا أبا بكر وعمر فسبوهما ثم ابتركوا في عثمان إبتراكا فشتمتهم قال ابن عيينه قال علي بن الحسين ما يسرني بنصيبي من الذل حمر النعم أخبرنا إسحاق بن طارق أنبأنا يوسف بن خليل أنبأنا أحمد بن محمد أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم حدثنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبو معمر حدثنا جرير عن فضيل بن غزوان
قال قال علي بن الحسين من ضحك ضحكة مج مجة من علم وبه قال أبو نعيم حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا أحمد بن علي بن جارود حدثنا أبو سعيد الكندي حدثنا حفص بن غياث عن حجاج عن أبي جعفر عن علي بن الحسن قال إن الجسد إذا لم يمرض أشر ولاخير في جسد يأشر وعن علي بن الحسين قال فقد الأحبة غربة وكان يقول اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوائح العيون علانيتي وتقبح في خفيات العيون سريرتي اللهم كما أسأت وأحسنت إلي فإذا عدت فعد علي قال زيد بن أسلم كان من دعاء علي بن الحسين اللهم لاتكلني إلى نفسي فأعجز عنها ولاتكلني إلى المخلوقين فيضيعوني قال ابن أبي ذئب عن الزهري سألت علي بن الحسين عن القرآن فقال كتاب الله وكلامه أبو عبيدة عن ابن إسحاق الشيباني عن القاسم بن عوف قال قال علي بن الحسين جاءني رجل فقال جئتك في حاجة وما جئت حاجا ولا معتمرا قلت وما هي قال جئت لأسألك متى يبعث علي فقلت يبعث والله يوم القيامة ثم تهمه نفسه
أحمد بن عبد الأعلى الشيباني حدثني أبو يعقوب المدني قال كان بين حسن بن حسن وبين ابن عمه علي بن الحسين شيء فما ترك حسن شيئا إلا قاله وعلي ساكت فذهب حسن فلما كان في الليل أتاه علي فخرج فقال علي يا ابن عمي إن كنت صادقا فغفر الله لي وإن كنت كاذبا فغفر الله لك السلام عليك قال فالتزمه حسن وبكى حتى رثى له قال أبو نعيم حدثنا عيسى ( بن ) دينار ثقة قال سألت أبا جعفر عن المختار فقال قام أبي على باب الكعبة فلعن المختار فقيل له تلعنه وإنما ذبح فيكم قال إنه كان يكذب على الله وعلى رسوله وعن الحكم عن أبي جعفر قال إنا لنصلي خلفهم يعني الأموية من غير تقية وأشهد على أبي أنه كان يصلي خلفهم من غير تقية رواه أبو إسرائيل الملائي عنه وروى عمر بن حبيب عن يحيى بن سعيد قال قال علي بن الحسين والله ما قتل عثمان رحمه الله على وجه الحق نقل غير واحد أن علي بن الحسين كان يخضب بالحناء والكتم وقيل كان ( له ) كساء أصفر يلبسه يوم الجمعة
وقال عثمان بن حكيم رأيت على علي بن الحسين كساء خز وجبة خز وروى حسين بن زيد بن علي عن عمه أن علي بن الحسين كان يشتري كساء الخز بخمسين دينارا يشتو فيه ثم يبيعه ويتصدق بثمنه وقال محمد بن هلال رأيت علي بن الحسين يعتم ويرخي منها خلف ظهره وقيل كان يلبس في الصيف ثوبين ممشقين من ثياب مصر ويتلو " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " وقيل كان علي بن الحسين إذا سار في المدينة على بغلته لم يقل لأحد الطريق ويقول هو مشترك ليس لي أن أنحي عنه أحدا وكان له جلالة عجيبة وحق له والله ذلك فقد كان أهلا للإمامة العظمى لشرفه وسؤدده وعلمه وتألهه وكمال عقله قد اشتهرت قصيدة الفرزدق وهي سماعنا أن هشام بن عبد الملك حج قبيل ولايته الخلافة فكان إذا أراد استلام الحجر زوحم عليه وإذا دنا علي بن الحسين من الحجر تفرقوا عنه إجلالا له فوجم لها هشام وقال من هذا فما أعرفه فأنشأ الفرزدق يقول
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم
إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
يغضي حياء ويغضى من مهابته * فما يكلم إلا حين يبتسم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله * بجده أنبياء الله قد ختموا
وهي قصيدة طويلة قال فأمر هشام بحبس الفرزدق فحبس بعسفان وبعث إليه علي بن الحسين باثني عشر ألف درهم وقال اعذر أبا فراس فردها وقال ما قلت ذلك إلا غضبا لله ولرسوله فردها إليه وقال بحقي عليك لما قبلتها فقد علم الله نيتك ورأى مكانك فقبلها وقال في هشام
أيحبسني بين المدينة والتي * إليها قلوب الناس يهوي منيبها
يقلب رأسا لم يكن رأس سيد * وعينين حولاوين باد عيوبها
وكانت أم علي من بنات ملوك الأكاسرة تزوج بها بعد الحسين رضي الله عنه مولاه زييد فولدت له عبد الله بن زييد بياءين قاله ابن سعد وقيل هي عمة أم الخليفة يزيد بن الوليد بن عبد الملك قال الواقدي وأبو عبيد والبخاري والفلاس مات سنة أربع وتسعين وروي ذلك عن جعفر الصادق وقال يحيى أخو محمد بن عبد الله بن حسن مات في رابع عشر ربيع الأول ليلة الثلاثاء سنة أربع وقال أبو نعيم وشباب وتوفي سنة اثنتين وتسعين وقال معن بن عيسى سنة ثلاث وقال يحيى بن بكير سنة خمس وتسعين والأول الصحيح قال أبو جعفر الباقر عاش أبي ثمانيا وخمسين سنة قلت قبرة بالبقيع ولا بقية للحسين إلا من قبل ابنه زين العابدين أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي أنبأنا محمد بن هبة الله الدينوري ببغداد أنبأنا عمي محمد بن عبد العزيز سنة تسع وثلاثين وخمس مئة أنبأنا عاصم بن الحسن وأنبأنا أحمد بن عبد الحميد ومحمد بن بطيخ وأحمد ابن مؤمن وعبد الحميد بن خولان قالوا أنبأنا عبد الرحمن بن نجم الواعظ وأخبرتنا خديجة بنت عبد الرحمن أنبأنا البهاء عبد الرحمن قالا أخبرتنا شهدة الكاتبة أنبأنا الحسين بن طلحة قالا أنبأنا أبو عمر بن مهدي حدثنا أبو عبد الله المحاملي أنبأنا أحمد بن إسماعيل المدني حدثنا مالك عن بن شهاب عن علي بن حسين عن عمر بن عثمان عن أسامة بن زيد أن رسول الله قال لايرث المسلم الكافر
كذا يقول مالك بن أنس عمر بن عثمان وخالفه عشرة ثقات فرووه عن ابن شهاب فكلهم قال عن عمرو بن عثمان وكذلك هو في الصحيحين عمرو
ابنه