تعرفنا في الفصول الثلاثة الماضية على نعمة الذاكرة التي وهبنا إياها الخالق, كما تحدثنا عن طرق تقوية الذاكرة وآلية حفظ المعلومات في هذه الذاكرة العظيمة, ومن ثم تحدثنا عن مراحل تخزين المعلومات في الذاكرة.
وسنتحدث الآن عن الطريقة التي تمكننا من تذكر الأحداث:
حتى تتمكن من تذكر الكلمات والأسماء والأرقام والمهام اليومية التي تنوي القيام بها عليك أن تدخل هذه المعلومات الأولية إلى الذاكرة القصيرة المدى بشكل إشارات مشفرة، وهناك عدة طرق لذلك عن طريق الترابط الذهني مثلاً وكلما ازداد اهتمامنا وانشغالنا بأمر ما كلما ازدادت قدرتنا على وضع إشارات ورموز نستطيع من خلالها إيجاد علاقات بين الأمور وذلك يسهل علينا عملية الاسترجاع والتذكر، وبذلك تصبح الذاكرة أكثر ثراءً وسرعة،
وإليكم مثالاً عملياً: لدينا الكلمات التالية (شجرة، أذن، مروحة، سيارة، كف)
للوهلة الأولى نجد أنه من الصعوبة حفظ هذه الكلمات بشكل متتالي دون أي خطأ، لكن عندما أربط كل كلمة بصورة ذهنية فإنني بإذن الله تعالى سأحصل على نتيجة إيجابية مؤكدة. كلمة شجرة نربطها بصورة الجذع الذي يشبه شكل رقم واحد، وأما كلمة أذن فنستطيع ربطها بأن لكل منا أذنين وهي في المرتبة الثانية، الكلمة الثالثة هي مروحة لكل مروحة ثلاث شفرات، الكلمة الرابعة سيارة لكل سيارة أربع عجلات، الكلمة الخامسة كف في كف كل منا خمسة أصابع.
بعد أن ربطنا كل كلمة بصورة ذهنية أصبح من السهل علينا تذكر الكلمات بشكل سريع ومتتالي، وبذلك نجد بأن الصور الذهنية تساعدني على تحفيز مخيلتي وبالتالي توسيع ذاكرتي.
خمس طرق للاحتفاظ بالذاكرة الدائمة
• استخدم الشيء وإلا فإنك ستفقده.. فإن العضو الذي لا يعمل يضعُف ويضمر؛ لأن عدم الاستخدام هو أساس النسيان.
• أظهِر اهتمامًا أكثر بما تريد أن تحتفظ به في ذاكرتك.
• اجعل للذاكرة أهدافًا؛ لأنه من الصعب التعلُّم إذا لم يكن هناك هدفٌ مَن تُعلُّمِه
• فكِّر في كل ما يتعلق بما تريد تذكره؛ بمعنى إذا كنت تريد تذكر رقم (هاتف- سيارة-منزل) فكِّر ما علاقة الرقم بأرقام أخرى.. البدايات، النهايات علاقة الرقم ببعضه.
• إذا كنت تريد تذكر اسم شخص: تذكر ملامحه، طوله، ملابسه أي نوع سيارة كان يركبها في أي ميدان في أي شارع، وهكذا.