كيف تحقق أهدافك وتبني مستقبلك؟ (1-5)
اسأل نفسك فأنت تستحق أن تحقق حلمك
في أحد الأيام قال طفل صغيرٌ لعائلته :(أريد أن أحقق أشياء عظيمة في حياتي، وأعرف أني أستطيع) وبعد عدة سنوات، قال رجل عجوزٌ لعائلته: (كان من الممكن أن أحقق أشياءً عظيمة في حياتي، أتمنى لو حققتها) هذه القصة الحزينة فيها عبرة رائعة إذ أن الطفل الصغير والرجل العجوز كانا الشخص نفسه!!
والمتأمل لتلك القصة يجد بأن الفارق بين العبارة الأولى في أريد أن أحقق أشياء عظيمة والعبارة الثانية كان من الممكن أن أحقق أشياء عظيمة، هو عدة حروف وكلمات لكننا فعلياً نقضي أياماً وسنوات من عمرنا وربما تمضي مراكبنا ونحن لا ندري أين نحن الآن؟ وماذا نريد أن نحققه في حياتنا؟
أليس المضي في الحياة دون معرفة الرغبة الحقيقة من وراء ذلك مثل الإبحار إلى المجهول؟ فلا تتوقع أن تأتي رياحك المواتية، وتحصد الكنوز التي تحلم بها و تحقق السعادة المرجوة بدون أن تجهز سفينتك، وتصطحب خريطة سيرك، وتزود نفسك بالعتاد لمواجهة الرياح والمفاجآت مواكباً أدق التفاصيل في رحلتك عندها ستهزأ في المخاطر وتصل إلى هدفك إبحاراً أو سيراً أو حتى سباحةً...
اسأل نفسك السؤال الأول(كيف أستطيع أن أحقق أشياء عظيمة في حياتي) وأجب عنه بتفاصيله، ثم قرر ماذا تريد فكم هو الفرق شاسع بين أن أقول عالياً (لا بدّ وأن أفعل شيئاً) وأن أتمتم خائفاً (لابدّ وأن يحدث شيءٌ ما)!!والآن إلى السؤال الحيوي الثاني: ما هي أفضل الطرق للحصول على ما نريد؟
إذا عرفت ماذا تريد فما هي أفضل الطرق لتحقيقه؟ وذلك هو السؤال الثاني، عندما تريد تحقيق ما ترغب به عليك أن تمتلك الطرق والأساليب الناجحة لتحقيق هدفك، فربما كانت طريقك معبدة واضحة المعالم سهلة الولوج، وربما كانت مليئة بالمتاعب والأنفاق والدروب الشائكة الصعبة، تذكر أنه في كلتا الحالتين أنت المسؤول الوحيد عن إصابة الهدف ، وهنا تلعب الخبرات وتطوير الإمكانيات دوراً رئيسياً في تسريع و تفعيل الطرق المتوفرة بين يديك، وعندما تتأكد من إجابتك الإيجابية, انتقل إلى السؤال الحيوي الثالث:هل لديك الاستعداد الكافي للعمل الدؤوب للوصول إلى أهدافك تلك؟ أم قد تخذلك عزيمتك وتميل إلى الاستسلام تاركاً الطريق الصعب حينما يشق عليك العمل؟ علينا أن نتذكر دائماً بأن العمل الجاد هو الوقود الذي يرتكز عليه أي هدف تم تحقيقه، وكلما كانت أهدافنا ساميةً عظيمةً كلما استشعرنا أن بداخلنا طاقة خفية تولد لا شعورياً في أعماقنا وتحفزنا على العمل مشعلةً شرارة المثابرة والاجتهاد.
&&&ــــــــــــــــــــــــــــ&&&&&ــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ&&&&&ـــــــــــــــــــــــــ& &&

كيف تحقق أهدافك وتبني مستقبلك؟ (2-5)
بعد أن تناولنا في الفصل الماضي الأسئلة الحيوية الثلاثة التي تمكنا في النهاية من إصابة الهدف, نتحدث الآن عن دليل المستخدم الذكي لإقلاع أهدافك..
الهداف الذكي يمتلك مهارة متميزة في أن تتوفر في هدفه خصائص كلمة سمارت(smart) حيث يجب أن يكون هدفه:
• محدداً (Specific) : فالأهداف المحددة بعبارات واضحة شخصية ومتصلة بالحاضر هي أذكى الأهداف وأقربها للتحقيق، فعندما سألت أليس في رحلتها في بلاد العجائب القطة قائلة: من فضلك، هل يمكن أن تخبريني ما هو الطريق الذي يجب أن أسلكه من هنا؟ أجابت القطة: يعتمد هذا بقدر كبير على المكان الذي ترغبين في الوصول إليه، قالت أليس: أنا لا أهتم إلى أين؟ فقالت القطة: لذلك لا توجد أهمية لأي الطرق تسلكين؟!
وعادةً ما تعطينا هذه الأهداف هدفاً أصغر من قدراتنا وإمكانياتنا، لذلك كان علينا ملاحظة ذلك
وبأنه كلما أنجزنا هدفاً عملياً ناجحاً بحثنا عن مستوى جديد من الإنجاز أكبر وأسمى.
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
• قابلاً للقياس ومرناً (Measurable) اكتب في مفكرتك ما تفعله يومياً أو أسبوعياً لتحقيق هدفك.
• عملياً ومتوقعاً (Action-Oriented) يمكن تقسيم خطوات تحقيق الهدف الكبير إلى أهداف صغيرة تحقق على مراحل وبهذه الطريقة ستتشكل لديك خطة تنفيذية لتحقيق هدفك.
• واقعياً (Realistic) فالأهداف السهلة التحقيق توفر لك الحصول على اختبار حقيقي واقعي لإنجازك.
• مدركاً للوقت (Time-Conscious) وبذلك ستسمح لنفسك معرفة كم من الوقت تحتاج لتحقيق كل هدف؟ ومتى ستلمس نتائج هدفك.
واحرص على التنقل بين كل تلك العناصر بمرونة قائد الطائرة المحترف الذي يعرف بأن الشخص الأكثر مرونة هو الأكثر تحكماً في أي نظام، فهو لا ينتظر مثلاً ظهور مدارج الهبوط في ساعة العسرة، بل يبحث عن البدائل والخيارات المتاحة بمرونة عالية تمكنه من الوصول إلى النقطة التي يريد بأقل وقت وبسلامٍ وأمان، وبذلك فهو يطبق القاعدة الذهبية السابقة:الأكثر مرونةً هو الأكثر تحكماً بالأهداف.
ترانا هل سنقبض على ذلك الهارب (الهدف) ؟ أم أنه سيبقى مغيباً كحلم مستقبلي نود الإمساك به؟ما أجمل أن نتذكر دائماً في طريقنا إلى الهدف مقولة رائعة لديف سكوت: إذا حددت لنفسك هدفاً وكنت قادراً على تحقيقه، فلقد ضمنت بذلك الفوز في السباق، قد يكون هدفك أن تصبح أول المتسابقين، أو أن تحسن أداءك، أو تنهي السباق فحسب، وهنا يرجع الأمر إليك.