في البداية لابد لي أن أُشير هنا إلي أن كلماتي هذه كانت

ملخصا لرسالة طويلة بعثتها إلي الكاتبة العربية مريم الكعبي

عندما قرأتُ لها موضوعا بهذا المعني وذات المسمي ...كانت

الكاتبة عاتبة كثيرا علي الرجل العربي ولديها كل الحق في

ذلك ..فنحن أيتها السيدات ..أيها السادة ..نُقِر جميعنا ولو

بدرجات متفاوتة بالغياب القسري أو المتعمد للرجل العربي

علي امتداد هذا الوطن الكبير ..المتربع علي واحدة من أجمل

وأغني بقاع الأرض ...شمسا ونفطا وسهولاً ..ورغم ذلك

لدينا فقرا لامثيل له في الإنتماء ..وفي أشياء أخري لا يتسع

المجال هنا لسردها ..المهم ..أن هذا المسخ المتعمد لشخصيتنا

وهويتنا وقيمنا قد صار واضحا ولا يمكننا تغطيته بأي نوع

من الغرابيل ..لقد همشتنا فضائياتنا الفاجرة حتي منتهاها

وسلبت ما ابقته الأيام من دلالاتنا المميزة ..لقد زحفت علي

ثقافتنا وعروبتنا وديننا حتي صرنا نخاف أن نُجاهر بها علي

الملأ ..بل وتحولنا إلي صالونات دعرة مثل ستار اكاديمي

وفجور اشباه المغنين التي تصيح في طبلات آذاننا وآذان

أجيالنا ..( أنا بحبك يا حمار ....) ..ليس إلي هذا الحد فقط

بل يصل إلي أن يُخبرنا أنه ..( أنا بزعل لما حد يقولك ياحمار ..)

فما عسانا أن نقول له ..؟ هل نقول له يا أسد ..أو يا بطل ..؟

هذه هي منهجية التدير المبرمجة والمفصلة علي مقاييس

شبابنا وحتي بعض شيوخنا ..فماذا نتوقع منهم ..؟

لقد صاروا نتاج ثقافة تتغني وتقول بعد أنصاف الليالي

وعبر مكبرات الصوت في حانات الخمور والهلوسة ..

ويردد مغنيهم ..( أنا بحب السعودية ..وبحب الإمارات ..)

رائع هذا الحب لو كان من إنسان بعقله ..فكلنا نحب السعودية

والإمارات وسوريا والجزائر وموريتانيا ..لكن هذا السكير

يذكرها لأن هناك أمامه من يرمي ربطات نقوده علي صدور

العاريات والراقصات ..وهوفاقد لوعيه تماما ..

فماذا بعد بقي من الرجل العربي ..؟

لقد خرج بالفعل ..ولن يعود ...