الحض على قتله صغيرا




وكانت حليمة كلما مر جماعة من اليهود وحدثتهم بشأنه حضوا على قتله وكلما عرضته على العرافين في الأسواق، صاحوا بقتله وكانوا يقولون: اقتلوا هذا الصبيّ فليقتلن أهل دينكم وليكسرن أصنامكم وليظهرن أمره عليكم، وعن حليمة رضي الله عنها أنه مر بها جماعة من اليهود فقالت: ألا تحدثوني عن ابني هذا حملته أمه كذا ووضعته كذا ورأت عند ولادته كذا وذكرت لهم كل ما سمعته من أمه وكلّ ما رأته هي بعد أن أخذته وأسندت الجميع إلى نفسها كأنها هي التي حملته ووضعته، فقال أولئك اليهود بعضهم لبعض: اقتلوه، فقالوا: أوَ يتيم هو؟ فقالت: لا، هذا أبوه وأنا أمه، فقالوا: لو كان يتيما قتلناه لأن ذلك عندهم من علامات نبوته، وعن حليمة أيضا رضي الله عنها أنها نزلت به بسوق عكاظ وكان سوقا للجاهلية بين الطائف ونخلة، المحل المعروف، كانت العرب إذا قصدت الحج أقامت بهذا السوق شهر شوال يتفاخرون ويتناشدون الأشعار ويبيعون ويشترون، فلما وصلت به حليمة سوق عكاظ رآه كاهن من الكهان فقال: يا أهل عكاظ اقتلوا هذا الغلام فإن له مُلكا، فمالت به وحادت عن الطريق فأنجاه الله.
وقد رأت حليمة السعدية من النبي الخير والبركة وأسعدها الله بالإسلام هي وزوجها وبنوها.