مع اقتراب موعد الانسحاب الأميركي النهائي من العراق نهاية العام القادم، تحضر إيران نفسها لملء فراغ محتمل في السلطة، وسيكون أول امتحان لهذا المسعى هو انتخابات تشريعية ستجرى الأحد القادم تدعم فيها تحالفا شيعيا.
ومن شأن ارتفاع تأثير إيران في العراق أن يزيد ثقلها الإقليمي ويقلص دور دول عربية كبرى كالمملكة العربية السعودية ومصر.
ويتحدث السفير الأميركي في العراق كريستوفر هيل عن تدخل إيراني "شرير"، من نتائجه -حسب مصدر أمني حكومي عراقي لم يكشف اسمه- تحالفُ عدوين شيعيين لدودين هما التيار الصدري والمجلس الأعلى الإسلامي العراقي.
ورغم غياب استطلاعات رأي ذات مصداقية، يُتوقع أن يحقق التحالف الوطني العراقي -الذي يضم فيما يضم الصدريين والمجلس الأعلى الإسلامي- نتائج جيدة في مواجهة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يقود تحالفا يهيمن عليه الشيعة ويضم سنة وأكرادا.
ضغوط إيرانية
ويقول المصدر المطلع على تقارير استخباراتية إن الإيرانيين ضغطوا على المالكي -الذي وصفت حكومتُه العراق بساحة حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران- لينضم إلى التحالف الوطني لكنه رفض.
وحسب علي رضا نادر من مؤسسة راند الأميركية للأبحاث فإن إيران "ستحاول الحفاظ على تأثيرها بوسائل متنوعة، بينها الرعاية السياسية والتعاون الاقتصادي والاستثمار والعلاقات الدينية والدعم العسكري للجماعات الشيعية المتمردة"، للوصول إلى عراق تحكمه أحزاب شيعية تطبق سياسات تتشابك مع مصالح طهران.
ويقول الجيش الأميركي إن أجهزة محسوبة على حكومة إيران مولت جماعات مسلحة
استبعاد المرشحين
كما أن إيران -حسب سياسيين عرب سنة- حركت قرار استبعاد 500 مرشح للانتخابات أغلبهم سنة.
وتنفي إيران تأجيج العنف أو التدخل في شؤون العراق، لكن قائد الجيش الأميركي في هذا البلد الجنرال ريموند أوديرنو تحدث عن "معلومات مباشرة" تثبت أن سياسييْن رفيعين في لجنة المساءلة والعدالة هما أحمد الجلبي وعلي اللامي لهما علاقات بإيران.
وقال السياسي أسامة النجيفي (سني) متحدثا الأسبوع الماضي في لقاء تلفزيوني إن "لإيران تأثيرا واضحا على كل العراق.. إنها تتدخل في شؤون البرلمان والحكومة والقوات المسلحة".
مواقف متباينة
ويحذر سياسيون سنة كثيرون من إيران، في حين أن مواقف السياسيين الشيعة متباينة، فالمالكي لا يرى بدا من علاقات جيدة معها، أما رئيس الوزراء السابق إياد علاوي الذي يقود تحالفا غير طائفي فيصفها بخطر يجب الاحتياط له.
وليست إيران وحدها من يتابع الانتخابات عن كثب، فكذلك تفعل المملكة العربية السعودية وسوريا وتركيا، وكل منهم يدعم جماعته المفضلة.
يقول بيتر هارلينغ من مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل "بما أنه لا شيء عُولج في العراق بصورة أساسية، فطبيعيٌ أن يتدخل اللاعبون الإقليميون".
" تصرف كما لو كانت أفعالك ستغير العالم فهي كذلك "
" ليس كل ربح نجاح و كل خسارة فشل "
S.A.D G.H.O.S.T
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)