. الجواب: الحمد لله

أولاً:موقع " الفيس بوك " هذا أسسه " مارك سيكربرج " ،

وهو أحد طلاب جامعة " هارفارد " في أمريكا ، وذلك في بداية عام 2004 م ،

وقد كان استخدامه محصوراً على طلاب الجامعة ، ثم أخذت الشبكة بالتوسع

لتشمل جامعات أخرى في مدينة " بوسطن " ، حتى شمل التوسع العالَم أجمع ،

وذلك في أواخر عام 2006 م .فالغرض القائم على تأسيسه لأجل التعارف

وبناء علاقات اجتماعية ، ويعدُّ هذا الموقع أهم مجتمع افتراضي على الإنترنت ،

وقد بلغ عدد مستخدميه عشرات الملايين ، وهو في ازدياد مضطرد

وله قبول واسع في عالمنا العربي والإسلامي ، وهو متاح لأكثر من أربعين لغة ،

ويخطط أصحابه لإضافة لغات أخرى .

ثانياً:وعالم " الفيس بوك "

هو عالم المواقع الكتابية ومواقع المحادثة – التشات -

، فيها إثم كبير ومنافع للناس ، إلا أن هذا الموقع تميَّز

عن غيره بأشياء ، منها :1. توفر المعلومات الشخصية التفصيلية

عن المنتسب له ، وقد ترتب على هذا أشياء من الشر ،

مثل :أ. أنه كان السبب في إعادة العلاقات القديمة بين العشاق

! مما تسبب في إرجاع تلك العلاقات وحصول خيانات وطلاقات

.وكان فريق من " المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية "

في مصر قد أعد دراسة حول موقع " الفيس بوك " استغرقت عدة

أسابيع خلص من خلالها لنتائج خطيرة ،

ومما جاء فيها أن :" العديد من رواد الموقع نجحوا في العثور على حبهم

الأول وعلاقتهم القديمة وأعادوا إقامة الجسور المهدمة خارج حظيرة الأسرة ،

وهو ما ينذر بحدوث أخطار تهدد الحياة الزوجية للأسرة المسلمة "

.ب. تجنيد بعض دوائر المخابرات الأجنبية لبعض المنتسبين ،

وذلك بالنظر في سيرتهم ، وحالهم الاقتصادية والمعيشية ،

واستغلال ذلك بالتجسس لصالحها .وقد كشفت بعض الصحف الأجنبية

عن وجود شبكة جواسيس لليهود لتجنيد الشباب العربي والمسلم للتجسس

لمصالحهم .وجاء في موقع " محيط " – بتاريخ 25 جمادى الأولى 1431 هـ -

وقد نقلوا عن صحيفة فرنسية خبر استغلال اليهود موقع " الفيس بوك " لتجنيد

عملاء له - :ويقول جيرالد نيرو الأستاذ في كلية علم النفس بجامعة " بروفانس "

الفرنسية ، وصاحب كتاب " مخاطر الإنترنت " : " إن هذه الشبكة تم الكشف

عنها بالتحديد في مايو – أيار - 2001 م ، وهي عبارة عن مجموعة شبكات

مختصون نفسانيون إسرائيليون مجندون لاستقطاب شباب العالم الثالث ، وخصوصا ا

لمقيمين في دول الصراع العربي الإسرائيلي ، إضافة إلى أمريكا الجنوبية "

.وهذا التجنيد – بالطبع – قبل تأسيس موقع " الفيس بوك " ، وقد زادت

فرص حصول تلك الشبكة – ومثيلاتها – على الشباب الصالح للتجنيد من

خلال النظر في سيرتهم ، ومن خلال " الدردشة " معهم .ج. سرقة الحسابات

المصرفية ، وانتحال شخصية المنتسب من خلال السطو على معلوماته الشخصية

.2. الانتشار الواسع للموقع جعل منه موقع محادثة عالمي يجمع أشخاصاً من شتى

أصقاع الدنيا ، وقد زادوا الطين بِلَّة بأن جعلوا لمنتسبي موقعهم برنامجاً يسهل تلك

المحادثات من غير الدخول في الموقع كذاك الذي أنتجه موقع " هوتميل "

وهو " الماسنجر " ، وفي المحادثات المباشرة من الفساد ما يعلمه كل مطلِّع

على أحوالها في عالم الإنترنت ، وخاصة أن ذلك البرنامج سيتاح من خلال ا

لرؤية لكلا الطرفين مع الكتابة ، ومن مفاسد تلك المحادثات والعلاقات الآثمة

:أ. تضييع الأوقات النفيسة في التافه من المحادثات والتعارف المجرد .ولينتبه

المسلم العاقل لعمره فإنه محدود ، وإنه لن يُخلَّد في الأرض ، وسيلقى ربَّه

تعالى فيسأله عن شبابه فيم أبلاه ، وعن عمره فيم أفناه ، وليتأمل العاقل

سلف هذه الأمة وعلماؤها كيف نظروا للوقت وللعمر :فهذا ابن عقيل الحنبلي

رحمه الله يقول عن نفسه : " إنِّي لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري ،

حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة ،

عن مطالعة : أعملت فكري في حال راحتي وأنا مستطرح ،

فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره ، وإني لأجد من حرصي على العلم

وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين

" .نقله عنه ابن الجوزي في كتابه " المنتظم " ( 9 / 214 ) .