الباب الثالث
غرس الأشجار والرياحين والأزهار


اعلم أنه يختار للبساتين أطيب الأرض بقعة، وأعذبها ماء وهي المستوية فإن لم تكن مستوية سويت ولكن قبل الغرس، لئلا تنكشف بعض أصول الأشجار. ويُستقبل بالبساتين المشرق إن أمكن، وتغرس الأشجار سطورا مستقيمة، ولا تغرس الأشجار التي لا تعظم مع التي تعظم ولا التي تتعرى أوراقها مع التي لا تتعرى، فهو أجمل. وتغرس التي لا تتعرى بقرب الباب والماء، كالأرتج والنارنج والسرو والليمون والآس. ويغرس السرو في أركان الترابيع. وكذا الحور وفي الزوايا ويجعل الشجر الشائك الكثير الظل كالصفصاف والحور الفارسي والميس والجوز والجميز مع حائط البستان من جهة الغرب والشمال. ويغرس كل نوع على حدة. وكذا ما ثمرته في وقت واحد، كالمشمش والتفاح الصيفي. ويغرس الورد على المجاري التي يسقى بها أو في ناحية. ولا يغرس الأرتج إلا في موضع مستور عن الريح الشمالي والغربي مكشوفا للريح القبلي. وينبغي ان لا يغرس غرس ولا يقلع ولا يركب تركيب في يوم ريح شديدة، ولا سيما الأيام الباردة. وكذا في الأيام الشديدة البرد وفي الريح الشمالية أو عند الهبوب لأن ما يغرس في هذه الحالة أو يزرع يكاد أن لا يثمر، ولا سيما الزيتون. وإذا قلعت الغرسات لتغرس في محل آخر وهبت الريح الباردة تدفن في التراب البري. ولا تترك في الماء إلا يوما أو يومين إلا إن طال زمنها في التراب فتنقع في الماء قليلا ثم تغرس. ولا يغرس غرس يوم الجمعة ولا يوم الأحد، فقد جربت كراهية ذلك. ويختار ابتداء الشهور وزيادة القمرن فإن الزرع في زيادة القمر يظهر النمو في الزروع واليقول والقثاء والخيار والقرع والبطيخ والباذنجان، وفي الرياحين. والفواكه يعظم ثمرها وتمتد أغصانها، وينقص ذلك في نقصان القمر، ولا ينجب زرع أبدا في نقص القمر.
وإذا كان القمر في البروج المائية والهوائية فهو أجود، ويحسن في أيام نقصان القمر قطع الأخشاب، فإنه إذا قطع الخشب في محاق الشهر لا يسوّس. وكذا يحمد فيه كسح الشوك والدغل من الأراضي. ويحمد فيه القطاف خفية الرطوبة الحادثة في زيادة القمر. والبعد بين الشجار مختلف، والقرب بينهما له آفتان: أحدهما، تقارب الفروع وتزاحمها، فيمنع الشمس من الوصول إلى المتداخل منها، وربما تكاثفت فيمنع وصولها إلى خارج الأغصان، فيقل الحمل. والثانية، تزاحم بعضها بعضا في عروقها بالأرض، فيقل وصول الغذاء المنجذب من الأرض إليها، لذلك ارتؤي التوسيع بينها. ويوسع بين الزيتون والتين والجوز مسافة خمسة وعشرين ذراعا أو خمسة عشر ذراعا على الأقل. والكرم واللوز والقراصيا عشرة إلى خمسة عشر ذراعا. والكمثري والتوت والمشمش من خمسة عشر إلى عشرين ذراعا. والتفاح والرمان دون ذلك، والأجاص أقل منهما، والأترج مثله وأكثر منه والسفرجل نحوه، والنخل من خمسة إلى سبعة أذرع، والآس مثله.
وأوقات الغرس تختلف باختلاف الأحوال والمكان، فإن كان البلد قليل الماء، فالأولى أن يكون الغرس في الخرفي ليلحق الأغراس رطوبة الأمطار خرفي وشتاء وربيعا. وقد تغرس بعد انفصال شدة البرد ودنو الأغصان من الفتح. والبلاد الباردة ينبغي أن يكون الغرس فيها بعد كسر الشتاء وقرب الأغصان من الفتح. وإن شئت غرست في الخرفي لقوة العروق في هذا الفصل، وتفضل جماعة من أهل الفلاحة القطاف إذا سقط الورق عن قضبان الكرم، ومنهم من يغرس في أول الربيع في سبعة أيام من شباط، والأجود أن تغرس المواضع المرتفعة اليابسة الضعيفة بعد القطاف، وأن تغرس المواضع الندية في آخر الأوقات. والأرض المالحة تغرس بعد القطاف. وقيل ينبغي أن تغرس البلاد الحارة في الخرفي، ويبدأ من نصف تشرين إلى أول كانون الأول، ثم يجتنب إلى سبعة أيام من شباط فيبدأ الغرس.
والبلاد الشتوية، ولا سيما الجبلية، ينبغي أن يكون الغرس فيها في آخر الربيع على ان يؤخذ في الغرس من الساعة الثالثة من النهار إلى العاشرة وتكون الأرض لا رطبة جدا ولا يابسة. والكروم في سائر البلاد شرقا وغربا، تغرس في الربيع، وقيل الأشجار الصلبة، كالزيتون والفستق والبلوط والدردار وأشباهها تغرس في الشتاء. والمتوسطة، كالتفاح والسفرجل والخوخ والمشمش والتين والعنب ونحوها، ففي الربيع بعد تفتحها. ولا يغرس شجر بعد ظهور ورقه إلا الرمان خاصة. وقيل الأجاص والتين لا يضرهما ذلك. ولا يغرس شيء من الأشجار البعل بعد الاستواء الربيعي. وهلاك الأشجار سقيها في الصفي. وأجود الغرس ما ينقل بعد أن ينزع باليد ما ينبت في أصول الأغراس وما حولها وهي طرية قبل أن يشتد لئلا تمتص قوتها وما تعوّج من الغروس يقوّم بالدعائم حتى يشتد ويستقيم. وتغرس الأشجار: أما من نوى فيما له نوى، أو من حب الثمر الذي لا نوى له، أو من أغصان تملخ ملخا وتقطع من الجهة التي تصلح، أو من أوتاد تعمل من أسفل صالحة، أو من أغصان نابتة في أصول بعض الشجر بقربها. فالذي من النوى يختار له النوى الجديد السليم من الآفة من ثمر نضج على شجرة قد عرفت بكثرة الحمل وطيب الطعم. ويغرس النوى في الأحواض أو أوعية الخزف الكبار الجديدة بعد أن يكون ترابها قد عولج بالزبل القديم وبالماء. ثم يوضع فيها النوى صفوفا في حفر عمقا ثلثا شبر أو أقل بحسب قوة النوى أ ضعفه ويغطى بالتراب. ويكون بين كل نواة وأخرى مقدار ذراع، ولا تترك أرضه دون سقي حتى ينبت ويصير قدره شبر. والذي يغرس من حبوب الأشجار التي لا نوى لها كالسفرجل والتفاح والكمثري والأترج والليمون والسرو والعنب وحب التين والتوت وما أشبه ذلك يوضع في إناء من فخار مثقوب الأسفل فيه تراب مأخوذ من وجه الأرض الصالحة لهذه الأنواع بعد أن يكون خلط بزبل قديم سليم ويسقى بالماء على حصير وشبهه لئلا يجرف الماء الحب، وإن أكن الرش باليد فهو أحسن، ولا يترك في الأواني أكثر من عام ثم ينقل ويُدَرّك ما يتخذ من الحب بعد أربعة أعوام أما ما أصله من القوي فبعد ستة أعوام. والذي يغرس من أغصان تملخ ملخا هو الآس والقراصيا والبندق والزعرور، وبعضهم يميل هذه الفروع وهي ملصقة ويطمرها في التراب حتى يصير لها أصول ثم ينقلها. والأغصان الصالحة للملخ تؤخذ من أشجار مزروعة في جهة الشرق أو الجنوب، وأما ما كان من جهة الشمال فلا خير فيه على ألا يتجاوز عمر الأغصان السنتين وأحسنها ما أخذ من وسط الشجر من جزئها الأعلى. ولا خير في أغصان أشجار الظل السبطة حتى لو نمت سريعا فإنها قليلة الحمل وتؤخذ الأغصان بعد طلوع الشمس عليها وتملخ باليد بلحاها ولا تقطع بحديدة حادة قاطعة، ويكون طول الملخ ذراعين فأكثر، ويحفر لها في الأرض قدر شبرين إن كانت مما ينقل، وأكثر من ذلك لما لا ينقل. ويكون الحفر على قدر الملخ، ثم يمدد مبسوطا ويجعل طرفه في كعب الحفرة ويتحرك أعلاه على وجه الأرض بطول اصبع، ويخلط تراب وجه الأرض بزبل قديم سليم ويذر عليه أقل من ملء الحفرة ثم يداس بالأقدام ويسوى، وقد تغرس الملوخ على السواقي.
وغرس الأوتاد يؤخذ لسنتين أو ثلاث، والوتد القصير يسرع نباته ونموه والوتد الكبير لا يدفع دفعا ويكون طوله نحو ذراع أو أكثر وغلظه غلظ الذراع أو يد القدوم وغلظ الرمح. ويكون في التوت والأترج والسفرجل والزيتون والجوز والنارنج، ويغرس على السواقي. وطريقته أن يعمل أولا وتد من عود بلوط أو خشب صلب، ويضرب في الموضع الذي يراد الغرس فيه، ويكون أطول قليلا وأغلظ، حتى يغيب منه في الأرض القدر الذي يراد حفره ثم يخرج وينزل في موضعه الوتد الذي يراد غرسه، ويضرب قليلا، ويجعل حواليه تراب مزبل أو زبل قديم حتى يمتلئ الفراغ إن كان هناك فراغ، ويسقى بالماء، وبعد حين ينقل ويغرس في مكان آخر فيجود. ومما يغرس أوتادا الفرصاد والكمثري والرمان، والغرس من الأغصان النابتة في أصول بعض الشجر أو بقربها والأحسن أن يقلع بعروقه إن أمكن ويغرس.
واعلم أنه يمكن تكثير الأشجار من شجرة واحدة في مدة قصيرة، وذلك بأن يؤخذ أواني من الفخار، كالقدور الواسعة الأفواه فيوضع غصن واحد بعد أن يثقب من أسفله بقدر ما يدخل الغصن إن كان من الياسمين أو الأترج أو الكمثرى أو الكرم أو غير ذلك ويسحب فم الإناء ثم ينزل فيه إلى منبته على أن يهيأ تحته ما يحمله إن لم تطق الشجرة حمله. ويضيق الثقب الذي فيه الغصن بالجص والتراب لئلا يخرج منه الماء والتراب، ثم يجعل في ذلك الإناء تراب طيب مخلوط بزبل قديم ويملأه كله حتى يبقى ما يتسع لري الغصن بالماء ثم يكبس التراب باليد ثم يترك حتى يجف ثم يتوالى سقيه مدة طويلة حتى تنبت له عروق في الإناء، بعد عام أو أكثر يقطع الغصن من تحت الإناء برفق لئلا يتخلخل التراب الذي فيه ثم فيصل وينقل بظرفه إلى حفرة غرسه ويكسر الظرف الفخار برفق وينزل مع ترابه في حفرته، ثم يسقى بالماء فور غرسه. وبهذه الطريقة يمكن للشجرة الواحدة أن تصبح شجرات كثيرة أما سقيه فمرتان في الأسبوع في غير الحر ويمسك السقي عند نزول المطر الجود فإذا انحبس المطر سقيت الأغراس مدة الشتاء مرة كل خمسة عشر يوما ثم كل ثمانية أيام على أن يزال ما ينبت حولها من العشب.
وغرس الأوتاد منكسة لا يضر، وكذلك جميع الأشجار. ويعمق الحفر للهواء والغذاء، والأجود في حفر أغراس الزيتون أن تكون أوسع وأعمق وهي تحفر قبل غرسه بعام. ويعمق الحفر في البلاد الحارة أربعة أقدام، وفي البلاد الباردة - بلاد الثلج - ثلاثة أقدام. ولا يقل معدل عمق الحفرة عن ذراع ونصف، ويزرع في كل حفرة من النوى والملوخ والقضبان اثنان، ومن الأوتاد ثلاثة فأكثر. وإذا ثقل الشجر الكبير عمق له وبقي في موضعه. أما البعل فلا بأس من نقله من حيث يسقى. وشجرة الزيتون إذا كانت ذات أغصان تقطع أغصانها بحديد قاطع وتغرس، فإن غرست بأغصانها نخرت وفسدت. والشجر الكبير مطلقا يجعل عند أصله جرتان من فخار جديد مملوءتان بماء عذب في أسفل كل جرة ثقب لطفي يجري منه الماء إلى أصل الشجرة جريا لطيفا دائما، وكلما نقص شيء مليء يدوم ذلك شهرين فربما أطعمت تلك الشجرة من عامها. وتنقل الشجرة بعروقها كلها إن أمكن - ولا سيما ذوات الصموغ منها بخلاف ذوات المياه - إلا أن قطع بعض عروقها لا يضرها. وذوات المياه أسرع تعلقا بالأرض وأكثر عطاء.
وكذا الملوخ والأوتاد والزيتون تغرس بعروق وبغير عروق وتغرس الأوتاد مبسوطة أو منكوسة أو مستقيمة، وتوضع معها حجارة وتداس ويدخل منها في الأرض ثلاثة أرباعها ويترك الربع فوق الأرض، ويلطخ موضع القطع بطين قد عجن بتبن. ويغرس نوى الزيتون في تشرين الأول، ويطعم بعد أربعة أعوام، ولا يتولى ذلك إلا رجل طاهر عفيف متنزه عن الفحشاء والفجور، فيكثر وينمو، ولا تقرب شجرة الزيتون امرأة حائض ولا جنب ولا عقيم، ولا سيما عند غراسها. ولا يضر الزيتون عدم السقي، ولا ينفض الزيتون ولا يضرب بالعصا وإلا تكسرت أغصانه الصغار وعيونه وإذا نفض فإنه لا يحمل في العام الثاني بانتظار أن ينشأ له عيون جديدة. وشجرة الغار تغرس قضبانها النابتة في أصولها وتقع بعروقها كلها، وإلا لم تثمر ويزرع حبه في الخرفي، وهي لا تحتمل الزبل فإن يهلكها. ويركب في شجرة الزيتون والبان والبطم ونحوها من ذوات الأدهان. وقيل يركب فيه السفرجل والتفاح، ومن خواصه العجيبة، هروب ذوات السموم من الموضع الذي يكون فيه، إلا الحيَّات. وإن دخن به على النار حتى يمتلئ الموضع بدخانه، جاءت الحيات إليه سراعا.
وشجر الآس ينبت في جميع أنواع الأرض إلا الشديدة الملوحة، وله صبر على العطش عجيب. وتوافقه الأرض الرملية، ويغرس أوتادا وملوخا أو مما يماثله أو من بزره الأسود. والآس يتبرك به في المنازل. ومن خواصه أن حبه إذا زرع في الأرض المرة امتص مرارتها أما عروقه وأصوله فإنها تفسد وتجعلها مرة ويصنع من حب الآس خبز فيؤخذ بعد نضجه واسوداده ويجفف في الشمس جدا ثم يدق، ثم يجفف المدقوق في الشمس يوما، ثم يطحن بالرحى، ثم يخبز فيكون خبزا طيبا، وينبغي أولا أن يسلق قليلا قبل تجففيه، ثم يغير ماؤه بماء عذب ويسلق به مدة طويلة، ثم يرفع ويجفف في الشمس، ثم يطحن ويخبز بخمير حنطة في الفرن أو على طبق وهو أجود ويغذي الجسم إذا أكل مع الأدهان واللحوم والسمن والحلاوة بالنشا. ولكن اللجوء إليه لا يكون إلا في أيام القحط والعياذ بالله تعالى. وشمّ الآس يحدث الأرق ويصلحه البنفسج.
والخروب أنواع، فمنه الخيار شنبر، ويغرس نواه في تراب جبلي مخلوط برمل وزبل قديم أثلاثا، ويسقى بالماء، وينقل بعد عامين في كانون الأول وشباط. ويغرس على عمق نحو أربعة أشبار وملوخه تفرخ كما أن البق لا يقرب عود شجر الخروب. والفستق يزرع ثمره غير مقشور كالفاكهة اليابسة، وبعضهم يضع الفستقة الكبيرة في صوفة منفوشة رقيقة حماية لها من الهوام، ويجعل شقها إلى أعلى، والتراب الأحمر الجبلي يوافق الفستق وطعمه الذي يزرع في المواضع اليابسة أطيب. إلا أن الأرض الرملية له أفضل، وهو يشبه البندق من حيث نباته في الجبال ودخول عروقه في الحجارة. ويغرس حبا أو عروقا مع أصولها، وغرسه عروقا أحسن من زرعه حبا. وكذلك ذوات القشور كلها لئلا تبطئ، وزرعه كاللوز والجوز متأخر من أول آذار إلى أول نيسان. ويتخذ الفستق أوتادا ويزرع النوى بعد نقعه في الماء يومين وليلتين في فخار، ويغطى بطبقة رقيقة من الزبل توضع في كل حفرة أربع حبات، اثنتين في الأسفل واثنتين فوق ثم يسقى بالماء فالذي ينبت ورأسه إلى أسفل فهو ذكر ولا يحمل. وقيل أن الأنثى لا تحمل حتى يجاورها الذكر أو يقرب منها، بحيث يلقحها مع هبوب الريح كالنحل، وينقل بعد عامين أو ثلاثة بظرفه ويسقى بالماء. وكذا القراصيا والبندق. وقيل أن الوتد والملخ من الفستق لا يثمر إلا إذا طعمت الأنثى بالذكر وبالعكس، ولا بأس من تركيبه على البطم واللوز والماء الكثير فيسد أصوله وجذوره، وزرعه بين البيوت عبث لا فائدة منه. والبندق كالفستق في جميع ما ذكر من الغراس بسائر أنواعه. وقيل أن العقرب يهرب منه.
واللوز يحب الأرض الرخوة وينمو فيها، والجزائر خير أرض له. ويغرس في الجبال لأنه يحب البرودة، وكذلك يغرس في الرمل ويمكن غرسه حبا وذلك بأن ينقع ثلاثة أيام في زبل مبلول ثم يخرج وتوضع كل واحدة في حفرة فيها تراب من وجه الأرض منكسة في الأرض على التراب المذكور، ويلقى الزبل المخلوط بالتراب عليها في عمق شبر بدعامة قائمة يصعد عليها. ولا يطمر اللوز على عمق أكثر من أربعة أصابع وإلا فإنه ينبت. وإذا نقع حبه ثلاثة أيام قبل غرسه في ماء وعسل حلا طعمه ولا بأس من وضع ثلاث حبات معا في كل حفرة، وينقل بعد عام إلى الأحواض، ثم ينقل بعد عامين إلى محل غرسه كما هو وزراعة اللوز تكون على أنواع فمنه ما يغرس أوتادا على السواقي، ومنه ما يزرع أغصانا تؤخذ من وسط الشجرة وقد تنزع قضبانه باليد جذبا، وتغرس الخلوف النابتة مه بأصولها في الخرفي لا الربيع أما حبه فيزرع في الفصلين. واللوز يورق ويزهر قبل الأشجار كلها، وإذا ربط رأس حمار ميت على شجرة اللوز لم تتناثر، والماء الكثير يضر باللوز وكذلك الأبنية ويركب في الخرفي في القراصيا والمشمش والخوخ، وفي ذوات الصموغ كلها، وإذا ركب الكمثري جاء كثيرا.