في يدينا لك أشواق جديدة .. في مآقينا تسابيح ، وألحان فريدة ....






سوف نزجيها قرابين غناء في يديك.. يا مطلاً أملاً عذب الورود......






يا غنياً بالأماني والوعود... ما الذي تحمله من أجلنا ؟





ماذا لديك! أعطنا حباً ، فبالحب كنوز الخير فيناتتفجّر .....((صلاة الى العام الجديد))فدوى طوقان















أتيتني منذ شهور طويلة, منذ ايام بعيدة....أتيتني ذات شتاء بارد ...كطائر مهاجر أتيتني....كنت ماتزال صغيرا تحبو في رحاب العمر ...... كثٌرمن كرهوا قدومك وأنا هللت.. ورقصت.. وزغردت إذ توسمت الخير في بهاك ..والفرح في مقلتيك.....

فتحت لطلتك البهية شبابيك العمر وأبوابه.....وانتظرت أن تعبر أسراب الفرح برفقتك ....ولكن لم يعبر سوى وهم أليم... استحلفتني ورجوتني أن أثق بك .... ....وفعلت ....سلمتك أسراري ...شاركتني أيامي ....قاسمتني آمالي ..وهبتك أحلامي. عشت معي قصص حبي وخيبتي ...لكني ضمدت جراحي وحيدة ..بينما أنت لاتنفك تتغنى بمواويل غد مشرق ...وترسم بلا كلل لوحات دافئةلايام حانية.... لم تأت!!! ....

لم أعاتبك يوما لتقصير..ولم أغضب منك لتأجيل أو إهمال...كنت بشوق المحبين أطرز من الأعذار إكليل ورد أضعه على جبينك العالي هدية... .....كل صباح على مدى عام بطوله... أرش وجهي بالأمل ..وأغزل من الصلوات وشاحا يزين صدرك علك تسمع رجائي ...ومن الدعوات سبحة علّك لاتنساني ..... ..وكنت كل مساء طيلة عام كامل ,أنام مرهقة قد هدني الانتظار على باب موصود..فأغفو وملء جفني باقة أحلام مؤجلة لغد أخر....بينما ابتسامة قانعة تلون شفتي ...و موسيقى وعد جميل تطرب أذنيّ...


حتى الأمس القريب كنت أثق بأن الدقائق الأخيرة لاشك تحمل مفاجآت كبيرة....كما يحصل في مباريات كرة القدم.....وانتظرت على شرفة الحياة ....انتظرت حتى أخر الدرب بصبر مؤمن....وببراءة طفلة.....انتظرتك تفي بالوعد .....وهاقد سقطت الورقة الاخيرة لايامك معي ...وحانت ساعة الفراق....ودقت أجراس الرحيل....فأين وديعتي ؟؟؟؟
.
بعينين حزينتين ابكتهما الفجيعة ...بدمع حزين تجمد على حواف الدهشة ... ..أرقبك وأنت بصمت خجول ترتب أشياؤك التي بعثرتها طوال عام كامل لنا معا....تأخذ حقائبك التي كانت يوما مليئة بهدايا الفرح والأمل للآخرين....فزرت شرفاتهم ..صافحتهم ...قدمت لهم زخات من سعادة ..وقواريرمن فرح....وعندما أتيتني مفلسا من الحب والفرح.....سامحتك .!!!.فنحن لايمكننا الفراق ...مكتوب علينا أن نكون معا الى اجل مسمى ......كل مافعلته أني أشحت بناظريّ عنك لأخفي خيبة تسبح في مآقي العين.. ...


وهاأنت تهاجر....وتأخذ معك بعضا من روحي..وعمري...وحلمي...وذاكرتي...وصور وأصوات من أحببتهم ..وكلمات وهمسات من عرفتهم............يالقساوتك!!! ...لاترحم أبدا ..لاتبقي على شيء........ تلملم حتى رماد اللحظات والأحلام ..!!.


وهاأنت الآن تسافر .......وتترك على الأيام ..والعمر ..والغرفة..والمرآة..والكتب... بصمتك.... ..تترك....على الوجه ..والعينين ...والشفتين...توقيعك .....تجاعيد الوجه والجبين تشهد بانك مررت من هنا يوما وتركت خيبة كبرى... ..

وهاأنت الآن ترحل ...وتنسى وعودك .....تحمل حقائبك ....وتتركني على قارعة العمر أنتظر أخر ...وألملم بأصابع اليد المرتعشة بردا بقايا أحلام مكسورة ...رميتَ بها أرضا....وأجمع فتات أمان جريحة وضعتها ذات ثقةٍ عهدة لديك ..

...عتبي عليك إذ ترد لي وديعتي كليلة ...جريحة !!!!
ثلاثمائة وخمس وستون مرة وعدتني بالفرح ...وثلاثمائة وخمس وستون مرة خذلتني...!!!
وهاأنا اليوم أعود مثقلة بالخيبة ...أعود ثانية لابث الحياة بروحي وآمالي ...لأشعل شموعي تحت قنطرة الزمن ايذانا ببدء الاستقبال لعام أخر ....سأفتح له أبواب قلبي ... وأنتظر منه فرحا قد لايأتي ....
وداعا ايها العام الراحل الى بلاد الماضي ... ..... وقبل الوداع ....قبلة لجبينك ..خذلتني ..!!!!
..