قد ذكرنا مرض ركن الدولة وسبب ذلك وحكينا انصراف عضد الدولة من بغداد على الحال التي وصفناها واستيحاشه من أبيه لما كان منه في مكاشفته ونصرة بنى أخيه ورأى تجاسر الأعداء عليه واختلال هيبته في صدور أوليائه ولم يأمن أن يموت ركن الدولة على تلك الحال فينتشر ملكه ولا يجتمع له ما يحب.
فراسل أبا الفتح ابن العميد وكان قطع مكاتبة أبيه استيحاشا منه وتجنّيا عليه وسأله أن يتوسط بينه وبين أبيه حتى يعود له كما كان وتلطف مع ذلك في أن يجتمعا ويعهد إليه ويشهر ذلك في ممالكه وبين وجوه الديلم والجند.
وكان أبو الفتح ابن العميد متمكنا من ركن الدولة ومن الجند أيضا فكان يحبّ أن يتلافى قلب عضد الدولة لما كان منه إليه وهو مع ذلك لا يأمنه ويخشى بادرته ومكايده، فخاطب ركن الدولة وأعلمه ما يخشى من اضطراب الحبل وفساد ما بين أهل بيته باستيحاش عضد الدولة وحذّره من ترك هذه الصورة حتى تستمر وتتمكن من النيات والقلوب ولم يزل به حتى رقّ ولان وعرف صلاح حال أولاده وممالكه وممالك بنى أخيه فيما دعاه إليه.
ثم أشار عليه بأن يأذن له في الورود عليه حتى يجتمع معه ويراه فقد كان فارقه صبيا ويشاهده الجند بحضرته ويزول ما خامر قلبه وقلوب الناس من اعتراض الوحشة ويجعله وليّ عهده إذ كان أكبر أولاده وأنجبهم وأوسعهم مملكة وأكثرهم مالا وعدة ورجالا.
فأجابه ركن الدولة: بأنّ هذا رأي صواب ولكن ليس في خزائنه ما يتسع لعضد الدولة ومن يرد معه من الخيل والقواد والغلمان وإن لم يلاطف الجماعة بإقامة الأنزال واتخاذ الدعوات وإفاضة الخلع والحملانات والهدايا على الجماعة افتضح وتهجّن. فقال له أبو الفتح:
« فتسير أنت إليه لتجدد النظر في تلك الممالك التي طال عهدك بها وتشاهد أولئك العسكر الذين رتّبتهم قديما وحديثا فيها ويلتزم عضد الدولة لك ولجندك وجميع حاشيتك ما أشفقت من التزامه لهم وتقيم السياسة التي لا بدّ لك من إقامتها بين أولادك وممالك. » فقال له:
« هذا يقبح في الأحدوثة وعند ملوك الأطراف وفيمن يأتى بعدنا من الأمم أن يتحدث الناس أنّ فلانا أوحش ابنه في أمر رأى إيحاشه وتأديبه فيه ثم قصده يترضّاه. » فكوتب عضد الدولة بجميع هذه الفصول فكتب:
« إنّ هاهنا خلّة أخرى يسلم فيها من جميع هذه الأشياء التي ينكرها وهو أن يقصد أصبهان فإنّها من أعماله وأنهض أنا من فارس فأقصده لخدمته وعيادته من مرضه ويلزمني حينئذ تفقد أسبابه وحاشيته ولا يلزمه لي ولا لأحد ممن يصحبنى شيء ولا يتحدث بأنّه قصدني أو زارني. » فتقرر الرأي على ذلك وتشمّر أبو الفتح ابن العميد له حتى تمّت العزيمة ونهض ركن الدولة مع ضعفه ومرضه وحضر أصبهان واستدعى الأمير فخر الدولة وهو ابنه عليّ وكان مؤيد الدولة في ولايته مقيما بأصبهان وهو ابنه بويه وحضر عضد الدولة وخرج ركن الدولة في تلقّيه.
فلمّا قرب من البلد وقف على نشز من الأرض حتى ترجّل له عضد الدولة ابنه وقبّل الأرض مرات ثم تقدم إليه فقبل يده ثم تتابع القواد والأمراء وكبار الحاشية بتقبيل الأرض والخضوع له. فرأي لنفسه منظرا يسر مثله الآباء في أولادهم. ثم سار حتى نزل ونزل كل واحد حيث رسم له ونزل عضد الدولة معه في دار الامارة في الابنية التي كان استحدثها مؤيد الدولة.
ثم دعا أبو الفتح ابن العميد دعوة جمع فيها ركن الدولة وجميع أولاده ووجوه الأمراء والقواد والحاشية وخاطبهم ركن الدولة بأن عضد الدولة وليّ عهده وخليفته على ممالكه وأنّ مؤيد الدولة وفخر الدولة خلفاؤه في الأعمال التي رتبهم فيها.
ولزمت أبا الفتح مؤونة عظيمة وحمل إلى كل واحد من ركن الدولة والأمراء من أولاده وقوّاده وحاشيته ما يليق به وكان في جملة ما خلع على الخواص من الديلم ومن يجرى مجراهم ألف قباء وألف كساء.
تقرر الرئاسة على عضد الدولة
وانصرف القوم وقد تقررت الرئاسة من بين أولاد ركن الدولة على عضد الدولة، واعترف له مؤيد الدولة وفخر الدولة به وخدماه بالريحان على الرسم المعروف لهم، وخدمه بعدهما كل أمير وقائد ممن حضر، وكتب بذلك عهد قرئ وكتب فيه القوم خطوطهم.
وكان بختيار سيىء الظن شديد الحذر مما تقدم له ولجنده من مكاشفة عضد الدولة فهو يحب أن يصلح أمره معه فتتابع كتبه إلى ركن الدولة ويسأله أن يعصمه من الحال التي خافها وأنفذ إليه عيسى بن الفضل صاحب دواته ووافق ذلك هذا الوقت الذي كنا في ذكره من اجتماع الجماعة بأصبهان فتكلم ركن الدولة في ذلك وأظهر عضد الدولة في الحال الإغضاء عنه وشرط عليه أن يقلع عما يوحشه من بعد ولا يعاود شيئا مما ذمّه منه فعلا وقولا.
وكان بختيار سكن قليلا إلى ذلك إلّا انّ محمد بن بقية مقيم على خوفه وحذره ويحمل بختيار على مكاتبة سهلان بن مسافر وكان وجه عسكر فخر الدولة وحسنويه بن الحسين البرزيكانى وكان مجاورا لأعماله ومصاهرا له ويحمله أيضا على استمالة فخر الدولة حتى يدخل في منابذة أخيه عضد الدولة. فترددت الرسل بينهم فتأكدت العهود بينهم واستعدوا جميعا للمعاونة واتفقوا على التعاضد والتوازر إن نابت أحدا منهم نائبة.
وحضر كتّاب لهم وجرت موافقة في أمور مشهورة ظهر منها تقليد كل واحد من فخر الدولة وسهلان بن مسافر ما في أيديهما من الأعمال رئاسة من قبل السلطان وكتب لهما العهد ولقب سهلان: عصمة الدولة وكنّى وأنفذت الخلع الى الجهتين ووعد حسنويه بمثل ذلك إذا سار. فلمّا وردت عليهم هذه الخلع أحجموا عن لبسها وتوقفوا عن إظهار المنابذة لعضد الدولة فمكثت الخلع على الرسل مطّرحا لا يلبس ولا يتلقّب سهلان ولا يتكّنى وجرى الأمر على غاية الأخلوقة والفضيحة.
وواصل بختيار وابن بقية عدّة الدولة أبا تغلب ابن حمدان ومعين الدولة عمران بن شاهين وقطعت الخطبة ببغداد وجميع منابر العراق عن اسم عضد الدولة وزعم بختيار أنّ الرئاسة له بعد ركن الدولة.
وشرع ابن بقية في تلقيب ثان مضاف إلى لقبه الأول وأن ينشأ كتاب عن الخليفة بالزيادة في المقاطعة والمكاشفة وأشيع ذلك على المنابر وأطلق للناس الكلام القبيح وعظم بختيار وأنزل منزل ركن الدولة بالعراق والممالك المجاورة له وزعم أنّه يلتمس تلك المنزلة من عضد الدولة ومن دونه وتلاه ابن بقية في هذه المراتب ووجد من جهال الجند مساعدة له ورغبة في حطام يتناولونه منه ويأكلون عنده واسرارا للبراءة منه وإسلامه.
وكان يظن أنّه، عنده إن بلغ ما يحبّ بالتدبير الذي دبّره، فقد فاز وإن انعكس عليه كان بختيار الهالك وهو الناجي فيظن ظنّا خطأ لأنّ من سلك مسلكه لم ينج ولم يخل من ورطة يقع فيها تكون سبب هلاكه.
ودخلت سنة ست وستين وثلاثمائة
تحرك عضد الدولة نحو العراق من فارس
وفي هذه السنة تحرك عضد الدولة نحو العراق ورحل من فارس فجد محمد بن بقية وبختيار في مكاتبة الجماعة المذكورة.
وكان حسنويه بن الحسين الكردي خاصة يغرّ بختيار من نفسه ويطمعه في أنّه سائر إليه لمعاونته بنفسه وأهل بيته ومن يطيعه من الأكراد وكان يحب أن يشتت الألفة ويفرق الكلمة، لأنّ نظام أمره كان في انتشار أمر هؤلاء الملوك.
وكان بروز بختيار وابن بقية يوم الاثنين لليلة بقيت من جمادى الأولى يريدان الزيارة والتصيد ثم الانقلاب إلى واسط قاصدين الأهواز على نية المحاربة. فانتهيا إلى واسط في انسلاخ جمادى الآخرة ووقعت بينهما وبين عمران بن شاهين مصاهرات وتزوج بختيار بابنة عمران بن شاهين وتزوج الحسن بن عمران بابنة بختيار.
وفي هذا الوقت أهلك ابن الراعي بأمر ابن بقية خلقا ممن كان يتهمهم فيهم المعروف بابن عروة وهو ابن أخت أبي قرّة وكان من وجوه العمال وفيهم عليّ بن محمد الزُّطّى وكان إليه شرطة بغداد ومنهم المعروف بابن العروقى وكان أيضا إليه الشرطة بواسط وجماعة يجرون مجراهم وهمّ بقتل صاعد بن ثابت وكان قبض عليه ونكبه ولكنه سلم من القتل.
وراسل بختيار من واسط الطائع لله وراسله ابن بقية يسئلانه الانحدار إليهما والمسير معهما فامتنع من ذلك وترددت المكاتبات في ذلك إلى أن قرر عنده أنّه إنّما يسأل تجشم العناء للصلح والألفة فحينئذ انحدر إلى واسط وسارت الجماعة عنها إلى الأهواز والمكاتبات تتردد في خلال ذلك بين القوم وبين حسنويه بن الحسين وهو يعد بالمسير. فبينا هم كذلك إذ ورد خبر عضد الدولة في نزوله أرجان في جميع عساكره فاضطربت القلوب وكتب عن الخليفة كتاب في معنى الدعاء إلى السلم والكفّ عن الحرب وأنفذ الكتاب مع خادم من خدم بختيار على أنّه من خدم الخليفة. وكان الطمع في الصلح في هذا الوقت محالا.
فاستقرّ الرأي بعد مناظرات بين بختيار وأصحابه على أن تكون الوقعة بالأهواز [ شاطئ شوراب ] والتحصن بالنهر المعروف بسوراب والقتال من ورائه فبرزوا وضربوا مضاربهم على شاطئ سوراب ونفذ أبو إسحاق ابن معزّ الدولة في طائفة من الجيش إلى عسكر مكرم لضبطها وحفظت المعابر على المسرقان وجردت العساكر من الأعراب والأكراد وغيرهم إلى رامهرمز وذلك أن المقيم كان بها والضامن لها وهو الحسن بن يوسف استأمن إلى عضد الدولة.
إفضاء الحال إلى الحرب بين عضد الدولة وبختيار
ولما رأى الطائع لله أنّ الحال أفضت إلى الحرب امتنع من المقام وبرز متوجها إلى بغداد. فاجتهد بختيار وابن بقية الجهد كله في أن يقيم فأبى ذلك وسار إلى دجلة البصرة وأصعد فيها إلى مدينة السلام مجتازا في أعمال البطيحة.
ثم ورد خبر نزول عضد الدولة رامهرمز وهزيمة ذلك العسكر الذي نفذ إليها فزاد قلوب القوم ضعفا وانتقض عليهم رأيهم في لزوم شاطئ نهر سوراب فرجعوا منهزمين إلى أفنية سوق الأهواز وقطعوا قنطرة اربق وكوتب إبراهيم بن معزّ الدولة بالعود من عسكر مكرم فعاد واجتمع جيشهم.
واتصل ببختيار أن سلار بن با عبد الله سرخ هو مع جماعة من وجوه قوّاده وجماعة أخرى عاملون على أن يستأمنوا ويفضّوا عسكره وأشير عليه بالقبض عليهم وتقيدهم وحمله إلى واسط فضعفت نفسه عن ذلك وخشي اضطراب باقى عسكره وضعف عن المحاربة بالأهواز وعمل على أن يرجع إلى واسط موفورا فيجعل الحرب فيها، فمنعه ابن بقية وجميع القوّاد عليه وألزموه المقام. وطالبه العسكر بالمال فظهرت خلته وفاقته وابتدأ ابن بقية بمصادرة أهل البلد وكسر بختيار أوانى الذهب والفضة من الحلي والمراكب وضربت عينا وورقا فضعفت آمال جنده. وعقد على دجيل جسرا ضيقا ضعيفا في أسفل البلد وعلى طريق لا يصلح للعساكر عدّة للهرب.
ووردت أخبار عضد الدولة باستظهار شديد ومال كثير وكراع وسلاح وجمال موقرة بالأزواد والآلات وعدة فيول مقاتلة وكان على ثقة من استئمان جماعة من البختيارية إليه منهم سلار سرخ الذي ذكرناه وذلك أنّ كتبه وصلاته كانت متصلة إليهم.
وقدم عضد الدولة أمامه أبا الوفاء طاهر بن محمد بن إبراهيم وضم إليه جماعة فيهم المعروف بالكاروى الأهواز مع جيش من رجاله القفص وغيرهم فوردوا الباسيان وجمعوا السفن وصاروا بها إلى الناحية المعروفة... فعقدوا جسرا.
وورد عضد الدولة فعبر عليه وجميع عساكره والأخبار ترد مع ذلك على بختيار وابن بقية فلا يكون فيهما فضل للممانعة عن العبور ويثبتان ثبات التحيين وذلك أنّ من عجز عن ردّ بعض العساكر عن العبور والزحف في المواضع التي يمكن فيها الممانعة كيف يثبت لجميع العساكر في الفضاء! وتمسك عضد الدولة بالماء فنزل على شاطئ النهر لأنّ الوقت كان مدخل تموز فنزل من القوم على نحو الفرسخ وبكر يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة ستّ وستّين وثلاثمائة على تعبئة ونظام وعدّة واستظهار واحتياط وصافّه بختيار مصافّة مضطربة وجعل الفرسان أمام الرجالة وهذا شيء ما فعله أحد قطّ ولا تجهله عوام الناس حتى لعّاب الشطرنج! فاستأمن سلار سرخ والحسن بن خرامذ ونيباك بن شيرك وهو من أشد الديلم وشجعانهم وعدد كثير من الخواص وكان دبيس بن عفيف رئيس بادية بنى أسد في ميسرة بختيار فاستأمن وانهزم جيش بختيار وتبعتهم الأعراب والأكراد بالنهب والسلب والقتل والأسر واستأمن تحت السيف خلق وانهزم الفلّ يطلبون الجسر الذي وصفناه فغرق أكثرهم بالمضايقة والمزاحمة.
إفلات بختيار وأخيه
وأفلت بختيار وأخوه أبو إسحاق ووزيره ابن بقية وعبروا دجيلا واختلفت بهم المذاهب فلم يعرف بعضهم خبر بعض حتى التقوا بمطارا وكان بختيار ألقى سلاحه عن نفسه وتلثم وفيه عدة طعنات بالزوبينات فأمّا أخوه وابن بقية وجماعة من كبار قوّاده فإنّهم وردوا الحويزة نصف الليل في نحو خمسمائة رجل وباتوا فلحق بهم تمام الألف على صورة قبيحة من الاختلاف ولما أمسوا ساروا نحو نهر الأمير ومن هناك إلى مطارا واجتمعوا مع بختيار.
وقد كان ابن بقية عبر بصاحبه ابن الراعي مع خزانته وخزانة بختيار وعدّة كانت معه إلى المأمونية التي بإزاء سوق الأهواز وعوّل في حفظه على بعض بنى أسد فنهب جميعه.
فأنفذ عمران بن شاهين ابنه الحسن وكاتبه وقوّاده في عدّة زواريق وآلات إلى بختيار وحمل إليه وإلى ابن بقية مالا وثيابا وحمل المرزبان بن بختيار إلى أبيه من الأبلّة وقد كان برز إليها مالا وثيابا وصارت الجماعة إلى الأبلّة في الماء بعد أن تأثثوا وتزوّدوا إلى واسط.
وصادف بختيار وابن بقية البصرة مفتتنة بالحروب بين ربيعة ومضر فإنّ مضر كانت داخلة في طاعة عضد الدولة بتدبيرات دبرها وأصول قدمها وأما ربيعة فأقامت على طاعة بختيار ولا لرغبة فيها ولكن مضاغنة لخصومهم من مضر فاتصلت الفتن ودامت الثورة وأحرقت المحالّ وانتهبت البضائع ودخل ابن بقية إلى البصرة لتسكين هذه الفتنة فزادها اشتعالا وفسادا وأحرق بعض خطط المضريين وانصرف والشرّ باق.
وأشفقت الجماعة من أن يسير عضد الدولة إلى واسط فيحصل بها فيفوتهم الهرب إن أرادوه فأصعدوا في الماء واخترقوا البطائح فتلقاهم عمران بن شاهين في عسكره وآلاته وقبّل يد بختيار وتطاول بختيار له وعطف به إلى دار ابنه الأكبر وهو أبو محمد الحسن فأنزله فيها للوصلة بينهما ولأنّها كانت أحسن دار بالبطيحة وأنزل محمد بن بقية عليه فأقاموا عنده أضيافا ثلاثة أيام فعجب الناس من موافقة ذلك ما كان عمران سبق إليه بالحكم كما حكيناه فيما تقدم. ثم رحلوا ورحل الحسن بن عمران معهم إلى واسط.
هرب المرزبان بن بختيار
وفي هذه الحال هرب المرزبان بن بختيار من البصرة إلى واسط لاحقا بأبيه في الشذاآت والزبازب والسفن بكليته وحرمه وأسبابه.
ذكر السبب في ذلك
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)