نزه

النُّزْهَةُ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي فَصْلِ مَا تَضَعُهُ الْعَامَّةُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ خَرَجْنَا نَتَنَزَّهُ إذَا خَرَجُوا إلَى الْبَسَاتِينِ وَإِنَّمَا التَّنَزُّهُ التَّبَاعُدُ عَنِ الْمِيَاهِ وَالْأَرْيَافِ وَمِنْهُ فُلَانٌ يَتَنَزَّهُ عَنِ الْأَقْذَارِ أَيْ يُبَاعِدُ نَفْسَهُ عَنْهَا وَيُقَالُ تَنَزَّهُوا بِحُرَمِكُمْ أَيْ تَبَاعَدُوا.
وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي قَوْلِ النَّاسِ خَرَجُوا يَتَنَزَّهُونَ إلَى الْبَسَاتِينِ أَنَّهُ غَلَطٌ وَهُوَ عِنْدِي لَيْسَ بِغَلَطٍ لِأَنَّ الْبَسَاتِينَ فِي كُلِّ بَلَدٍ إنَّمَا تَكُونُ خَارِجَ الْبَلَدِ فَإِذَا أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَهَا فَقَدْ أَرَادَ الْبُعْدَ عَنِ الْمَنَازِلِ وَالْبُيُوتِ ثُمَّ كَثُرَ هَذَا حَتَّى اُسْتُعْمِلَتِ النُّزْهَةُ فِي الْخُضَرِ وَالْجِنَانِ هَذَا لَفْظُهُ.
وَقَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ وَجَمَاعَةٌ: نَزِهَ الْمَكَانُ فَهُوَ نَزِهٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَنَزُهَ بِالضَّمِّ نَزَاهَةً فَهُوَ نَزِيهٌ قَالَ بَعْضُهُمْ مَعْنَاهُ إنَّهُ ذُو أَلْوَانٍ حِسَانٍ.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَرْضٌ نَزِهَةٌ وَذَاتُ نُزْهَةٍ وَخَرَجُوا يَتَنَزَّهُونَ يَطْلُبُونَ الْأَمَاكِنَ النَّزِهَةَ وَهِيَ النُّزْهَةُ وَالنُّزَهُ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ.
نزي

نَزَا الْفَحْلُ نَزْوًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَنَزَوَانًا وَثَبَ وَالِاسْمُ النِّزَاءُ مِثْلُ كِتَابٍ وَغُرَابٍ يُقَالُ ذَلِكَ فِي الْحَافِرِ وَالظِّلْفِ وَالسِّبَاعِ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ أَنْزَاهُ صَاحِبُهُ وَنَزَّاهُ تَنْزِيَةً.
نسطر

النَّسْطُورِيَّةُ بِضَمِّ النُّونِ فِرْقَةٌ مِنَ النَّصَارَى نِسْبَةً إلَى نُسْطُورِسَ الْحَكِيمِ يُقَالُ كَانَ فِي زَمَنِ الْمَأْمُونِ وَابْتَدَعَ مِنَ الْإِنْجِيلِ بِرَأْيِهِ أَحْكَامًا لَمْ تَكُنْ قَبْلَهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ إنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ ذُو أَقَانِيمَ ثَلَاثَةٍ وَالْأَقَانِيمُ عِنْدَهُمْ هِيَ الْأُصُولُ فَفَرَّ مِنَ التَّثْلِيثِ وَوَقَعَ فِيهِ وَأَصْلُهُ نَسْطُورِسُ بِفَتْحِ النُّونِ لَكِنَّ الْأَئِمَّةَ عِنْدَ النِّسْبَةِ أَلْحَقُوا الِاسْمَ بِمُوَازِنِهِ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ وَيُقَالُ كَانَ نُسْطُورِسُ قَبْلَ الْإِسْلَامِ وَهَذَا أَثْبَتُ نَقْلًا.
نسنس

النَّسْنَاسُ بِفَتْحِ الْأَوَّلِ قِيلَ ضَرْبٌ مِنْ حَيَوَانَاتِ الْبَحْرِ وَقِيلَ جِنْسٌ مِنَ الْخَلْقِ يَثِبُ أَحَدُهُمْ عَلَى رِجْلٍ وَاحِدَةٍ.
نسب

نَسَبْتُهُ إلَى أَبِيهِ نَسَبًا مِنْ بَابِ طَلَبَ عَزَوْتُهُ إلَيْهِ وَانْتَسَبَ إلَيْهِ اعْتَزَى وَالِاسْمُ النِّسْبَةُ بِالْكَسْرِ فَتُجْمَعُ عَلَى نِسَبٍ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَقَدْ تُضَمُّ فَتُجْمَعُ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ يَكُونُ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ وَمِنْ قِبَلِ الْأُمِّ وَيُقَالُ نَسَبُهُ فِي تَمِيمٍ أَيْ هُوَ مِنْهُمْ وَالْجَمْعُ أَنْسَابٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَهُوَ نَسِيبُهُ أَيْ قَرِيبُهُ وَيُنْسَبُ إلَى مَا يُوَضِّحُ وَيُمَيِّزُ مِنْ أَبٍ وَأُمٍّ وَحَيٍّ وَقَبِيلٍ وَبَلَدٍ وَصِنَاعَةٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَتَأْتِي بِالْيَاءِ فَيُقَالُ مَكِّيٌّ وَعَلَوِيٌّ وَتُرْكِيٌّ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ وَسَيَأْتِي فِي الْخَاتِمَةِ تَفْصِيلُهُ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فَإِنْ كَانَ فِي النِّسْبَةِ لَفْظٌ عَامٌّ وَخَاصٌّ فَالْوَجْهُ تَقْدِيمُ الْعَامِّ عَلَى الْخَاصِّ فَيُقَالُ الْقُرَشِيُّ الْهَاشِمِيُّ لِأَنَّهُ لَوْ قَدَّمَ الْخَاصَّ لَأَفَادَ مَعْنَى الْعَامِّ فَلَا يَبْقَى لَهُ فِي الْكَلَامِ فَائِدَةٌ إلَّا التَّوْكِيدُ. وَفِي تَقْدِيمِهِ يَكُونُ لِلتَّأْسِيسِ وَهُوَ أَوْلَى مِنَ التَّأْكِيدِ وَالْأَنْسَبُ تَقْدِيمُ الْقَبِيلَةِ عَلَى الْبَلَدِ فَيُقَالُ الْقُرَشِيُّ الْمَكِّيُّ لِأَنَّ النِّسْبَةَ إلَى الْأَبِ صِفَةٌ ذَاتِيَّةٌ وَلَا كَذَلِكَ النِّسْبَةُ إلَى الْبَلَدِ فَكَانَ الذَّاتِيُّ أَوْلَى وَقِيلَ لِأَنَّ الْعَرَبَ إنَّمَا كَانَتْ تَنْتَسِبُ إلَى الْقَبَائِلِ وَلَكِنْ لَمَّا سَكَنَتِ الْأَرْيَافَ وَالْمُدُنَ اسْتَعَارَتْ مِنَ الْعَجَمِ وَالنَّبَطِ الِانْتِسَابَ إلَى الْبُلْدَانِ فَكَانَ عُرْفًا طَارِئًا وَالْأَوَّلُ هُوَ الْأَصْلُ عِنْدَهُمْ فَكَانَ أَوْلَى ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ النَّسَبُ وَهُوَ الْمَصْدَرُ فِي مُطْلَقِ الْوُصْلَةِ بِالْقَرَابَةِ فَيُقَالُ بَيْنَهُمَا نَسَبٌ أَيْ قَرَابَةٌ وَجَمْعُهُ أَنْسَابٌ وَمِنْ هُنَا اُسْتُعِيرَ.
النِّسْبَةُ فِي الْمَقَادِيرِ لِأَنَّهَا وُصْلَةٌ عَلَى وَجْهٍ مَخْصُوصٍ فَقَالُوا تُؤْخَذُ الدُّيُونُ مِنَ التَّرِكَةِ وَالزَّكَاةُ مِنَ الْأَنْوَاعِ بِنِسْبَةِ الْحَاصِلِ أَيْ بِحِسَابِهِ وَمِقْدَارِهِ وَنِسْبَةُ الْعَشَرَةِ إلَى الْمِائَةِ الْعُشْرُ أَيْ مِقْدَارُهَا الْعُشْرُ.
وَالْمُنَاسِبُ الْقَرِيبُ وَبَيْنَهُمَا مُنَاسَبَةٌ وَهَذَا يُنَاسِبُ هَذَا أَيْ يُقَارِبُهُ شَبَهًا.
وَنَسَبَ الشَّاعِرُ بِالْمَرْأَةِ يَنْسِبُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ نَسِيبًا عَرَّضَ بِهَوَاهَا وَحُبِّهَا.
نسج

نَسَجْتُ الثَّوْبَ نَسْجًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَالْفَاعِلُ نَسَّاجٌ وَالنِّسَاجَةُ الصِّنَاعَةُ وَثَوْبٌ نَسْجُ الْيَمَنِ فَعْلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ أَيْ مَنْسُوجُ الْيَمَنِ وَيُقَالُ فِي الْمَدْحِ هُوَ نَسِيجُ وَحْدِهِ بِالْإِضَافَةِ أَيْ مُنْفَرِدٌ بِخِصَالٍ مَحْمُودَةٍ لَا يَشْرَكُهُ فِيهَا غَيْرُهُ كَمَا أَنَّ الثَّوْبَ النَّفِيسَ لَا يُنْسَجُ عَلَى مِنْوَالِهِ غَيْرُهُ أَيْ لَا يُشْرَكُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ فِي السَّدَى وَإِذَا لَمْ يَكُنْ نَفِيسًا فَقَدْ يُنْسَجُ هُوَ وَغَيْرُهُ عَلَى ذَلِكَ الْمِنْوَالِ وَمِنْسَجُ الثَّوْبِ وَمَنْسَجُهُ مِثْلُ الْمِرْفَقِ وَالْمَرْفِقِ حَيْثُ يُنْسَجُ.