اسأل نفسك :
ما هي الأماكن المثلى التي أجد نفسي فيها قادراً على التفكير بشكل مركز منظم؟ قد يتوفر ذلك في وسيلة المواصلات التي تأخذ وقتاً طويلاً لتقلك إلى عملك أو جامعتك في الصباح و إلى بيتك في المساء, وقد يتوفر المكان في سريرك قبل أن تخلد إلى النوم, بل إن بعض الناس يجدون مكاناً ملائماً للتفكير في حمام المنزل أو حمام السباحة.
المهم هو أن يمنحك المكان القدرة على التفكير بشكل إيجابي.
القدرة على رؤية أفكار الآخرين:
عندما تنصت للآخرين وتعرف وجهة نظر كل شخص من حولك وتدمج وجهات النظر المختلفة يتكون لديك عالم من الأفكار المتكاملة، يصبح من السهل عليك أن تتقبل العالم من حولك و أن تشعر بأنك في مكانك الصحيح و في سلام مع نفسك و مع ما حولك.
لا تفقد تكامل رؤيتك فقد يحدث لك مثلما حدث لبعض الأمريكيين منذ 300 عام مضت . ففي ذلك الحين هبط أوائل المهاجرين على القارة الأمريكية الجديدة التي اكتشفها كولومبس، و كانوا فرحين بأنهم سيبدؤون حياة جديدة.
في هذه اللحظة من التاريخ كان الوافدون يتمتعون بقدر لا بأس به من التفكير المغامر الذي مكنهم من ترك ديارهم في أوربا المستقرة ليبدؤوا حياة جديدة في أرض جديدة.
حدث بعد ذلك أن اجتمعوا لبحث مشروع شق طريق كبير لسير العربات في الأدغال التي تحيط بهم، فقام أكثرهم بالاعتراض بأن في هذا هدر للأموال. في هذه اللحظة بالذات التبست لديهم الأفكار, فكيف لهؤلاء وقد تمكنوا من رؤية الفرصة الكامنة فيما وراء المحيط يعجزون عن رؤية الفرصة الكامنة وراء الأشجار ؟.
ليس كل الأفراد مؤهلين لرؤية الصورة المتكاملة. فحتى لو حدث ذلك ذات مرة فقد يعودون إلى عاداتهم السلبية في التفكير مثلما حدث للأمريكيين في بداية هجرتهم إلى الأرض البكر.
المفكرون الذين يرون الصورة كاملة هم من يستطيعون التأقلم مع الواقع والتخطيط للمستقبل بما لديهم من إمكانيات وفي كل الأوقات.
فلا يجب أن تغيب عنك رؤية الصورة الكبرى و أن لا تنشغل عنها بالتفاصيل الصغيرة . و عندما تتمكن من هذا تصبح مفكراً متميزاً لا تابعاً...يتبع