مرسيدس بنز وخلال 120 عامًا من العطاء والابتكارات التي أتحفت بها العالم، كان ولابد لها من وقفات وإبداعات عظيمة يشهد بها أقرب منافسيها، وهنا سنتعرف على أفضل 10 سيارات قامت بإنتاجها هذه الشركة العريقة ذات السبق في الابتكارات والسلامة والقوة في السيارات.

1- البدايات
انتظر العالم طويلاً أن يتم اختراع آلة نقل تعمل بمحرك البنزين حتى جاء جوتليب ديملر وكارل بنز ليقوموا بإنتاج سيارة تعمل بمحرك الاحتراق الداخلي في جنوب-عرب ألمانيا. وقام بنز وصاحبه ويلهلم مايباخ بتسجيل براءة اختراع السيارة ذات الثلاث عجلات في يناير من العام 1886. بعد ذلك قام ديملر ومايبخ بأخذ النموذج التجريبي لمحرك 4-stroke أو ذو الاربع دورات احتراق والذي يولد طاقة لايمكن أن تتعدى صحانًا واحدًا وقاموا بتركيبه على عربة بأربع عجلات لتكون أول سيارة في العالم بأربع عجلات في العام 1889 وكان هذا بعد سنتين من قيام بنز يتصميم عربة ذات أربع عجلات.


سيارة بنز التي سجل بها براءة اختراعه في العام 1886


سيارة ديملر التي سجل بها براءة أختراع أول سيارة بأربع عجلات في العام 1889



2- (1928) SSK
يعتبرها الجميع كأفضل سيارة رياضية صنعت قبل الحرب على الاطلاق، فهي من تصميم فرناند بورشه وتعتبر الفرع الرياضي الخارق من الفئة S فقد صنعت بعد عامين من إطلاق هذه الفئة وهي مبنية على شاصيها. تم تزويد هذه السيارة بمحرك سعة 6.8 لتر مع شاحن خارق Supercharger وتمت تسميتها بهذا الاسم اختصار لعبارة Super Sport Kurz، وللمشاركة في السباقات تم إزالة 19 انش من الشاصي الاصلي لتصبح لأخف وزنا من النموذج الأولي الذي يزن 2.5 طن. كما تم تكبير حجم المحرك ليصبح 7.1 لتر مع شاحن خارق لينتج 225 حصانا وقد كان أخر إنتاج لهذه السيارة يولد 300 حصانًا وقد تم تخريم أجزاء من الشاصي ليصبح أخف وزنًا، قاد هذه السيارة رودولف كاراشيولا وفاز بسباق الجائزة الكبرى العام 1930 وعدة إنتصارات بفضل التعديلات الأخيرة.


Mercedes SSK من مجموعة مقتنيات رالف لورين

3- (1954) 300SL GULLWINGt

هذه التحفة تحمل نفس شاصيه السيارة الناجحة التي كانت تشارك بسباقات السيارات العام 1952، يتوفر هذا الطراز ككوبيه مكشوفة أو كوبيه بسقف مع الأبواب التي تفتح للأعلى التي اشتهرت بها هذه الأسطورة. في هذه السيارة تم تقديم أول نظام حقن للوقود في السيارات Feul Injection. بفضل التعديلات الميكانيكة التي قامت بها شركة بوش Bosch تم رفع القدرة الحصانية لمحرك الست لترات والست اسطوانات بشكل طولي من 115 حصان إلى 240 حصان ليجعلها أقوى من سابقتها التي كانت تشارك في سباقات السيارات. تم إنتاج ما يقارب من 1400 نسخة من هذه الرائعة ثم تم إنتاج 190SL بحجم يبلغ ثمان مرات من نسخة 300SL حتى تم استبدالها بطراز 230SL في العام 1963.


الأسطورة 300SL Gullwing

4- (1955) 300SLR
هذا السيارة ليس لها أي علاقة بـالـ 300SL Gullwing أو نسختها السابقة لسباقات السيارات، إنها مرسيدس العام 1955 W196 لسباق الجائزة الكبرى المزودة بمحرك ثماني اسطوانات على استقامة واحدة بسعة 3 لتر في جسم رودستر بمقعدين. فازت هذه السيارة التاريخية بأشهر انتصار في سباقات السيارات على مدى التاريخ، بقيادة البريطاني الشاب ستيرلينغ موس ومساعده دينيس جيكنستون الملقب بجينكس حيث حطمت الـ 300SLR جميع المنافسين في سباق الـ 1000 ميل على الطريق في إيطاليا بلا توقف، فاز موس فاز بالسباق مع متوسط سرعة بلغ 97.96 ميل في الساعة (156.74 كلم في الساعة). تم إيقاف الـ 300SLR من المشاركة في سباق لي مانس عام 1955 عندما اصطدمت السيارة بالمتفرجين وتسببت بوفاة 82 مشاهدد مما أقصى مرسيدس من المشاركة في السباق حتى العام 1987.


موس وجينكس في سباق إيطاليا في سيارة الـ 300SLR



5- (1963) 230SL
SL تعني Sport Light أو الرياضية الخفيفة بالعربية، هذا الطراز 230SL الأول الذي بيع بأعداد كبيرة بلغت 20,000 وحدة بين عامي 1963 و 1971 ومعظمهم في سوق أمريكا. تضم هذه السيارة محرك سعة 2.3 لتر بست اسطوانات على استقامة واحدة وقدرة حصانية تبلغ 170 حصان وسرعة قصوى 125 ميل بالساعة (200 كلم في الساعة)، تم استعمال صفائح الألمنيوم لصندوقي السيارة والأبواب كي تقلل من وزنها وتأخذ صفتها بالرياضية الخفيفة. لهذه السيارة سقف صلب ذو شكل رائع مما دعى إلى أن يطلق عليها اسم باغودا (Pagoda). في العام 1967 تم تكبير سعة المحرك لتصبح 2.5 لتر ويتغير اسمها إلى 250SL، كما أضيفت لها مكابح خلفية. بعد عام تم توسعة حجم المحرك إلى 2.8 لتر لتصبح 280SL وهي الأكثر مبيعًا بين الثلاث.


مرسيدس 230SL Pagoda



6- (1963) 600 Pullman
تم تقديم فئة الـ 600 في العام 1963 لتبرز المرسيدس قمة الهندسة والصناعة في السيارات. في الواقع أخذت المرسيدس ما يقارب العامين لتضع السيارة في خط الإنتاج، وأول نسخ تم اعتمادها العام 1965 كصالون بأربعة أبواب، أو ليموزين بأربعة أو ستة أبواب، وأيضا ليموزين مكشوفة بسقف متحرك (Landaulet). تتميز هذه السيارة بنظام تعليق هوائي ونظام هيدروليكي معقد يقوم بتشغيل كل شيء من المقاعد المتحركة إلى الأبواب ذاتية الغلق حتى فتحات التهوية. تم تزويد هذه السيارة بمحرك جبار يبلغ من السعة 6.3 لتر بثماني اسطوانات على شكل V. بقيت هذه السيارة في خط الإنتاج حتى العام 1981.


مرسيدس 600 Pullman



7- (1968) 300SEL 6.3
هذه السيارة تم تطويرها بواسطة المهندس رودولف أولينوت الذي قام بالتخطيط لها ومن دونه لما كانت لمرسيدس خطة انتاج هذه السيارة، ولولا إدارة مرسيدس بنز التي رحبت بالمشروع لما رأيت هذه الأسطورة تسير. أخذ أونيلوت المحرك الجبار في الـ 600 ذو الـ 6.3 لتر ووضعه تحت غطاء فئة 300 والتي تقابل الفئة S حاليًا. وكذلك أخذ نظام التعليق الهوائي من نفس السيارة لينتج سيارة ذات عضلات في زي رجل أعمال بإمكانها أن تقارع البورش قهي تبلغ الـ 60 ميل في أقل من 8 ثوانٍ!! قامت AMG بتعديل هذه السيارات لتشارك في السباقات وزودت إحداها بمحرك 6.9 لتر والتي تصل إلى سرعة 60 ميل في 4.2 ثانية لتنزل في خط الإنتاج عام 1975 تحت مسمى 450SEL 6.9 وهي الأولى في العالم المزودة بنظام المكابح المانعة للإنغلاق (ABS).

مرسيدس 300SEL 6.3



8- (1969) C111
هذه السيارة هي أحدى الأمثلة النادرة التي قامت فيها مرسيدس بنشر شعرها لتجرب أفكارها الجنونية. مويدل العام 1969 استخدم فيه محرك متوسط من نوع وانكل بثلاث روترات (كالمستخدم في مازدا RX حاليًا) مع جسم من الفايبر جلاس مع معامل مقاومة الهواء (Drag Coefficient) مذهل جدًا بلغ 0.191. وبالطبع لتكون سيارة مرسيدس يجب أن تكون المقصورة الداخلية مزودة بفرش جلد ومكيف هواء مع عودة الأبواب التي تفتح للأعلى (Gullwing). في العام التالي تم تغيير المحرك بآخر بـ 4 روترات من نوع وانكل يولد 350 حصانًا قادر على الوصول لسرعة 180 ميل بالساعة (288 كلم بالساعة). قررت مرسيدس أن تغير أفكارها عن محرك الوانكل لتستعمل بالنسخة الثالثة محرك ديزل مع شاحن توربيني بخمس اسطوانات على استقامة واحدة يولد 230 حصانًا يصل إلى سرعة قصوى أسطورية خيالية بالنسبة لمحرك ديزل بلغت 200 ميل بالساعة (320 كلم يالساعة) في حلبة ناردو بإيطاليا عام 1978. أعلنت مرسيدس أنها تعزم أنتاج سيارة سوبر كار العام 1991 تحت مسمى C112 لكنها بعد تلقي 700 طلب ألغت المشروع.


مرسيدس C111 كاسرة الأرقام



9- (1981) الفئة S
لن يكتمل موضوع أساطير مرسيدس بدون ذكر الفئة S ذات الجذور الممتدة منذ العام 1956 بـ W180 وهي الآن في جيلها العاشر. ذكر الفئة S يعود بالناس إلى العام 1981 مع W126 التي أخذت مكان الـ W116 لكنها أبقت على محرك الـ 6.9 ونظام التعليق hydro-pneumatic على رأس موديلاتها. تأتي السيارة بمحركات ست اسطوانات على استقامة واحدة ديزل أو بنزين مع المحركات الجبارة V8. تأتي السيارة إما بشاصيه قصير أو طويل وكوبيه بابين SEC. قدمت هذه السيارة للعالم تقنية الأكياس الهوائية Airbag في العام 1983 وبيع منها أكثر من 800,000 وحدة خلال عمرها البالغ 10 سنوات. ولا يزال للآن الكثير ممن يشكرون مرسيدس على التقنية والجودة العالية التي تحويها هذه السيارة الأسطورية.


مرسيدس الفئة S



10- (1983) 190E 2.3 16
فئة الـ W201 قدمت العام 1982 لتكون تحت مظلة الفئة E كـ "طفلة بنز". تشهد مرسيدس ومالكي هذه السيارة أنها سيارة رائعة مصممة بتقنية هندسية عالية ومتفوقة جدا (Over Engineered)، حيت أنفقت الشركة ما يقار 600 مليون جنيه استرليني لتطوير هذا الموديل. هذه المركبة ليست مجرد سيارة عالية الجودة بل ذات عضلات مفتولة بمحرك تنفس طبيعي سعة 2.3 لتر بأربع اسطوانات وكامات مزدوجة ورأس مصنوع من معدن خفيف بـ 16 صمام (4 صمامات لكل اسطوانة) يولد 185 حصانًا، أي أكثر بـ 72 حصانًا من الموديل العادي. حققت هذه السيارة ثلاثة أرقام قياسية على حلبة ناردو الإيطالية في أغسطس عام 1983، مع سرعة متوسطة 154 ميل بالساعة (246.4 كلم بالساعة) لمسافة أكثر من 50,000 كيلو متر.