ويكون اليرقان في الحنطة بسبب ما يظهر في الهواء من حمرة في نواحي الأفق أو في الليل شبيه بالبرق أو الشعاع، متفرق في الهواء، أو يرى في النهار كأنه خيال يظهر ويشمحل، ويظهر من تاسع ليلة من الشهر إلى التاسع والعشرين. وحمرة السماء ليست بيرقان، وكذا الشعاعات الظاهرة في الهواء كحبات الماء في غير الأيام المذكورة. وهذه العلامات إذا دامت دلت على وباء يحدث بالناس. والضباب الكثير يؤذي الكرم جدا. وعلاجه إشعال قشر القصب والطواف بالليل بين الكروم فيزول ضرر الضباب وتعرضها على الأشجار العظام يدفع ضرر الضباب والكدورات والبخار العفن. وكذا التدخين بها على الأشجار يدفع الدود، والرماد يهلك الدود ويزيله من عروق الشجر، وكذا الكشف عن العروق في الخرفي. وإذا كان فساد الشجر من جفاف ويبس رطبت تربته. وإذا كان من نداوة وإفراط رطوية، يغير التراب بتربة يابسة حمراء أو بالرمل الذي على شاطئ الأنهار مخلوط بزبل عتيق.
وعلاج الدود والأرضة يكون بالحفر عند العروق الراسخة في الأرض وطلائها بزبل الحمام مبلول بماء، وإذا علق على كرمة قدر شبر من جلد الضبع لم يقربها دود. وعلاج الدود في التفاح يكون بتقشير العروق وإخراج الدود منها وطلائها بروث البقر الرطب، وإن كان في التين دود فدواؤه أن يحفر في أصله حتى تبدو عروقه، فيوضع عليها الرماد ثم يردّ عليه التراب. وكذا التفاح إذا دوّد ونسج عليه العنكبوت، والدود الأحمر، فالرماد كما تقدم علاجه فإنه مجرب. وإذا ظهر في التين حب شبه الرمل، فاحفر أصله وأجعل عليه ترابا وزبلا طيبا، وأحسن سقيه. وكذا تبن الباقلاء وزبل الحمام يقلع الدود من كل الشجر. وأما احمرار ورق الكرم - ويسمى آفة النجوم - فعلاجه أن يطبخ الزيت والحمَّر بالماء طبخا جيدا ويلطخ به وهو حار. وقيل يثقب الساق الغليظ من الكرم ويدخل فيه وتد بلوط ويلصق بأصل الكرم ويوضع التراب فوقه، ويصب في أصله مريء مخلوط بماء جيد مدة ثمانية أيام ثم يؤخذ دبس التمر ويذاب بماء ويلطخ به ساق الكرمة. وقيل يذاب الدبس بالخل الشديد الحموضة، وتلطخ به الكرمة، وكذا حب البلوط، يحرق ويبل رماده ببول البقر، ويصب الحمًّر في أصلها أو يرشه عليها.
وإذا احمر ورق الكرم يذاب الملح بالماء ويسقى به، أو بماء البحر، أو يشق أصل الكرمة ويوضع فيه أصل البلوط، ويغطى بالتراب كما مر. وأما عقد الثمر إذا قارب النضج ثم تحول لونه وأسود وظهرت أوراقها الصغيرة وأغصانها ما يشبه العرق فمعنى ذلك أن الشجرة مريضة وعلاجها أن تؤخذ البقلة البقلة الباردة اللينة ويعصر ماؤها ويخلط بسويق الشعير ويلطخ به ساق الكرمة وخشبها، أما العناقيد فتلطخ بالعصير دون سويق ويكرر حتى يبرأ ويرش عليها رماد الكرم مذابا بالماء، كما أن رماد الآس نافع جدا، وقد فيسد نصف العنقود مما يلي طرفه أو نصفه مما يلي المنبت، وذلك من رطوبة الأرض التي تشوبها الملموحة، وعلاجه أن ينقَّى ما حول العنقود من الورق، ومن الزوائد الطالعة من أغصان الكرم قرب العيون التي فيها العناقيد، فيصلحه الريح ويزول عارضه ويترك على كل عنقود ورقة، فإن لم يزل تؤخذ خمس قصبات مشتعلة في يد كل واحدة قصبة وتقرب من العناقيد التي دب فيها الفساد ويطرر ذلك كل أسبوع فيزول، ويمكن استعمال غير القصب أيضا. وقد فيسد العنب من المطر المتتابع في الخرفي، وعلاجه تفريق الورق المجاور للعناقيد لينفذ الريح أو تشعل النار حول الكرم برفق لئلا يصاب الكرم من حدتها، ويترك الرماد موضعه، ويسقى الكرم عقبه.
وأما إفراط الرطوبة وكثرة نبات الفروع وسرعة طولها بسبب الحرارة أو الرطوبة الزائدة فعلاجه أن يكسح أطول أغصانها ثم ما يتلوه، وكذا تكسح القضبان الغلاظ بالمنجل، والرقاق باليد، ولا يبقى إلا اليسير. وإن زاد يؤخذ رمل من الأنهار ويخلط برماد، ويوضع حول أصول الكرم ويطمر وأحسن منه الحجارة البيض والحصى البيض المستخرجة من الماء توضع في أصوله. وأما وقد تجرح شجرة الكرمة عند منبتها القريب من سطح الأرض وعلاجه أن يوضع عليه تراب ناعم كالغبار مخلوط بمسحوق البقر المعجون بعكر الزيت والماء العذب ويطلى به، أو يحفر حول العضو المجروح حيث يوضع الخليط المذكور. وإن كان الجرح تحت التراب غطي بالتراب والزبل ثم يصب عليه كله بالماء والزيت والخل المطبوخ أو المخضوض في الأواني والطبخ أجود. وأما الجليد فعلاجه تأخير الكسح إلى وقت نبات الفروع وعند مظنته فتؤخذ عيدان الطرفا والآس فتحرق من موضع واحد ثم يؤخذ رمادها ويذر على الكرم ونحوه، فإنه يدفع مضرة ذلك، ويمكن أن يرفع الضرر أيضا برماد حطب الكرم مخلوطا بتراب ناعم معرض للشمس وينبش أصله ويجعل فيه قليلا من الخليط أو يزال ثمرها عنها ثم تكسح وتدخن بأرواث الدواب في ليلة الرابع من الشهر. وقيل إذا زرعت الباقلاء في الكرمة فقد دفعت ضرر الجليد عن الكرم.
وأما السيل المفعم فلا شك أنه مضر لسائر الأشجار والنبات والبقول وربما أفسدها وغير طعم محصولها، فإن كان إفسادها يسيرا أمكن علاجه وإلا فلا دواء له إلا القلع وعلاج الفاسد قلبه أن يسقى الماء العذب بعد انحسار السيل شربة خفيفة مقدار نصف ساعة أو أقل حتى لحظة، وبعد يومين يسقى شربه أكثر وربما رش الماء على ورق الكرم والأشجار وفي أصول النخل، ثم بالفلاحة والحرث حوله. وأما التآكل في الغروس التي تنبت في الأرض المالحة أو يخالط ترابها زبل فعلاجه زرع القرع والقثاء والخيار والبقلة فإنه يدفع عنها ذلك التآكل والفساد. وأما النمل والجعلان والعفاية والدود - وهو أنواع - فعلاجها الذي يؤثر فيها كلها أن يؤخذ من الحنظل والشبرم وقثاء الحمار شيء ويجفف ويسحق ويطبخ بالماء والخل والملح حتى يتبخر الماء كله ثم يصب عليه ماء وخل وملح جريش ثم يطبخ ويعاد الماء والخل مرة ثالثة حتى يغمره ويكرر رابعا ويطبخ حتى يجف ويصير كالعسل، فيطلى به الساق الغليظ من الكرم فيطرد عنها تلك الآفات، وأن أضفي إليه مقدار ربعه قطران أو حرك ثم طلي به الساق طرد الدود والنمل والجعلان وغيرها. وإذا غرس إلى جانب الكرم من الحشيشة السمراء ثلاثة أصول أو أربعة، طرد عنها الهوام الطيارة والذباب.