والسوسن أربعة أنواع: أبيض وأسود وأصفر وأزرق بلون السماء. ويغرس بصله في أيلول وتناسبه الأرض الرخوة والماء الحلو والمواضع التي لا تحرقها الشمس ويزرع عند السواقي، ويغرس في أيار وتشرين الأول، وتحفر له حفائر بعمق شبر، ويجعل فيها زبل بستاني، وتغرس البصلة ويرد عليها التراب، ويكون بين كل بصلة وأختها ثلاثة أشبار، لأن بصله يتولد، ويسقى بالماء مرة في الأسبوع زمن الحر، وبعض الخرفي، ويقطع عنه الماء في البرد، وإن دفنت قضبانه مجتمعة في أرض ظلية بحيث لا يصلها شمس كثير فإنه يصير تحت كل ورقة منها بصلة في فصل الخرفي، فينقل ويغرس. وإن زرع بزره يترك بعض زهره حتى يعقد البزر في وسط زهره، فإذا يبس يؤخذ ويزرع في آب. وإن صب في أصله عكر خمر أحمر صار زهره كالأرجوان، وإن طرح فيه شيء من الكافور حدثت له رائحة زكية جدا ودهن السوسن لطفي، وهو حار يابس في الثالثة كدهن الياسمين، وهو يقوي الأعضاء، وينفع من الإعياء، وينفع كبار السن كما ينفع من أمراض العصب وقروح الرأس ودوي الأذنين. وهو درياق لسقي البنج، وإذا اكتحل بعكره حلل الماء النازل في العين. ودهن السوسن الخالص يرعف المحرور إذا شمه، ودهنه مضر للمعدة.
والنيلوفر ويسمى حب العروس وهو أصناف، الأصفر الشامس، والأحمر، والأبيض، والاسمانجوي، وينبت في الماء وحده، والأبيض منه هو البشنين، ينبت في مصر كثيرا إذا طاف النيل ويسمى جلجان، وله زهر أبيض ورأس منبسط يتفتح على وجه الماء إذا طلعت الشمس، وينقبض إذا غربت، ويغوص برأسه في الماء. وله بزر شبيه بالدهن، يجففونه في مصر ويطبخونه ويعملون منه خبزا. وأصبه شبيه بالسفرجل يقال له بياروز، وهو المستعمل. وهو نوعان: خنزيري وإعرابي، وهو أفضله وأجوده. ويؤكل نيئا ومطبوخا، وطعمه كصفار البيض، وفيه بعض عطرية. ويطبخ باللحم وغيره فيشبه طعام الكمأ، يميل إلى حرارة يسيرة، ويزيد في الباه، ويسخن المعدة ويقويها، وينفع من الزجير. وللنوفر أصل، وأكثر ما ينبت منه في الماء العذب في أرض طيبة التربة سليمة من الفساد، وجودته تكون بزيادة القمر في الضوء، ونقصانه بنقصانه. ويغرس في الأرض الظلية في آخر نيسان بعد تزبيل الأرض بالزبل القديم، وقيل يغرس في الخرفي كله، ويظهر بزره في نيسان. وهو بارد رطب في الثانية، ومنوم مسكن للصداع الحار، وينفع من الاحتلام ويكثر شهوة الباه إذا شرب منه درهم بشراب الخشخاش، وبزره يمنع النزف. وشراب النيلوفر ينفع المعدة الحارة والحميات، ويلين البطن، ومن خواصه أنه لا يتحلل في المعدة بخلاف سائر الأشربة الحلوة، وأصله أشد فعلا، والأصفر منه أقوى في هذه الأفعال.
والبهار يسمى ورد الحمار، ولون ورده أصفر، وورقه أحمر، ولعل البهار هو القرنفل، ومنه أبيض، ويزرع في آيار وحزيران، وينور في آب، وتناسبه الأرض الرملية والجبلية، ويحب الماء الكثير. وإذا بخر بالبهار بيت طرد منه الهوام، وطرد البق خاصة. والبهار حار في الأولى وقيل في الثانية، يابس في الأولى، محلل ينفع شمه من الأبخرة المتصاعدة من الرأس. ويبرئ الأورام الصلبة إذا خلط بسمن أو دهن وضمدت به.
والبابونج منه أصفر الزهر، ومنه أبيضه، وورده كبير تناسبه الأرض الندية والرطبة السمينة، وإن روي بالماء الكثير قلَّت رائحته ويزرع بزره في كانون الثاني وشباط وآذار وقيل: البابونج هو الأقحوان أو نوع منه، وإكليل الملك هو والبابونج ينبتان وحدهما بغير زرع غالبا، وأجود البابونج الطري الزكي الرائحة الأصفر الساطع الضارب إلى بياض الكبير الورد، وهو حار يابس في الأولى وقيل حار في الثانية، يابس في الثالثة، وقيل قوته قريب من الورد، وهو مفتِّح ملطف محلل من غير جذب، وهذه خاصيته من بين سائر الأدوية وهو يلين الأورام الصلبة ويريح الإعياء، وينفع من الصداع البارد، وإذا جلس في مائه المطبوخ صاحب حصى الكلى فتت الحصى وأدر البول، وقيل يضر الحلق، ويصلحه العسل، ودهنه حار باعتدال، يسكِّن الأوجاع.
والأقحوان منه أبيض، ومنه أصفر، والأبيض أقوى، وهو قضبان دقاق عليها زهر أبيض الورق، وسطه أصفر، حاد الرائحة والطعم، وزهره هو المستعمل، وهو حار يابس في الثانية، وقيل حار في الثالثة، يحلل ويدر العرق، وينفع النواصير، وقدر شربته ثلاثة دراهم لكنه يضر بالمعدة والطحال ويصلحه الأونسيون، وإذا أديم شربه أحدث سباتا. والأرديون هو الأقحوان عند أهل الشام، ويسمى رجل الأسد، ومنه بستاني أصفر بحمرة، كبير وصغير، والصغير هو البهار، ومنه بري كبير الورق وصغيره. ويزرع بزره في كانون الثاني وشباط وهو يكبر في بعض البلاد حتى يصير كالشجرة العظيمة، وفي بعضها لا يجاوز ذرعا، ومن خواصه إذا أمسكته امرأة عند الوضع طابقة إحدى يديها على الأخرى، رمت بالولد سريعا، وإذا دخلت الحبلى إلى موضع في أرديون فبلغت رائحته إليها أسقطت، وإن بخر به موضع يهرب منه الوزغ والفار والذباب وهو حار يابس في الثالثة، وفيه ترياقية تنفع من السموم كلها.
والخيري ثمانية أنواع، بستاني زهري فرفري اللون معروف، وبستاني أبيض الزهر، وبستاني زهره أصفر، ومنه ما لونه فيه بياض وحمرة، ومنه أزرق، ومنه أحمر قان ومنه عصفوري منسوب إلى صبغ العصفر، ومنه سمائي، ومنه الأسود، وهذه كلاه بستانية، ومنه بري فرفيري دقيق، ومنه ما يعرف بخيري الماء، زهره فرفيري في الصفي، ويزرع في آب أو في شباط، ويعظم ورده من كانون الثاني حتى حزيران، تناسبه الأرض التي لا رطوبة فيها، وإن خلط فيها رماد وجير فهي أحسن، ويعطي أكثر، ولا يقوى على الماء الكثير ولا الشمس، فيختار له المواضع الظليلة وبين الأشجار حتى لا تصيبه الشمس إلا بعض النهار. وقيل الأحمر يزرع في آب خاصة،