ربع قرن مضى على قصيدة سياسية أستثنائية كادت تقتل شاعرها فقد ألقى نزار قباني كما يعرف مؤرخو الادب الحديث قصيدة "مواطنون دونما وطن " لاول مرة في مهرجان المربد الخامس عام 1985 ويومها كلحت وجوه رجال وزارة الاعلام العراقية ولولا الحصانة الأدبية لقامة شعرية بحجم نزار لأوسعوه ضربا وانزلوه عنوة عن المسرح هذا ان لم يعدموه امام الجمهور .
فما كانت أمثال هذه التصرفات غريبة في العراق لا آنذاك ولا اليوم ورغم تلك القامة جاء من ينصح الشاعر الكبير بمغادرة العراق فورا قبل ان يصل الامر الى من بيده الامر فيطير عنقه ومعه اعناق من وجهوا له الدعوة ولم يدققوا في ما سيقرأه امام الجماهير وكان الذي نصح نزار بالمغادرة -أن لم نقل أمره بالمغادرة - كما يقول العارفون هو طارق عزيز وليس لطيف نصيف الجاسم الذي كان نزار يكن له احتقارا عميقا ويتحاشى الجلوس اليه حتى بعد ان اصبح وزيرا مقربا من اذن الرئيس العراقي السابق .
وطبعا كان الذي قدم النصيحة او الامر - سيان - يدرك الطابع التعميمي الذي اختاره نزار قباني الذي لم يقل كما قال مظفرالنواب - لا استثني منكم احدا - لكن عدم الاستثناء وشمولية القصيدة كانا واضحين لمحدودي الفهم وليسا بحاجة الى ذكاء عريض .
وقد احدثت القصيدة يومها ضجة كبيرة داخل الاوساط الادبية لجرأتها في حينها وتم التعتيم والتشويش عليها و منعت من الصدور في الصحف وقنوات الاعلام وصودر الشريط الذي سجلت عليه في مكتب الوزير كي لا يتسرب :
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)