كفيفة تطمح لنيل الدكتوراه في الأدب العربي !!!




تحولت ريما مسعود الأمية بفعل الإرادة الصلبة إلى أول فتاة سورية تحضر لنيل درجة الدكتوراه في الأدب العربي، وربما الوحيدة في العالم التي تثبت قدرة الكفيف على الصعود إلى أعلى الدرجات العلمية في ظروف مالية تكاد تكون معدومة.

وريما المولودة في مدينة السويداء عام 1973 فقدت بصرها بعد خمس سنوات بشكل كامل، وبقيت أربع سنوات حتى التحقت بمعهد المكفوفين في دمشق، حيث بقيت فيه سنتين تقدمت خلاله إلى الصف الرابع، وعادت إلى حضن أهلها بسبب الخوف والرهبة، وبقيت لست سنوات حبيسة البيت، حيث تقدمت عندها لشهادة محو الأمية وحصلت على المركز الأول، وكان أن فقد شقيقها شادي نعمة النظر في العام نفسه حيث رافقها إلى دمشق من جديد لتبدأ رحلتهما معاً، فدخلت ريما الصف السابع، وكانت تصر على دراسة الشهادة الإعدادية، وبعد تقديمها للسابع بأسبوع واحد، دخلت امتحانات الشهادة الإعدادية وسط خوف الأهل والأساتذة من الفشل الذريع الذي ينعكس سلباً عليها وعلى شقيقها، ولكن المفاجأة التي حدثت أن تحصل ريما على 252 علامة، من أصل 290.

وبعد سنتين تقدمت بشكل نظامي إلى امتحان الشهادة الثانوية في الفرع الأدبي لكن في مدارس السويداء وحصلت على 205 علامات، وكانت من العشرة الأوائل على القطر.
وبعد أن التحقت بكلية التربية اكتشفت أنها غير قادرة على الاستمرار منذ المحاضرة الأولى بسبب عدم قدرتها على التعبيرات الفوزيولوجية، وكانت أن التحقت بكلية اللغة العربية وحصلت على المركز الأول على الجامعة بمعدل وصل إلى 77.62 علامة.
نالت بعد ذلك دبلوم الدراسات العليا الأدبية سنة 1999- 2000، ولأسباب مالية بحتة انقطعت عن الدراسة ثلاث سنوات.

تقول ريما : إن جمعية (بنا) تكفلت بأجر المرافقة منذ عام 2006 لغاية آخر عام 2007، وبدأت بعد ذلك معاناتها من جديد لتأمين مرافقة بسعر بسيط دون أي التفاتة من أي جهة رسمية أو أهلية، مع العلم أنها تسكن مع شقيقها شادي الذي يتابع دراسته معها بالأجرة، وتقوم بكل أعباء المنزل من طبخ ونفخ...


نالت رسالة الماجستير بتفوق، وبدأت رحلة المتاعب مع الدكتوراه، وتابعت رصد العناوين الكبيرة غير عابئة بكل الصعوبات التي تمثلت في الحصول على المعلومات، وقلة الأشخاص الذين يعملون معها، وغياب كل الدعم المادي.