يزيد بن حاتم ثم ولى الرشيد روح بن حاتم أخا يزيد فقدمها وساسها أحسن سياسة حتى مات بالقيروان سنة 174 فولى الرشيد نصر بن حبيب المهلبي ثم عزله وولى الفضل بن روح بن حاتم فقدمها في المحرم سنة 177 فقتله الخوارج سنة 78 فكانت عدة من ولي من آل المهلب ستة نفر في ثمان وعشرين سنة ثم ولى الرشيد هرثمة بن أيمن فقدمها في سنة 179 ثم استعفى من ولايتها فأعفاه وولى محمد بن مقاتل العكي فلم يستقم بها أمره فإنه أخرج منها وولى إبراهيم بن الأغلب التميمي المقدم ذكره فأقام بها إلى أن مات في شوال سنة 196 وولي ابنه عبد الله بن إبراهيم ومات بها ثم ولى أخوه زيادة الله بن إبراهيم في سنة ا 20 في أول أيام المأمون ومات في رجب سنة 223 ثم ولي أخوه أبو عقال الأغلب بن إبراهيم ثم مات سنة 226 فولي ابنه محمد بن الأغلب إلى أن مات في محرم سنة 242 فولي ابنه أبو القاسم إبراهيم بن محمد حتى مات في ذي القعدة سنة 249 فولي ابنه زيادة الله بن إبراهيم إلى أن مات سنة 250 فولي ابن أخيه محمد بن أحمد إلى أن مات سنة 261 فولي أخوه إبراهيم بن أحمد وكان حسن السيرة شهما فأقام واليا ثمانيا وعشرين سنة ثم مات في ذي القعدة سنة 289 فولي ابنه عبد الله بن إبراهيم بن أحمد فقتله ثلاثة من عبيده الصقالبة فولي ابنه أبو نصر زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم فدخل أبو عبد الله الشيعي فهرب منه إلى مصر وهو آخرهم في سنة 296 فكانت مدة ولاية بني الأغلب على إفريقية مائة واثنتي عشرة سنة وولي منهم أحد عشر ملكا، ثم انتقلت الدولة إلى بني عبيد الله العلوية فوليها منهم المهدي والقائم والمنصور والمعز حتى ملك مصر وانتقل إليها في سنة 362 واستمرت الخطبة لهم بإفريقية إلى سنة 407 ثم وليها بعد خروج المعز عنها يوسف الملقب بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي باستخلاف المعز إلى أن مات في ذي الحجة سنة 373 ووليها ابنه المنصور إلى أن مات في شهر ربيع الأول سنة 386 ووليها ابنه باديس إلى أن مات في سلخ ذي القعدة سنة 406 ووليها ابنه المعز بن باديس وهو الذي أزال خطبة المصريين عن إفريقية وخطب للقائم بالله وجاءته الخلعة من بغداد وكاشف المستنصر الذي بمصر بخلع الطاعة وذلك في سنة 435 وقتل من كان بإفريقية من شيعتهم فسلط البازوري وزير المستنصر العرب على إفريقية حتى خربوها ومات المعز في سنة 453 وقد ملك سبعا وأربعين سنة ووليها ابنه تميم بن المعز إلى أن مات في رجب سنة 501 ووليها ابنه يحيى بن تميم حتى مات سنة 559 ووليها ابنه علي بن يحيى إلى أن مات في سنة 515 ووليها ابنه الحسن بن علي وفي أيامه أنفذ رجار صاحب صقلية من ملك المهدية فخرج الحسن منها ولحق بعبد المؤمن بن علي وملك الأفرنج بلاد إفريقية وذلك في سنة 543 وانتقضت دولتهم وقد ولى منهم تسعة ملوك في مائة سنة وإحدى وثمانين سنة وملك الأفرنج إفريقية اثنتي عشرة سنة حتى قدمها عبد المؤمن فاستنقذها منهم في يوم عاشوراء سنة 555 وولى عليها أبا عبد الله محمد بن فرج أحد أصحابه ورتب معه الحسن بن علي بن يحيى بن تميم وأقطعه قريتين ورجع إلى المغرب وهي الآن بيد الولاة من قبل ولده فهذا كاف من إفريقية وأمرها، وقد خرج منها من العلماء والأئمة والأدباء ما لا يحصى عددهم منهم أبو خالد عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي قاضيها وهو أول مولود ولد في الإسلام بإفريقية سمع أباه وأبا عبد الرحمن الحبكي وبكر بن سوادة روى عنه سفيان الثوري وعبد الله بن لهيعة وعبد الله بن وهب وغيرهم تكلموا فيه قدم على أبي جعفر المنصور ببغداد قال: كنت أطلب العلم مع أبي جعفر أمير المؤمنين قبل الخلافة فأدخلني يوما منزله فقدم إلي طعاما ومريقه من حبوب ليس فيها لحم ثم قدم إلي زبيبا ثم قال: يا جارية عندك حلواء قالت: لا، قال: ولا التمر قالت: ولا التمر، فاستلقى ثم قرأ هذه الآية: عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون الأعراف: 129، قال فلما ولي المنصور الخلافة أرسل إلي فقدمت عليه فدخلت والربيع قائم على رأسه فاستدناني وقال: يا عبد الرحمن بلغني أنك كنت تفد إلى بني أمية قلت: أجل قال: فكيف رأيت سلطاني من سلطانهم وكيف ما مررت به من أعمالنا حتى وصلت إلينا قال: فقلت: يا أمير المؤمنين رأيت أعمالا سيئة وظلما فاشيا ووالله يا أمير المؤمنين ما رأيت في سلطانهم شيئا من الجور والظلم إلا ورأيته في سلطانك وكنت ظننته لبعد البلاد منك فجعلت كلما دنوت كان الأمر أعظم أتذكر يا أمير المؤمنين يوم أدخلتني منزلك فقدمت إلي طعاما ومريقه من حبوب لم يكن فيها لحم ثم قدمت زبيبا ثم قلت: يا جارية عندك حلواء قالت: لا قلت: ولا التمر قالت: ولا التمر فاستقليت ثم تلوت: عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون فقد والله أهلك عدوك واستخلفك في الأرض ما تعمل قال: فنكس رأسه طويلا ثم رفع رأسه إلي وقال كيف لي بالرجال قلت: أليس عمر بن عبد العزيز كان يقول إن الوالي بمزلة السوق يجلب إليها ما ينفق فيها فإن كان برا أتوه ببرهم وإن كان فاجرا أتوه بفجورهم فأطرق طويلا فأومأ إلي الربيع أن أخرج فخرجت وما عدت إليه، وتوفي عبد الرحمن سنة 156، وينسب إليها أيضا سحنون بن سعيد الإفريقي من فقهاء أصحاب مالك جالس مالكا مدة وقدم بمذهبه إلى إفريقية فأظهره فيها وتوفي سنة 251 وقيل سنة 240. أفسوس: بضم الهمزة وسكون الفاء والسينان مهملتان والواو ساكنة بلد بثغور طرسوس يقال إنه بلد أصحاب الكهف.
أفشنة: بفتح الهمزة وسكون الفاء والشين معجمة مفتوحة ونون وهاء من قرى بخارى.
أفشوان: بفتح الهمزة وسكون الفاء وفتح الشين وواو وألف ونون من قرى بخارى على أربعة فراسخ منها، والمشهور بالنسبة إليها أبو نصر أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أسد بن كامل بن خالد الأفشواني.
الأقشولية: بفتح الهمزة وسكون الفاء وضم الشين وسكون الواو وكسر اللام وياء مشددة قرية في غربي واسط بينها وبين البلد نحو ثلاثة فراسخ. ينسب إليها حنشي بن محمد بن شعيب أبو الغنايم النحوي الضرير متأخر مات في ذي القعدة سنة. 565.
أفشيرقان: بكسر أوله وسكون ثانيه وكسر الشين وياء ساكنة وراء وقاف وألف ونون. قرية بينها وبين مرزو خمسة فراسخ. منها أبو الفضل العباس بن عبد الرحيم الإفشيرقاني الفقيه الشافعي كان عالما بالأنساب والكتابة.
الأفقوسية: اسم مدينة جزيرة قبرس وهو تعريب أفقديون بالرومية معناه خير موضع خبرني بذلك رجل عربي من أهل قبرس.
أفكان: قالوا: هو اسم مدينة كانت ليعلى بن محمد، ذات أرحية وحمامات وقصور.
الأفلاج: جمع فلج بالتحريك، وقد ذكر في موضعه من هذا الكتاب مبسوطا وهو باليمامة. قال امرؤ القيس:
بعيني ظعن الحي لما تحملوا ** على جانب الأفلاج من بطن تيمرا أفلاطنس: حصن عظيم عال مشرف جدا من أعمال جبل وهرا وهو من أعمال حلب الغربية.
أفلوغوييا: بفتح الهمزة وسكون الفاء وضم اللام وسكون الواو وغين معجمة وواو أخرى ساكنة ونون وياء وألف. مدينة كبيرة من بلاد الأرمن من نواحي أرمينية ولا يعرف أنها خرج منها فاضل قط ولهذه المدينة رستاق وقلاع حصينة منها قلعة يقال لها وريمان في وسط البحر عن سن جبل لا ترام وهناك نهر يغور في الأرض يقال له نهر نصيبين والجذام يسرع في أهلها لأن أكثر أكلهم الكرنب والغدد فيهم طبع وفيهم خدمة للضيف وقرى وحسن طاعة لرهبانهم حتى إنهم إذا حضرت أحدهم الوفاة أحضر القس ودفع إليه مالا واعترف له بذنب ذنب مما عمله فيستغفر له القس ويضمن له الصفح والعفو عن ذنوبه ويقال إن القس يبسط كساء فكلما ذكر له المريض ذنبا بسط القس كفيه فإذا فرغ من إقراره بالذنب ضم إحدى يديه إلى الأخرى كالقابض على الشيء ثم يطرحه في التراب فإذا فرغ من إقراره بذنوبه جمع القس أطراف كسائه وخرج أي أنني قد جمعت ذنوبك في هذا الكساء ويذهب فينفض الكساء في الصحراء وهذه سنة عجيبة غريبة.
إفليج: بكسر الهمزة والجيم. موضع أحسبه باليمن أفليلاء: بفتح الهمزة قال ابن بشكوال. قرية من قرى الشام ينسب إليها أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن زكريا بن مفرج بن يحيى بن زياد بن عبد الله بن خالد بن سعد بن أبي وقاص الوزير الأديب الفاضل الأندلسي شرح ديوان أبي الطيب المتنبي. مات في ذي القعدة سنة 441 ومولده في شوال سنة 352 أفوى: مقصور مفتوح الأول ساكن الثاني. قرية من قرى كورة البهنسا من نواحي الصعيد بمصر.
الأفهار: كأنه جمع فهر من الحجارة موضع في قول طفيل بن علي الحنفي:
فمنعرج الأفهار قفر بسابس ** فبطن خوي ما بروضته شفر أفيح: بضم الهمزة وفتح الفاء بلفظ التصغير عن الأصمعي وغيره يقوله بفتح أوله وكسر ثانيه موضع بنجد قال عروة بن الورد:
أقول له يا مال أمك هابل ** متى حبست على أفيح تعقل
بديمومة ما إن يكاد يرى بها ** من الظمإ الكوم الجلال تبول
تنكر آيات البلاد لمالك ** وأيقن أن لا شيء فيها يعول وقال ابن مقبل:
وقد جعلن أفيحا عن شمايلها ** بانت مناكبه عنها ولم يبن أفيعية: بالضم ثم الفتح والعين مهملة. منهل لسليم من أعمال المدينة في الطريق النجدي إلى مكة من الكوفة أفيق: بلفظ التصغير. موضع في بلاد بني يربوع. يقال أفاق وأفيق قال أبو دواد الإيادي:
ولقد اغتدى يدافع ركني ** صنتع الخد أيد القصرات
وأرانا بالجزع جزع أفيق ** يتمشى كمشية الناقلات أفيق: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وقاف قرية من حوران في طريق الغور في أول العقبة المعروفة بعقبة أفيق والعامة تقول فيق تنزل في هذه العقبة إلى الغور وهو الأردن وهي عقبة طويلة نحو ميلين قال حسان بن ثابت:
لمن الديار أقفرت بمعان ** بين أعلى اليرموك فالصمان
فقفا جاسم فدار خليد ** فأفيق فجانبي ترفلان وفي كتاب الشام عن سعيد بن هاشم بن مرثد عن أبيه قال أخبرونا عن منخل المشجعي قال رأيت في المنام قائلا يقول لي إن أردت أن تدخل الجنة فقل كما يقول مؤذن أفيق قال فسرت إلى أفيق فلما أذن المؤذن قمت إليه فسألته عما يقول إذا أذن فقال أقول لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لايموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير أشهد بها مع الشاهدين وأحملها عن المجاهدين وأعدها ليوم الدين وأشهد أن الرسول كما أرسل والكتاب كما أنزل وأن القضاء كما قدر وأن الساعة آتية لاريب فيها وأن الله يبعث من في القبور عليها أحيا وعليها أموت وعليها أبعث إن شاء الله تعالى.
أفي: بالضم ثم الفتح والياء مشددة موضع في شعر نصيب:
ونحن منعنا يوم أول نساءنا ** ويوم أفي والأسنة ترعف باب الهمزة والقاف وما يليهما
الأقاعص: جمع أقعص: موضع في شعر عدي بن الرقاع العاملي:
هل عند منزلة قد أقفرت خبر ** مجهولة غيرتها بعدك الغير
بين الأقاعص والسكران قد درست ** منها المعارف طرا ما بها أثر
أقتد: بضم التاء فوقها نقطتان موضع في بلاد فهم قال قيس بن العيزارة الهذلي: