أجناد الشام: جمع جند. وهي خمسة جند فلسطين وجند الأردن وجند دمشق وجند حمص وجند قنسرين. قال أحمدبن يحيى بن جابر اختلفوا في الأجناد فقيل سمى المسلمون فلسطين جند الأنه جمع كورا والتجند التجمع وجندت جند ا أي جمعت جمعا وكذلك بقية الأجناد وقيل سميت كل ناحية بجند كانوا يقبضون أعطياتهم فيه، وذكروا أن الجزيرة كانت مع قنسرين جند ا واحدأ فأفردها عبد الملك بن مروان وجعلها جند ا برأسه ولم تزل قنسرين وكورها مضمومة إلى حمص حتى كان ليزيد بن معاوية فجعل قنسرين و إنطاكية ومنبج جند ا برأسه فلما استخلف الرشيد أفرد قنسرين بكورها فجعلها جند ا وأفرد العواصم كما نذكره في العواصم إن شاء الله، وقال الفرزدق:
فقلت ما هو إلا الشام تركبه ** كأنما الموت في أجناده البغر - والبغر- داء يصيب الإبل تشرب الماء فلا تروى.
أجنادين: بالفتح ثم السكون ونون وألف وتفتح الدا ل فتكسر معها النون فيصير بلفظ التثنية وتكسر الدال وتفتح النون بلفظ الجمع وأكثر أصحاب الحد يث يقولون إنه بلفظ التثنية ومن المحصلين من يقوله بلفظ الجمع. وهو موضع معروف بالشام من نواحي فلسطين، وفي كتاب أبي حذيفة إسحاق بن بشر بخط أبي عامر العبدري أن أجناد ين من الرملة من كورة بيت جبرين كانت به وقعة بين المسلمين والروم مشهورة، وقالت العلماء بأخبار الفتوح شهد يوم أجنادين مائة ألف من الروم سرب هرقل أكثرهم وتجمع الباقي من النواحي وهرقل يومئذ بحمص فقاتلوا المسلمين قتالأ شديد ا ثم إن الله تعالى هزمهم وفرقهم وقتل المسلمون منهم خلقا، واستشهد من المسلمين طائفة منهم عبد الله بن الزبيربن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف وعكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام وأبلى خالد بن الوليد يومئذ بلاء مشهورا وانتهى خبر الوقعة إلى هرقل فنخب قلبه وملىء رعبا فهرب من حمص إلى إنطاكية وكانت لاثتتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة قبل وفاة أبي بكررضي الله عنه بنحو شهر. فقال زياد بن حنظلة:
ونحن تركنا أرطبون مطردا ** إلى المسجد الأقصى وفيه حسور
عشية أجنادين لما تتابعوا ** وقامت عليهم بالعراء نسور
عطفنا له تحت العجاج بطعنة ** لها نشج نائي الشهيق غزير
فطمنا به الروم العريضة بعده ** عن الشام أدنى ما هناك شطير
تولت جموع الروم تتبع إثره ** تكاد من الذعر الشديد تطير
وغود ر صرعى في المكر كثيرة ** وعاد إليه الفل وهو حسير وقال كثير بن عبد الرحمن:
إلى خير أحياء البرية كلها ** لذي رحم أو خلة متأسن
له عهد ود لم يكدر بريبة ** وقوال معروف حديث ومزمن
وليس امرو من لم ينل ذاك كأمرىء ** بدا نصحه فاستوجب الرفد محسن
فإن لم تكن بالشام داري مقيمة ** فإن بأجنادين كني ومسكني
منازل صد ق لم تغير رسومها ** وأخرى بميا فارقين فموزن أجنقان: بالفتح ثم السكون وكسر النون وقاف وألف ونون ويروى بمد أوله وقد ذكر قبل. وهي من قرى سرخس ويقال له أجنكان بلسانهم أيضا.
أجول: يجوز أن يكون أفعل من جال يجول وأن يكون منقولا من الفرس الأجولى وهو السريع والأصل أن الأجول واحد الأجاول. وهي هضبات متجاورات بحذاء هضبة من سلمى وأجإ فيها ماء وقيل أجول واد أو جبل في ديار غطفان عن نصر.
أجوية: كأنه جمع جواء وقد ذكر الجواء في موضعه من هذا الكتاب. هو ماء لبني نمير بنا حية اليمامة.
أجياد: بفتح أوله وسكون ثانية كأنه جمع جيد وهو العنق وأجياد أيضا جمع جواد من الخيل يقال للذكر والأنثى وجياد وأجاويد حكاه أبو نصر إسماعيل بن حماد وقد قيل في اسم هذا. الموضع جياد أيضا وقد ذكر في موضعه، وقال الأعشى ميمون بن قيس:
فما أنت من أهل الحجون ولا الصفا ** ولا لك حق الشرب من ماء زمزم
ولا جعل الرحمن بيتك في العلا ** بأجياد غربي الصفا والمحرم
وقال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة:
هيهات من أمة الوهاب منزلنا ** لما نزلنا بسيف البحر من عدن
وجاورت أهل أجياد فليس لنا ** منها سوى الشوق أو حظ من الحزن وذكره في الشعر كثير.، واختلف في سبب تسميته بهذا الاسم فقيل سمي بذلك لأن تتبعا لما قدم مكة ربط خيله فيه فسمي بذلك وهما أجيادان أجياد الكبير وأجياد الصغير. وقال أبوالقاسم الخوارزمي أجياد موضع بمكة يلي الصفا. وقال أبو سعيد السيرافي في كتاب جزيرة العرب من تأليفه هو موضع خروج دابة الارض وقرأت فيما أملاه أبو الحسين أحمد بن فارس على بديع بن عبد الله الهمذاني بإ سناد له أن الخيل العتاق كانت محرمة كسائر الوحش لا يطمع في ركوبها طامع ولا يخطر ارتباطها للناس على بال ولم تكن ترى إلا في أرض العرب وكانت مكرمة ادخرها الله لنبيه وابن خليله إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام وكان اسم اسماعيل أول من ذللت له الخيل العتاق وأول من ركبها وارتبطها فذكر أهل العلم أن الله عز وجل أوحى إلى اسماعيل عليه السلام إني ادخرت لك كنزأ لم أعطه أحدا قبلك فاخرج فنا د بالكنز فأتى أجيادا فألهمه الله تعالى الدعاء بالخيل فلم يبق في بلاد الله فرسى إلا أتاه فارتبطها بأجياد فبذلك سمي المكان أجيادا ويؤيد هذا ما قاله الأصمعي في تفسير قول بشر بن أبي خازم:
حلفت برب الداميات نحورها ** وما ضم أجيا د المصلى ومذهب
لئن شبنت الحرب العوان التي أرى ** وقد طال أبعاد بها وترهب