والبصرة:: أيضا، بلد في المغرب في أقصاه قرب السوس خربت، قال ابن حوقل وهو يذ كر مدن المغرب من بلاد البربر: والبصرة مدينة مقتصدة عليها سور ليس بالمنيع ولها عيون خارجها عليها بساتين يسيرة وأهلها ينسبون إلى السلامة والخير والجمال وطول القامة واعتدال الخلق وبينها وبين المدينة المعروفة بالأقلام أقل من مرحلة وبيها وبين مدينة يقال لها: تسمس أقل من مرحلة أيضا ولما ذكر المدن التي على البحر قال: ثم تعطف على البحر المحيط يسارا وعليه من المدن قريبة منه وبعيدة جرماية وساوران والحجا على نحر البحر ودونها في البر مشرقا الأقلام ثم البصرة، وقال البشاري: البصرة مدينة بالمغرب كبيرة كانت عامرة وقد خربت وكانت جليلة وكان قول البشاري هذا في سنة 378، وقرأت في كتاب المسالك والممالك لأبي عبيد البكري الأندلسي بين فاس والبصرة أربعة أيام، قال: والبصرة مدينة كبيرة وهي أوسع تلك البلاد مرعى وأكثرها ضرعا ولكثرة ألبانها تعرف ببصرة الذبان وتعرف ببصرة الكتان كانوا يتبايعون في بدء أمرها في جميع تجاراتهم بالكتان وتعرف أيضا بالحمراء لأنها حمراء التربة وسورها مبني بالحجارة والطوب وهي بين شرفين ولها عشرة أبواب وماؤها زعاق وشرب أهلها من بئر عذبة على باب المدينة وفي بساتينها آبار عذبة ونساء هذه البصرة مخصوصات بالجمال الفائق والحسن الرائق ليس بأرض المغرب أجمل منهن، قال أحمد بن فتح المعروف بابن الخزاز التيهرتي يمدح أبا العيش عيسى بن إبراهيم بن القاسم::
قبح الإله الدهر إلا قينة ** بصرية في حمرة وبياض
الخمر في لحظاتها والورد في ** وجناتها والكشح غير مفاض
في شكل مرجي ونسك مهاجر ** وعفاف سني وسمت إباض
تيهرت أنت خلية وبرقة ** عوضت منك ببصرة فاعتاض
لا عذر للحمراء في كلفي بها ** أو تستفيض بأبحر وحياض قال: ومدينة البصرة مستحدثة أسست في الوقت الذي أسست فيه أصيلة أو قريبا منه.
بصرى: في موضعين بالضم والقصر، إحداهما بالشام، من أعمال دمشق وهي قصبة كورة حوران مشهورة عند العرب قديما وحديثا ذكرها كثير في أشعارهم، قال أعرابي:
أيا رفقة من آل بصرى تحملوا ** رسالتنا لقيت من رفقة رشدا
إذا ما وصلتم سالمين فبلغوا ** تحية من قد ظن أن لا يرى نجدا
وقولا لهم ليسى الضلال أجازنا ** ولكننا جزنا لنلقاكم عمدا
وإنا تركنا الحارثي مكبلا ** بكبل الهوى من ذكركم مضمرا وجدا وقال الصمة بن عبد الله القشيري:
نظرت وطرف العين يتبع الهوى ** بشرقي بصرى نظرة المتطاول
لأبصر نارا أوقدت بعد هجعة ** لريا بذات الرمث من بطن حائل وقال الرماح بن ميادة:
ألا لا تلطي الستر يا أم جحدر ** كفى بذرى الإعلام من دوننا سترا
إذا هبطت بصرى تقالع وصلها ** وأغلق بوابان من دونها قصرا
فلا وصل إلا أن تقارب بيننا ** قلائص يحسرن المطي بنا حسرا
فيا ليت شعري هل يحلن أهلها ** وأهلي روضات ببطن اللوى خضرا
وهل تأتيني الريح تدرج موهنا ** برياك تعروري بها عقدا عفرا ولما سار خالد بن الوليد من العراق لمدد أهل الشام قدم على المسلمين وهم نزول ببصرى فضايقوا أهلها حتى صالحوهم على أن يؤدوا عن كل حالم دينارا وجريب حنطة وافتتح المسلمون جميع أرض حوران وغلبوا عليها وقتئذ وذلك في سنة 13، وبصرى أبضا من قرى بغداد قرب عكبراء وإياها عنى ابن الحجاج، بقوله:
ولعمر الشباب ما كان عني ** أول الراحلين من أحبابي
إن تولى الصباء عني فإني ** قد تعزيت بعده بالتصابي
أيظن الشباب أني مخل ** بعده بالسماع أو بالشراب
حاش لي حانتي أوانا وبصرى ** للدنان التي أرى والخوابي
إن تلك الظروف أمست خدورا ** لبنات الكروم والأعناب
بشمول كأنما اعتصروها ** من معاني شمائل الكتاب
والمعاني إذا تشابهت الأجن ** اس تجري مجاري الأنساب وإليها ينسب أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن خلف البصروي الشاعر قرأ الكلام على المرتضى الموسوي كتب عنه أبو بكر الخطيب من شعره أقطاعا، منها:
ترى الدنيا وزهرتها فتصبو ** ولا يخلو من الشهوات قلب
ولكن في خلائقها نفار ** ومطلبها بغير الحظ صعب
كثيرا ما نلوم الدهر مما ** يمر بنا وما للدهمر ذنب
ويعتب بعضنا بعضا ولولا ** تعذر حاجة ما كان عتب
فضول العيش أكثرها هموم ** وأكثر ما يضرك ما تحب
فلا يغررك زخرف ما تراه ** وعيش لين الأعطاف رطب
فتحت ثياب قوم أنت فيهم ** صحيح الرأي داء لا يطب
إذا ما بلغة جاءتك عفوا ** فخذها فالغنى مرعى وشرب
إذا اتفق القليل وفيه سلم ** فلا ترد الكثير وفيه حرب ومات البصروي سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
البصل: بلفظ البصل من الخضر الذي يؤكل ويطبخ، إقليم البصل من إشبيلية من جزيرة الأندلس، وكفر بصل من قرى الشام.
البصلية:: منسوب، محلة في طرف بغداد الجنوبي ومن الجانب الشرقي متصلة بباب كلواذي، ينسب إليها قوم، منهم أبو بكر محمد بن إسماعيل بن علي بن النعمان بن راشد البندار البصلاني كان شيخا ثقة مات في شعبان سنة 311.
بصنا: بالفتح ثم الكسر وتشديد النون، مدينة من نواحي الأهواز صغيرة وجميع رجالهم ونسائهم يغزلون الصوف وينسجون الأنماط والستور البصنية - ويكتبون عليها بصنى وقد تعمل ببرذون وكليوان وغيرهما من المدن المجاورة لبصنا وتدلس بستور بصنى والمعدن بصنى ولهم نهر يسمونه دجلة بصنى فيه سبعة أرحية في السفن والنهر منها على رمية سهم.
بصيدا: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ودال مهملة مقصور، من قرى بغداد ينسب إليها أبو محمد الحسن- عبد الله بن الحسن البصيداي من أهل باب الأزج توفي في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
بصير الجيدور: آخره راء والجيدور بالجيم وياء ساكنة ودال مهملة مضمومة وواو ساكنة وراء، قرية من نواحي دمشق، منها ضحاك بن أحمد بن محمد البصيري كتب عنه أبو عبد الله محمد بن حمزة بن أحمد بن أبي الصقر القرشي الدمشقي بيتي شعر لغيره وأورده في معجمه ونسبه كذلك: باب الباء والضاد وما يليهما
بضاعة: بالضم وقد كسره بعضهم والأول أكثر، وهي دار بني ساعدة بالمدينة وبئرها معروفة، فيها أفتى النبي بأن الماء طهور ما لم يتغير وبها مال لأهل المدينة من أموالهم، وفي كتاب البخاري تفسير القعنيي لبضاعة نخل بالمدينة وفي الخبر أن النبي أتى بئر بضاعة فتوضأ من الدلو وردها إلى البئر وبصق فيها وشربمن مائها وكان إذا مرض المريض في أيامه يقول اغسلوني، من ماء لضاعة فيغسل، فكأنما نشط من عقال، وقالت أسماء بنت أبي بكر: كنا نغسل المرضى من بئربضاعة ثلاثة أيام فيعافون، وقال أبو الحسن الماوردي في كتاب الحاوي: من تصنيفه ومن الدليل على أبي حنيفة مارواه الشافعي عن إبراهيم بن محمد بن سفيط بن أبي أيوب عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري أن النيي قيل له: إنك تتوضأ من بئر بضاعة وهي تطرح فيها المحائض ولحوم الكلاب وما ينحى الناس فقال: الماء لاينجسه شيء فلم يجعل لاختلاط النجاسة بالماء تأثيرا في نجاسته وهذا نص يدفع قول أبي حنيفة، اعترضوا على هذا الحديث بسؤالين، أحدهما أن بئر بضاعة عين جارية إلى بساتين يثرب منها والماء الجاري لا تثبت فيه النجاسة، والجواب عنه أن بئر بضاعة أشهر حالا من أن يعترضوا عليها بهذا السؤال وهي بئر في بني ساعدة، قال أبو داود في سننه: قدرت بئر بضاعة بردائي مددته عليها ثم ذرعته فإذا عرضه ستة أذرع وسألت الذي فتح لي البستان فأدخلني إليها هل غير بناؤها عما كانت عليه فقال:لا ورأيت فيها ماء متغير اللون ومعلوم أن الماء الجاري لا يبقى متغير اللون، قال أبو داود: وسمعت قتيبة بن سعيد يقول سألت قيم بئر بضاعة عن عمقها فقال: أكثر ما يكون الماء فيها إلى