يا عجبا من سفل مثلهم ** كيف أبيحوا جنة مثلها وقال آخر:
اخلع ببغداد العذارا ** ودع التنسك والوقارا
فلقد بليت بعصبة ** ما إن يرون العار عارا
لا مسلمين ولا يهو ** د ولا مجوس ولا نصارى وقدم بعض الهجريين بغداد فاستوبأها. وقال:
أرى الريف يدنو كل يوم وليلة ** وأزداد من نجد وساكنه بعدا
ألا إن بغدادا بلاد بغيضة ** إلي وإن أمست معيشتها رغدا
بلاد ترى الأرواح فيها مريضة ** وتزداد نتنا حين تمطر أو تندا وقال أعرابي مثل ذلك:
ألا يا غراب البين مالك ثاويا ** ببغداد لا تمضي وأنت صحيح
ألا إنما بغداد دار بلية ** هل الله من سجن البلاد مريح وقال أبو يعلى بن الهبارية أنشدني جدي أبو الفضل محمد بن محمد لنفسه:
إذا سقى الله أرضا صوب غادية ** فلا سقى الله غيثا أرض بغداد
أرض بها الحر معدوم كأن لها ** قد قيل في مثل لا حر بالوادي
بل كل ما شئت من علق وزانية ** ومستجد وصفعان وقواد وقال أيضا أبو يعلى بن الهبارية أنشدني معدان التغليي لنفسه:
بغداد دار طيبها آخذ ** نسيمها مني بأنفاسي
تصلح للموسر لا لامرىء ** يبيت في فقر وإفلاس
لو حلها قارون رب الغنى ** أصبح ذا هم ووسواس
هي التي توعد لكنها ** عاجلة للطاعم الكاس
حور وولدان ومن كل ما ** تطلبه فيها سوى الناس بغراز: اخره زاي. قال بعضهم: بطرسوس وأحسبه المذكور بعده.
بغراس: بالسين مكان الزاي. مدينة في لحف جبل اللكام بينها وبين أنطاكية أربعة فراسخ على يمين القاصد إلى أنطاكية من حلب في البلاد المطلة على نواحي طرسوس. قال البلاذرى وكانت أرض بغراس لمسلمة بن عبد الملك ووقفها على سبيل البر وكانت بيد الأفرنج ففتحها صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة 584، وقد ذكره البحتري في شعر مدح به أحمد بن طولون:
سيوف لها في كل دار غدا ردى ** وخيل لها في كل دار غدا نهب
علت فرق بغراس فضاقت بما جنت ** صدور رجال حين ضاق بها درب
ينسب اليها أبو عثمان سعيد بن حرب البغراسي يروي عن عثمان بن خرزاد الأنطاكي وكان حافظا، وأحمد بن إبراهيم البغراسي روى عن أبي بكر الآجري كتب عنه محمد بن بكر بن أحمد وغيره، وقال الحافظ أبوالقاسم محمد بن ابراهيم بن القاسم أبوبكر البغراسي الحضرمي قدم دمشق وحدث في سنة 414 عن أبي علي المحسن بن هبة الله الرملي سمع منه خلف بن مسعود الأندلسي.
بغروند: بفتح الواو وسكون النون والدال كذا وجدته مضبوطا بخط ابن برد الخيار، وهو بلد معدود في أرمينية الثالثة.
بغشور: بضم الشين المعجمة وسكون الواو وراء. بليدة بين هراة ومرو الروذ شربهم من آبار عذبة وزروعهم ومباطخهم أعذاء وهم في برية ليس عندهم شجرة واحدة ويقال لها بغ أيضا رأيتها في شهور سنة 616 والخراب فيها ظاهر، وقد نسب إليها خلق كثير من العلماء والأعيان. منهم أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابوربن شاهنشاه بن بنت أحمد بن منيع بغوي الأصل ولد ببغداد سمع علي بن الجعد وخلف بن هشام البزاز وعبيد الله بن محمد بن عائشة وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني في خلق من الأئمة روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد وعبدالباقي بن قانع ومحمد بن عمر الجعابي والدارقطني وابن شاهين وابن حيوية وخلق كثير وكان ثقة ثبتا مكثرا فهما عارفا وقيل انما قيل له البغوي لأجل جده أحمد بن منيع وأما هو فولد ببغداد وكان محدث العراق في عصره وإليه الرحلة من البلاد وعمر طويلا وكانت ولادته سنة 213 ومات سنة 317، وأبو الأحوص محمد بن حيان البغوي سكن بغداد روى عن مالك وهشيم روى عنه أحمد بن حنبل و غيره. وتوفي سنة 327، والإمام أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي الفقيه العالم المشهور صاحب التصانيف التي منها التهذيب في الفقه على مذهب الشافعي وشرح السنة وتفسير القرآن وغير ذلك وكان يلقب محيي السنة وكان بمرو الروذ وبنج ده مات في شوال سنة 516ومولده في جمادى الأولى سنة 433، وأخوه الحسن وكان أيضا عن أهل العلم ذكر. في التحبير وقال كان رحمه الله رقيق القلب. أنشد رجل:
ويوم تولت الأظعان عنا ** وقوض حاضر وأرن حادي
ممدت الى الوداع يدي وأخرى ** حبست بها الحياة على فؤادي
فتواجد الحسن والفراء وخلع ثيابه التي عليه ومات سنة 529 بغ: هي الي قبلها ويقال لها بغ وبغشور والنسبة إليها بغوي على غير قياس على إحداهما. روى عن أبي محمد الحسين بن بدر بن عبد الله مولى الموفق أنه قال، قال لي عبد الله بن محمد البغوي أنا من قرية بخراسان يقال لها بغاوة. قلت وهذا ليس بصحيح فإن بغاوة بخراسان لأ تحرف وقد رأيت بغشور ورأيت أهلها وهم ينتسبون بغوين.
بغلان: آخره نون. قال أبو سعد بغلان. بلدة بنواحي بلخ وظني أنها من طخارستان وهي العليا والسفلى وهما من أنزه بلاد الله على ما قيل بكثرة الأنهار والتفاف الأشجار وقيل بين بغلان وبلخ ستة أيام. منها قتيبة بن سعد بن جميل بن طريف بن عبد الله أبو رجاء الثقفي مولاهم. قال أحمد بن سيار بن أيوب كان قتيية مولى الحجاج بن يوسف قال الخطيب إنه من أهل بغلان قرية من قرى بلخ ذكر ابن عدي الجرجاني أن اسمه يحيى ولقبه قتيبة، وقال أبو عبد الله محمد بن مندة اسمه علي رحل إلى المدينة ومكة والشام والعراق ومصر سمع مالك بن أنس والليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة وحماد بن زيد وأبا عوانة وسفيان بن عيينة وغيرهم روى عنه أحمد بن حنبل وأبو خيثمة زهير بن حرب وأبو بكر بن أبي شيبة والحسن بن عرفة وأبو زرعة وأبو حاتم والبخاري ومسلم في صحيحيهما وخلق غير هؤلاء وقدم بغداد وحدث بها سنة 216 فجاء أحمد ويحيى وقال قتيبة وكان أول خروجي سنة 172 وكنت يومئذ ابن ثلاث وعشرين سنة وكان قتيبة من الأئمة والثقات والمكثرين من المال والبقر والغنم والإبل والجاه وحسن الخلق ثبتا فيما يروى صاحب سنة وجماعة وكان قد كتب الحديث عن ثلات طبقات وكل أثنى عليه بالجميل ووثقه وكان ينشد:
لولا القضاء الذي لا بد مدركه ** والرزق يأكله الانسان بالقدر
ما كان مثلي في بغلان مسكنه ** ولا يمر بها إلا على سفر
وقال عبد الله بن محمد البغوي مات قتيبة بن سعيد بخراسان بقرية من رستاق بلخ تدعى بغلان وكان أقام بها ونزل بلخ وكانت وفاته في سنة 240 لليلتين خلتا من شعبان ومولده سنة 148 وقال غيره سنة 50.
بغوخك: الخاء معجمة مفتوحة وكاف، من قرى نيسابور. منها أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن سليمان البغوخكي النيسابوري توفي سنة 329.
بغولن: بضم الغين وسكون الواو وفتح اللام ونون. قال أبو سعد وظني أنها من قرى نيسابور. منها أبو حامد أحمد بن إبراهيم بن محمد الفقيه الزاهد البغولني من أصحاب أبي حنيفة وشيخهم في عصره درس بنيسابور فقه أبي حنيفة نيفا وستين سنة سمع بنيسابور والعراق وتوفي في سابع عشر شهر رمضان سنة 383.
بغيبغة: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وباء موحدة مكسورة وغين أخرى كأنه تصغير البغبغة وهو ضرب من الهدير والبغيبغة البئر القريبة الرشاء. قال الراجز:
يا رب ماء لك بالأجبال ** بغيبغ ينزع بالعقال
أجبال طي الشمخ الطوال ** طام عليه ورق الهدال وقال ابن الأعرابي البغيبغ ماء كان قامة أو نحوها. قال محمد بن يزيد في كتاب الكامل رووا أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما أوصى إلى ابنه الحسن في وقف أمواله وأن يجعل فيها ثلاثة من مواليه وقف فيها عين أبي نيزر والبغيبغة قال وهذا غلط لان وقفه هذين الموضعين كان لسنتين من خلافته. قلت أنا وسنذكر عين أبي نيزر في باب العين من كتابنا هذا ونذكر صورة الكتاب الذي كتب في وقفها وتحدث النيزريون أن معاوية كتب إلى مروان بن الحكم وهو والي المدينة أما بعد فإن أمير المؤمنين قد أحب أن يرد الإلفة ويسل السخيمة ويصل الرحم فإذا وصل إليك كتابي فاخطب إلى عبد الله بن