جبل السماق: بلفظ السماق الذي يطبخ به، هو جبل عظيم من أعمال حلب الغربية يشتمل على مدن كثيرة وقرى وقلاع عامتها للإسماعيلية الملحدة وأكثرهم في طاعة صاحب حلب وفيه بساتين ومزارع كلها عذي والمياه الجارية به قليلة إلا ما كان من عيون ليس بالكثيرة في مواضع مخصوصة ولذلك تنبت فيه جميع أشجار الفواكه وغيرها حتى المشمش والقطن والسمسم وغير ذلك وقيل إنه سمي بذلك لكثرة ما ينبت فيه من السماق وقد ذكره شاعر حلبي عصري يقال له عيسى بن سعمان ولم أدركه فقال:
وليلة بت مسروق الكرى أرقا ** ولهان أجمع بين البرء والخبل
حتى إذا نار ليلى نام موقدها ** وأنكر الكلب أهليه من الوهل
طرقتها ونجوم الليل مطرقة ** وحلت عنها وصبغ الليل لم يحل
عهدي بها في رواق الصبح لامعة ** تلوى ضفائر ذاك الفاحم الرجل
وقولها وشعاع الشمس منخرط ** حييت يا جبل السماق من جبل
يا حبذا التلعات الخضر من حلب ** وحبذا طلل بالسفح من طلل
ياساكني البلد الأقصى عسى نفس ** من سفح جوشن يطفي لاعج الغلل
طال المقام فها شوقا إلى وطن ** بين الأحص وبين الصحصح الرمل
جبل الطير: جبل بصعيد مصر قرب أنصنا في شرقي النيل وإنما سمي بذلك لأن صنفا من الطير أبيض يقال له بوقير يجيء في كل عام في وقت معلوم فيعكف على هذا الجبل وفي سفحه كوة فيجيء كل واحد من هذه الطيور فيدخل رأسه في تلك الكوة ثم يخرجه ويلقي نفسه في النيل فيعوم ويذهب من حيث جاء إلى أن يدخل واحد منها رأسه فيها فيقبض عليه شيء من تلك الكوة فيضطرب ويظل معلقا فيه إلى أن يتلف فيسقط بعد مدة فإذا كان ذلك انصرف الباقي لوقته فلا يري شيء من هذه الطيور في هذا الجبل إلى مثل ذلك الوقت من العام القابل، وفي رأس هذا الجبل كنيسة الكف فيها رهبان يقولون إن عيسى عليه السلام أقام بها وأثر كفه بها خبرني بهذه القصة غير واحد من أهل مصر ووجدته أيضا مكتوبا في كتبهم وهو مشهور متداول فيهم. قال: أبو بكر الموصلي المعروف بالهروي الخراط حدثني رجل كبير من أهل تلك البلاد أنه إذا كان العام مخصبا قبضت الكوة على طائرين وإن كان متوسطا قبضت على واحدوإن كانت سنة مجدبة لم تقبض شيئا.
جبل الفضة: موضع، ينسب إليه أبو إسحاق إبراهيم بن الشاد الجبلي سكن هراة وورد بغداد وحدث بها عن محمد بن عبد الرحمن السامي الهروي ومحمد بن إسحاق بن خزيمة وذكره الخطيب وأظن هذا الجبل هو جبل بنجهير وقد تقدم ذكره.
جبل بني هلال: بحوران، من أرض دمشق تحته قرى كثيرة، منها قرية تعرف بالمالكية بها قدح خشب يزعمون أنه كان لرسول الله .
الجبل: كورة بحمص.
الجبل: هو اسم جامع لهذه الأعمال التي يقال لها الجبال وقد تقدم ذكرها والعامة في أيامنا يسمونها العراق، وقد نسب إليها خلق كثير، منهم علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني الجبلي روى عن محمد بن علي الوجيهي روى عنه أبو حازم العبدوي ونسب كذلك لأن همذان من بلاد الجبل، وأبو عبدان عبد العزيز بن صالح الجبلي البروجردي روى عن أبي بكر أحمد بن محمد بن المبارك الحافظ وغيره وروى عنه أبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن البوشنجي الصوفي وأبو عبد الله بختيار بن عبد الله الحاجبي وغيرهما، وأحمد بن الحسن بن الفرج بن محمد بن الحسين الجبلي الهمذاني سمع أبا الفضل عبد الواهب بن أحمد بن بوغة الكرابيسي وأبا الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس العبدري وأبا القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني وغيرهم روى عنه أبو سعد المروزي ونسبه كذلك، وجبل هراة نسبها إليه أبا سعد محمد بن الديسق الجبلي الهروي روى عن أبي عمر المليحي لصحيح البخاري وجامع أبي عيسى الترمذي ومات في حدود سنة 520. والجبل موضع بالأندلس نسبها إليه محمد بن أحمد الجبلي الأندلسي روى عن بقي بن مخلد ومات سنة 313، ومحمد بن الحسن الجبلي الأندلسي نحوي شاعر سمعه أبو عبد الله الحميدي.
جبل: بفنح الجيم وتشديد الباء وضمها ولام، بليد بين النغمانية وواسط في الجانب الشرقي كانت مدينة وأما الآن فإني رأيتها مرارا وهي قرية كبيرة، وإياها عنى البحتري بقوله:
حنانيك من هول البطائح سائرا ** على خطر والربح هول دبورها
لئن أوحشتني جبل وخصاصها ** لما آنستني واسط وقصورها وبقاضيها يضرب المثل، وكان من حديثه أن المأمون كان راكبا يوما في صفينة يريد واسطا ومعه القاضي يحيى بن أكثم فرأى رجلا على شاطىء دجلة يعدو مقابل السفينة وينادي بأعلى صوته يا أمير المؤمنين نعم القاضي قاضينا نعم القاضي قاضي جبل فضحك القاضي يحيى بن أكثم فقال: له المأمون ما يضحكك يا يحيى قال: يا أمير المؤمنين هذا المنادي هو قاضي جبل يثني على نفسه فضحك منه وأمر له بشيء وعزله وقال: لا يجوز أن يلي المسلمين من هذا عقله، وينسب إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو عمران موسى بن إسماعيل الجبلي رفيق يحيى بن معين حدث عن عمر بن أبي جعفر خثعم اليماني وحفص بن سالم وغيرهما، والحكم بن سليمان الجبلي روى عن يحيى بن عقبة بن أبي العيزار روى عنه عيسى بن المسكين البلدي، وأبو الخطاب محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم الجبلي الشاعر كان من المجيدين وكان بينه وبين أبي العلاء المعري مشاعرة، وفيه قال أبو العلاء قصيدته:
غير مجد في ملفتي واعتقادي ** نوح باك ولا ترنم شادي
ومات أبو الخطاب في في القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
جبلة: بالتحريك مرتجل، اسم لعدة مواضع، منها جبلة ويقال: شعب جبلة الموضع الذي كانت فيه الوقعة المشهورة بين بني عامر وتميم وعبس وذبيان وفزارة وجبلة هذه هضبة حمراء بنجد بين الشريف والشرف والشريف ماء لبني نمير والشرف ماء لبني كلاب، وجبلة جبل طويل له شعب عظيم واسع لا يرقي الجبل إلا من قبل الشعب والشعب متقارب وداخله متسع وبه عرينة بطن من بجيلة، وقال أبو زياد: جبلة هضبة طولها مسيرة يوم وعرضها مسيرة نصف يوم وليس فيها طريق إلا طريقان فطريق من قبل مطلع الشمس وهو أسفل الوادي الذي يجيء من جبلة وبه ماءة لعرينة يقال لها سلعة وعرينة حي من بجيلة حلفاء في بني كلاب وطريق آخر من قبل مغرب الشمس يسمى الخليف وليس إلى جبلة طريق غير هذين، وقال أبو أحمد: يوم شعب جبلة وهو يوم بين بني تميم وبين بني عامر بن صعصعة فانهزمت تميم ومن ضامها وهذا اليوم الذي قتل فيه لقيط بن زرارة وهو المشهور بيوم تعطيش النوق برأي قيس بن زهير العبسي وكان قد قتل لقيطا جعدة بن مرداس وجعدة هو فارس خيبر، وفيه يقول معقر البارقي: