لم يبق يا خدلة من لداتي ** أبو بنين لا ولا بنات
من مسقط الشحر إلى الفرات ** إلآ يعد اليوم في الأموات
هل مشتر أبيعه حياتي فالشحر بين عمان وعدن. فال الأصمعي: جزيرة العرب أربعة أقسام اليمن ونجد والحجاز والغور وهي تهامة فمن جزيرة العرب الحجاز وما جمعه وتهامة واليمن وسبا والأحقاف واليمامة والشحر وهجر وعمان والطائف ونجران والحجر وديار ثمود والبئر المعطلة والقصر المشيد وإرم ذات العماد وأصحاب الأخدود وديار كندة وجبال طيىء وما بين ذلك.
جزيرة عكاظ: هي حرة إلى جنب عكاظ وبها كانت الوقعة الخامسة من وقائع حرب الفجار. قال خداش بن زهير:
لقد بلوكم فأبلوكم بلاءهم ** يوم الجزيرة ضربا غير تكذيب
إن توعدوني فإني لابن عمكم ** وقد أصابوكم مني بشؤبوب
وإن ورقاء قد أردى أبا كنف ** ابني إياس وعمرا وابن أيوب جزيرة ابن عمر: بلدة فوق الموصل بينهما ثلاثة أيام ولها رستاق مخصب واسع الخيرات وأحسب أن أول من عمرها الحسن بن عمر بن خطاب التغلبي وكانت له امرأة بالجزيرة وذكر قرابه سنة 250، وهذه الجزيرة تحيط بها دجلة إلآ من ناحية واحدة شبه الهلال ثم عمل هناك خندق أجرى فيه الماء ونصبت عليه رحى فأحاط بها الماء من جميع جوانبها بهذا الخندق، وينسب إليها جماعة كثيرة. منهم أبو طاهر إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران الفقيه الجزري الشافعي وكان رجلا كاملا جمع بين العلم والعمل تفقه بالجزيرة على عاملها يومئذ عمر بن محمد البزري وقدم بغداد وسمع بها الحديث ورجع إلى الجزيرة ودرس بها وأفتى إلى أن مات بها في سنة 577 ومولده سنة 517، وأبو القاسم عمر بن محمد بن عكرمة بن البزري الجزري الإمام الفقيه الشافعي. قال ابن شافع وكان أحفظ من بقي في الدنيا على ما يقال بمذهب الشافعي وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة 560 بالجزيرة وخلف تلامذة كثيرة وكان من أصحاب ابن الشاشي، وبنو الأثير العلماء الأدباء وهم مجد الدين المبارك وضياء الدين نصر الله وعز الد ين أبو الحسن علي بنو محمد بن عبد الكريم الجزري كل منهم إمام مات مجد الدين والآخران حيان في سنة 626.
جزيرة قوسنيا: وبعضهم يقول قوسينا. كورة بمصر بين الفسطاط والإسكندرية كثيرة القرى وافرة.
جزيرة كاها ن: ويقال جزيرة بني كاها ن. جزيرة عظيمة وهي جزيرة لافت وهي من بحر فارس بين عمان والبحرين افتتحها عثمان بن أبي العاصي الثقفي في أيام عمر بن الخطاب لما أراد غزو فارس في البحرين مر بها في طريقه وكانت من أجل جزائر البحر عامرة آهلة وفيها قرى ومزارع وهي الآن خراب وذكر المسعودي أنها كانت سنة 333 عامرة آهلة، وقال هشام بن محمد كاها ن اسمه الحارث بن امرئ القيمى بن حجر بن عامر بن مالك بن زياد بن عصر بن عوف بن عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس.
جزبرة لافت: هي جزيرة كاها ن المذكورة قبل هذا.
جزيرة كمران: بالتحريك. جزيرة قبالة زبيد باليمن. قال ابن أبي الدمنة كمران جزيرة وهي حصن لمن ملك يماني تهامة سكن بها الفقيه محمد بن عبدوية تلميذ الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وبها قبره يستسقى به وله تصانيف في أصول الفقه منها كتاب الإرشاد، ويزعمون أن البحر إذا هاج مراكبه ألقها فيه من تراب قبره فيسكن بإذن الله.
جزيرة مزغناي: ويقال جزيرة بني مزغناي وقد مر ذكره في جزائر.
جزيرة مصر: وهي محلة من محال الفسطاط وإنما سميت جزيرة لأن النيل إذا فاض أحاط بها الماء وحال بينها وبين عظم الفسطاط واستقلت بنفسها وبها أسواق وجامع ومنبر وهي من منتزهات مصر فيها بساتين وللشعراء في وصفها أشعار كثيرة منها. قول أبي الحسن علي بن محمد الدمشقي يعرف بالساعاتي.
مل أنس لا أنس الجزيرة ملعبا ** للأنس تألفه الحسان الخرد
يجري النسيم بغصنها وغديرها ** فيهز رمح أو يسل مهند
ويزين دمع الطل كل شقيقة ** كالخد دب به عذار أسود وكتب الساعاتي بلى صديق له نزل من الجزيرة مكانا مستحسنا ولم يدعه إليه من أبيات:
ولقد نزلت من الجزيرة منزلا ** شمع السرور بمثله يتجمع
خضل الثرى نديت ذول نسيمه ** فالمسك من أردانه يتضوع
رقصت على دولابه أغصانه ** فلها به ساق هناك ومسمع
فادع المشوق إليه أول مرة ** ولك الأمان بأنه لا يرجع جزيرة بني نضر: كورة ذات قرى كثيرة من نواحي مصر الشرقية.
الجزيرة: هذا الاسم إذا أطلقه أهل الأندلس أرادها بلاد مجاهد بن عبد الله العامري، وهي جزيرة ميورقة وجزيرة ميورقة أطلقها ذلك لجلالة صاحبها وكثرة استعمالهم ذكرها فإنه كان محسنا إلى العلماء مفضلا عليهم وخصوصا على القراء وهو صاحب دانية مدينة في شرقي الأندلس تجاه هاتين الجزيرتين ويكنى مجاهد بأي الجيش ويلقب بالموفق وكان مملوكا روميا لمحمد بن أي عامر وكان أديبا فاضلا وله كتاب في العروض صنفه ومات سنة 406 فقام مقامه ابنه إقبال الدولة.
الجزنرة: أيضا بالضم. موضع باليمامة فيه نخل لقوم من تغلب.
الجزيز: بالضم وزايين معجمتين وكذا قرأته بخط اليزيدي في قول الفضل بن العباس:
يا دار أقوت بالجزع في الأخياف ** بين حزم الجزيز فالأجراف
جزين: بالضم ثم الكسر وياء ساكنة ونون. من قرى نيسابور أفادنيها الحافظ أبو عبد الله بن النجار.
جزين: بكسرتين. قرية كبيرة قريبة من أصبهان نزهة ذات أشجار ومياه ومنبر وجامع. بها قبر المظفر بن الزاهد عن الحافظ أبى عبد الله أيضا.
[عدل] باب الجيم والسين وما يليهما

جسداء: بالتحريك والمد، ويروى عن أبي مالك والغوري بضم الجيم. موضع. قال لبيد:
فبتنا حيث أمسينا قريبا ** على جسداء تنبحنا الكلاب وفي كتاب الزمخشري، قال أبو مالك جسداء ببطن جلذان موضع.
الجشر: بكسر الجيم إذا قالها الجسر ويوم الجسر ولم يضيفوه إلى شيء فإنما يريدون الجسر الذي كانت فيه الوقعة بين المسلمين والفرس. قرب الحيرة، ويعرف أيضا بيوم قس الناطف، وكان من حديثه أن أبا بكر رضي الله عنه أمر خالد بن الوليد وهو بالعراق بالمسير إلى الشام لنجدة المسلمين ويخلف بالعراق المثئى بن حارثة الشيباني فجمعت الفرس لمحاربة المسلمين وكان أبو بكر قد مات فسير المثنى إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعرفه بذلك فندب عمر الناس إلى قتال الفرس فهابوهم فانتدب أبو عبيد بن مسعود الثقفي والد المختار بن أبي عبيد في طائفة من المسلمين فقدمها إلى بانقيا فأمر أبو عبيد بعقد جسر على الفرات ويقال بل كان الجسر قديما هناك لأهل الحيرة يعبرون عليه إلى ضياعهم فأصلحه أبو عبيد و ذلك في سنة 13 للهجرة وعبر إلى عسكر الفرس وواقعهم فكثرها على المسلمين ونكها فيهم نكاية قبيحة لم ينكها في المسلمين قبلها ولا بعدها مثلها وقتل أبو عبيد رحمه الله وانتهى الخبر إلى المدينة. فقال حسان بن ثابت:
لقد عظمت فينا الرزية إننا ** جلاد على ريب الحوادث والدهر