ونحن قتلنا في جلولا أثابرا ** ومهران إذ عزت عليه المذاهب
ويوم جلولاء الوقيعة أفنيت ** بنو فارس لما حوتها الكتائب
والشعر في ذكرها كثير. وجلولاء أيضا مدينة مشهورة بإفريقية بينها وبين القيروان أربعة وعشرون ميلا وبها آثار وأبراج من أبنية الأول وهي مدينة أزلية مبنية بالصخر وبها عين ثرة في وسطها وهي كثيرة الأنهار والثمار وأكثر رياحينها الياسمين وبطيب عسلها يضرب المثل لكثرة ياسمينها وبها يربب أهل القيروان السمسم بالياسمين لدهن الزنبق وكان يحمل من فواكهها إلى القيروان في كل وقت ما لا يحصى، وكان فتحها على يدي عبد الملك بن مروان وكان مع معاوية بن خديج في جيشه فبعث إلى جلولاء ألف رجل لحصارها فلم يصنعها شيئا فعادها فلم يسيرها إلا قليلا حتى رأى ساقة الناس غبارا شديدا فظنها أن العدو قد تبع الناس فكر جماعة من المسلمين إلى الغبار فإذا مدينة جلولاء قد تهدم سورها فدخلها المسلمون فانصرف عبد الملك بن مروان إلى معاوية بن خديج بالخبر فأجلب الناس الغنيمة فكان لكل رجل من المسلمين مائتا درهم وحظ الفارس أربعمائة درهم.
جلولتين: اللام الثانية مفتوحة والتاء مفتوحة فوقها نقطتان وياء ساكنة ونون. قرية من قرى بعلبك قريبة من النهروان. سمع بها أبو سعد من أبي البقاء كرم بن بقاء بن ملاعب الجلولتيني.
جلوة: بسكون اللام وفتح الواو. من مياه الضباب بالحمى حمى، ضرية وربما قيل له جلوى بالقصر والله اعلم.
الجلهتان. وجلهتا الوادي ناحيتاه وحرفاه وأكثر العلماء يرون أن لبيدا عنى ذلك بقوله:
وعلا فروع الأيهقان وأطفلت ** بالجلهتين ظباؤها ونعامها إلا أبا زياد الكلابي فإنه قال الجلهتان. مكانان بالحمى حمى ضرية وأنشد البيت.
الجلهمتان: بالضم ثم السكون وضم الهاء أيضا وفتح الميم تثنية الجلهمة وهو في حديث أبي سفيان أنه قال للنبي ما كدت تأذن لي حتى تأذن لحجارة الجلهمتين. قال الأزهري: قال شمر لم أسمع الجلهمة إلا في هذا الحديث وفي حرف آخر روي عن أبي زيد هذا جلهم والجلهمة الفأرة الضخمة قال: وحي من ربيعة يقال لهم: الجلاهم. وقال أبو عبيد أراه أراد الجلهة وهي فم الوادي فزاد فيه ميما فقال جلهمة وهكذا رواه بفتح الجيم والهاء وأنشد:
بجلهمة الوادي قطا نواهض. قال الأزهري: وقد زادت العرب الميم في حروف كثيرة منها قولهم قصمل الشيء إذا كسره في حروف كثيرة عددها. قلت أنا وهذا وإن لم يصح أنه مكان بعينه فإن السامع لهذا الحديث يظنه كذلك فلذلك ذكر.
جليانة: بالكسر ثم السكون وياء وألف ونون. حصن بالأندلس من أعمال وادي ياش حصين كثير الفواكه ويقال لها: جليانة التفاح لجلالة تفاحها وطيبه وريحه قيل: إذا أكل وجد فيه طعم السكر والمسك. منها عبد المنعم بن عمر بن حسان الشاعر الأديب الطبيب كان عجيبا في عمل الأشعار التي تقرأ القطعة الواحمة بعدة قواف ويستخرج منها الرسائل والكلام الحكمي مكتوبا في خلال الشعر وكان يعمل من ذلك دوائر وأشجارا وصورا سكن دمشق وكانت معيشته الطب يجلس باللبادين على دكان بعض العطارين كنلك لقيته ووقفني على أشياء مما ذكرته وأنشدني لنفسه ما لم أضبطه عنه ومات بدمشق سنة 603 وأنشدني السديد عمر بن يوسف الققصي. قال: أنشدني عبد المنعم الجلياني لنفسه:
وهل ثم نفس لا تميل إلى الهوى ** محال ولكن ثم عزم الصبر
سلالة هذا الخلق من ظهر واحد ** وللكل شرب من قوى ذلك الظهر جليجل: تصغير جلجل. منزل في طريق البرية من دمشق دون القريتين بينه وبين دمشق مرحلتان لمن يقصد الشرق به خان رأيته غير مرة.
جليقية: بكسرتين واللام مشددة وياء ساكنة وقاف مكسورة وياء مشددة وهاء. ناحية قرب ساحل البحر المحيط من ناحية شمال الأندلس في أقصاه من جهة الغرب وصل إليه موسى بن نصير لما فتح الأندلس وهي بلاد لا يطيب سكناها لغير أهلها، وقال ابن ماكولا الجليقي نسبة إلى بلدة من بلاد الروم المتاخمة للأندلس يقال لها: جليقة. منها عبد الرحمن بن مروان الجليقي من الخارجين بالأندلس في أيام بني أمية وقد صنف في أخباره تاريخ.
الجليل: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ولام آخرى جبل الجليل في ساحل الشام ممتد إلى قرب حمص كان معاوية يحبس في موضع منه من يظفر به ممن ينبزبقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه. منهم محمد بن أبي حذيفة وكريب بن أبرهة وهناك قتل عبد الرحمن بن عديس البلوي قتله بعض الأعراب لما اعترف عنده بقتل عثمان كذا قال أبو بكر بن موسى، وقال ابن الفقيه وكان منزل نوح عليه السلام في جبل الجليل بالقرب من حمص في قرية تدعى سحر ويقال إن بها فار التنور. قال: وجبل الجليل بالقرب من دمشق أيضا يقال: إن عيسى عليه السلام دعا لهذا الجبل أن لا يعدو سبعه ولا يجدب زرعه وهو جبل يقبل من الحجاز فما كان بفلسطين منه فهو جبل الحمل وما كان بالأردن فهو جبل الجليل وهو بدمشق لبنان وبحمص سنير، وقال أبو قيس بن الأسلت:
فلولا ربنا كنا يهودا ** وما دين اليهود بذي شكول
ولولا ربنا كنا نصارى ** مع الرهبان في جبل الجليل
ولكنا خلقنا إذ خلقنا ** حنيف ديننا عن كل جيل وقال الحافظ أبو القاسم الدمشقي واصل بن جميل أبو بكر السلاماني من بني سلامان الجليلي من جبل الجليل من أعمال صيداء وبيروت من ساحل دمشق حدث عن مجاهد ومكحول وعطاء وطاوس والحسن البصري روى عنه الأوزاعي وعمر بن موسى بن وجيه الوجيهي، وقال يحيى بن معين واصل بن جميل مستقيم الحديث ولما هرب الأوزاعي من عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس اختبأ عنده وكان الأوزاعي يحمد ضيافته ويقول ما تهنأت بضيافة أحد مثل ما تهنأت بضيافتي عنده وكان خبأني في هرى العدس فإذا كان العشاء جاءت الجارية فأخذت من العدس فطبخت ثم جاءتني به فكان لا يتكلف فتهنأت بضيافته، وذو الجليل واد قرب مكة. قال بعضهم:
بذي الجليل على مستأنس وحد ** وذو الجليل أيضا واد بقرب أجإ. جلية: بلفظ تصغير الجلي وهو الواضح. قال نصر. موضع قرب وادي القرى من وراء بدا وشغب.
[عدل] باب الجيم والميم وما يليهما

الجماء: بالفتح وتشديد الميم والمد يقال للبنيان الذي لا شرف له أجم ولمؤنثه جماء ومنه شاة جماء لا قرن لها والجم في الأصل الكثير من كل شيء ومنه جمة الرأس لمجتمع الشعر فأما أجم وجماء في البنيان فهو من النقص فيكون هو والله أعلم نحو قولهم أشكيته إذ أزلت شكواه وأعجمت الكتاب إذا أزلت عجمته وله نظائر. والجماء جبيل من المدينة على ثلاثة أميال من ناحية العقيق إلى الجرف، وقال أبو القاسم محمود بن عمر الجماء: جبيل بالمدينة سميت بذلك لأن هناك جبلين هي أقصرهما فكأنها جماء.
وفي كتاب أبي الحسن المهلبي الجماء اسم هضبة سوداء قال وهما جماها ن يعني هضبتين من يمين الطريق للخارج من المدينة إلى مكة. قال حسان بن ثابت:
وكان بأكناف العقيق وبيده ** يحط من الجماء ركنا ململما وفي كتاب أحمد بن محمد الهمذاني الجماها ت ثلاث بالمدينة فمنها: جماء تضارع التي تسيل إلى قصر أم عاصم وبئر عروة وما والى ذلك وفيها يقول احيحة بن الجلاح:
إني والمشعر الحرام وما ** حجت قريش له وما نحروا
لاآخذ الخطة الدنية ما ** دام يرى من تضارع حجر ومنه مكيمن الجماء وفيه يقول سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت: