يحكى أن أحد علماء العرب فى علم الكيمياء والأدوية كان يسهر حتى ساعة متأخرة يبتكر أنواعاً مختلفة من الأدوية ،

وكان حريصاً على أن تبقى تجاربه سرية كعادة العلماء حتى لايسبقه أحد إلى معرفتها ، فلم يتخذ لنفسه مساعداً ،

وعندما تقدمت به السن أشارت عليه زوجته أن يتخذ أحد تلاميذه مساعداً له ، فرفض حتى لاتتسرب أسرار تجاربه ، ولكنها أقنعته أن يستخدم من يثق فيه من تلاميذه وهم كثير ،

فوافق على أحدهم ، وبدأ الشاب فى مساعدة العالم الكبير ، فكان لايعود إلى بيته إلا فى ساعة متأخرة .

وذات يوم أراد العالم أن يختبر أمانة تلميذه ومساعده ، فأعطاه ظرفاً كبيراً واختار يوماً شديد العواصف ، وقال له :

يابنى ...داخل هذا الظرف أسرار علمية خطيرة لم يتوصل إليها أحد إلا أنا ، وأريدك أن تحملها إلى صديقى العالم فى منطقة الجنوب ،ولاتجعل أحداً يفتح الظرف إلا هو .

وانطلق الشاب فى هذا اليوم العاصف نحو الجنوب ، وجلس على صخرة يستريح قليلاً ، وأخذ يحدث نفسه : ترى ماهى الأسرار العلمية التى بداخل الظرف ؟؟ ولماذا يخفى على أستاذى هذه الأسرار ؟ ألست أنا مساعده ، ومن حقى أن أعرف ؟!

وفتح الشاب الظرف ، فطارت منه ريشة ملونة ، وأخذ الشاب ينظر إليها فى دهشة ، حتى اختفت عن نظره فى مكان بعيد فوق الجبل ،

ونظر الشاب داخل الظرف ، ودس يده فيه ، فوجد به قصاصة ورق مكتوباً عليها :

إلى صديقى العالم ، إذا وصلتك رسالتى وبها ريشة ملونة بأصباغ كيميائية خاصة ، فأعط مساعدى الثلاثين ألف درهم التى عندك ، ولاتنس أن ترد إلى ريشتى .

حار الشاب ماذا يفعل وقد أخذت العواصف الريشة الملونة إلى مكان سحيق فوق الجبل ، وأخذ يبكى ولم يكن أمامه إلا العودة إلى العالم الذى قال له :

كيف ذهبت بهذه السرعة يابنى ؟ قال الشاب :

أنا لم أذهب ياسيدى ...لقد فتحت الظرف لأعرف مابه من أسرار علمية .

فقال له العالم بسخرية : وهل عرفتها الآن ؟

لقد نويت أن أعطيك الثلاثين ألف درهم مقابل أمانتك ، ولكنك أخفقت فى أول امتحان ...

اذهب فلا حاجة لى بك ، فمن خان هان