المفاجأة

ويروي عبد الرحمن" أن المفاجأة كانت في اليوم السابع بينما كنت
في المنزل مع أحد المواطنين من أصل سوري من طرطوس، جئت به للعيش معي ريثما تنحسر
المياه التي غمرت كامل منزله، اقترب قارب للجيش الأمريكي وعلى متنه سبعة مسلحين
بالسلاح الكامل من منزلي وسألوني ماذا أفعل هنا، فأجبتهم بأنه منزلي لم يصدقوني
وطلبوا أوراقي الثبوتية، وعندما رأوا اسمي العربي بدت عليهم ملامح وكأنهم اكتشفوا
خليه إرهابية ،حاولت إحضار ورقة سجلت عليها بعض الأرقام الهاتفية، لقموا السلاح
وهددوني بإطلاق النار مع أقل حركة، قيدونا وأخذونا بفان مغلق إلى محطة باصات وقطار
للنقل الخارجي للركاب سيطر عليها الجيش وحولها إلى مركز عمليات وأعدت على عجل كي
تكون مركز اعتقال مؤقتة (حيث بات هناك حالة من الفوضى و كثرت في ذلك الحين عمليات
السرقة والنهب والقتل )، ووضعنا في أقفاص حديدية شبيهة بسجن غوانتناموا مع العشرات
من المعتقلين ، وهذه المحطة كانت مليئة بالأوساخ وتفوح منها روائح المازوت والزيت
وتنبعث منها روائح مقرفة".


كانت التحقيقات مستمرة وتضمنت اتهامات خطيرة والانتماء إلى
خلايا إرهابية تتعامل مع القاعدة، وأحس خلالها عبد الرحمن بأن الأمور تذهب إلى
منزلقات خطيرة .


ورغم التحقيقات التي أجراها رجال امن الدولة وأكدوا سلامة موقف
عبد الرحمن ورفيقه إلا أن الجيش لم يطلق سراحهم، وتم تحويلهم إلى السجن الرسمي
للمعتقلين ذوي الأحكام الثقيلة والمجرمين الخطرين.