حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: سمعت سعيد بن المسيب، يقول: أنزل على رسول الله ص وهو ابن ثلاث وأربعين سنة، وأقام بمكة عشرًا، وبالمدينة عشرًا، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين.
حدثنا محمد بن خلف العسقلاني، قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا أبو جمرة الضبعي، عن ابن عباس، قال: بعث رسول الله ص لأربعين سنة، وأقام بمكة ثلاث عشرة يوحى إليه، وبالمدينة عشرًا، ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة.
حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال: حدثنى عمي عبد الله، قال: حدثنا يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: توفي رسول الله صص وهو ابن ثلاث وستين.
وقال آخرون: كان له يومئذ خمس وستون.
ذكر من قال ذلك
حدثني زياد بن أيوب، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، قال: قبض النبي ص وهو ابن خمس وستين.
حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن دغفل - يعني ابن حنظلة - أن النبي ص توفي وهو ابن خمس وستين سنة.
وقال آخرون: بل كان له يومئذ ستون سنة.
ذكر من قال ذلك
حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا عمرو بن دينار، عن عروة بن الزبير، قال: بعث رسول الله ص وهو ابن أربعين، ومات وهو ابن ستين.
حدثنا الحسين بن نصر، قال: أخبرنا عبيد الله، قال: أخبرنا شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال: حدثتني عائشة وابن عباس، أن رسول الله ص لبث بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينة عشرًا.
ذكر الخبر عن اليوم والشهر اللذين توفي فيهما رسول الله ص

قال أبو جعفر: حدثنا عبد الرحمن بن الوليد الجرجاني، قال: حدثنا أحمد بن أبي طيبة؛ قال: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي ص استعمل أبا بكر على الحج سنة تسع، فأراهم مناسكهم، فلما كان العام المقبل حج رسول الله ص حجة الوداع سنة عشر؛ وصدر إلى المدينة، وقبض في ربيع الأول.
حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا موسى بن داود، عن ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس، قال: ولد النبي ص يوم الاثنين، واستنئ يوم الاثنين، ورفع الحجر يوم الاثنين، وخرج مهاجرًا من مكة إلى المدينة يوم الاثنين، وقدم المدينة يوم الاثنين، وقبض يوم الاثنين.
حدثني أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن شريك، قال: حدثني أبي، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم، عن أبيه، قال: توفي رسول الله ص في شهر ربيع الأول في اثنتى عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول يوم الاثنين ودفن ليلة الأربعاء.
حدثني أحمد بن عثمان، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، أنه دخل عليه فقال لامرأته فاطمة: حدثي محمدًا ما سمعت من عمرة بنت عبد الرحمن. فقالت: سمعت عمرة تقول: سمعت عائشة تقول: دفن نبي الله ص ليلة الأربعاء؛ وما علمنا به حتى سمعنا صوت المساحي.
ذكر الخبر عما جرى بين المهاجرين والأنصار في أمر الإمارة في سقيفة بني ساعدة

حدثنا هشام بن محمد، عن أبي محنف، قال: حدثنى عبد الله ابن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، أن النبي ص لما قبض اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة، فقالوا: نولي هذا الأمر بعد محمد عليه السلام سعد بن عبادة، وأخرجوا سعدًا إليهم وهو مريض؛ فلما اجتمعوا قال لابنه أو بعض بني عمه: إني لا أقدر لشكواى أن أسمع القوم كلهم كلامي؛ ولكن تلق مني قولي فأسمعهموه؛ فكان يتكلم ويحفظ الرجل قوله، فيرفع صوته فيسمع أصحابه، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: يا معشر الأنصار؛ لكم سابقة في الدين وفضيلة في الإسلام ليست لقبيلة من العرب؛ إن محمدًا عليه السلام لبث بضع عشرة سنة في قومه يدعوهم إلى عبادة الرحمن وخلع الأنداد والأوثان؛ فما آمن به من قومه إلا رجال قليل؛ وكان ما كانوا يقدرون على أن يمنعوا رسول الله؛ ولا أن يعزوا دينه، ولا أن يدفعوا عن أنفسهم ضيمًا عموا به؛ حتى إذا أراد بكم الفضيلة، ساق إليكم الكرامة وخصكم بالنعمة، فرزقكم الله الإيمان به وبرسوله، والمنع له ولأصحابه، والإعزاز له ولدينه؛ والجهاد لأعدائه؛ فكنتم أشد الناس على عدوه منكم، وأثقله على عدوه من غيركم؛ حتى استقامت العرب لأمر الله طوعًا وكرهًا؛ وأعطى البعيد المقادة صاغرًا داخرًا؛ حتى أثخن الله عز وجل لرسوله بكم الأرض، ودانت بأسيافكم له العرب؛ وتوفاه الله وهو عنكم راض؛ وبكم قرير عين. استبدوا بهذا الأمر فإنه لكم دون الناس.