بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله وصلاة وسلم على رسول الله .. وبعد :
رسالة ملؤها الحب و الإخاءلكل من اٌبتلي بمشاهدة (الأفلام الإباحية) !!
وبادئ ذي بدء اعلم يا رعاك الله ..أن من أسماء الله الحسنى الرقيب أي : المراقب ، المطلع على أعمال العباد ، الذي لا تخفى عليه خافية قال تعالى :﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾وقال تعالى :﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً﴾
و والله أيها الأحبة ، لو لم يكتفي كتاب الله إلا هذه الآيتين لكفت ، لمن استشعر عظمتها وأدرك معناه﴿أولم يكف بربك أنه على كل شيءشهيد﴾الذي يراك أينما كنت ويعلم ما تخفي وماتعلن قال تعالى : ﴿إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء﴾ وقال تعالى : ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾فأنت أنتيا من جلست أمام هذه المشاهد الفاضحة وترى الرجال والنساء يرتكبون الفواحش المغلظة و أبشع صورها وأفضح مناظرها﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾فالفطرة السليمة والأعراف المستقيمة تستنكر هذا وأنت ؟! تتلذذ بالنظر إلى هذه الأجساد الفاضحة، والله جل وعلا من فوقك مطلع عليك يرى حركاتك وسكناتك ويرى عيناكنعم عيناك وهما تحدِّقان بهذه الفاحشة وسمعك وهو يتمتع بأصوات البغايا وأنت !! غافلأو متغافل عن رقابة الله لك وشهود الله عليك ومنها جوارحك التي ستشهد عليك يوم القيامة يوم لا تخفى خافيه قال تعالى :﴿يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية﴾عند ها تتكلم الجواره قال تعالى: ﴿حتى إذاما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوايعملون﴾فيخاطب المرء جوارحه﴿وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا﴾لمَ يا عين تشهدين؟! لمَ يا سمع تشهد؟! ولكن الجواب أعظم﴿قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء﴾وذلك كله في مشهدا لا مثيل له فرحماك ربي ..
أذاً أين استشعار شهود الله عليك ؟! أين استشعار رقابة الله تعالى لك ؟! أين الحياء من الله يا هذا ؟! ألست تستحي من أن ترى هذه المشاهد أمام الناس أو على أقل تقدير عند أمك أو أبيك أو بعض أهلك ؟! فمن أحق بهذا الحياء بالله عليك!! اعتقد أن الجواب واضح .. الله أحق ولا شك ؛
فتذكر اطلاع الله عليك وإن أغلقت دونك الباب وأسدلت على نافذتك الستار واختفيت عن أعين البشر ، تذكر مَنْ لا تخفى عليه خافية ، تذكر من يرى ويسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ، جل شأنه وتقدس سلطانه ؛إذا خَلَوتَ بريبـة في ظُلمةٍ *** والنفس داعيـة إلى العصيان
فإستحي من نظر الإله وقل لها *** إن الذي خلق الظلام يرانينعم ..
إن الذي خلق الظلام يراني ..
إن الذي خلق الظلام يراني ..
إن الذي خلق الظلام يراني ..
أذاً أحبتي ..الأمر خطير والاستمرار عليه اخطر فحكم هذا المشاهد الساقطة والمقززة لأصحاب الفطر السليمة إن صح التعبير محرمه بكتاب الله وسنة رسولالله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين، فإن الله جل وعلا قد حرم مجرد النظر إلى النساء الأجنبيات أو مخالطتهنَّ ولو لم يكن في ذلك شيء من الفاحشة؛ كما قالتعالى:﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنهسئل عن نظرة الفجأة فقال:[ اصرف بصرك ]، بل أخرج الإمام أحمد في المسند عن النبي صلى الله أنه قال: [ لا تتبع النظرة النظرة فإن الأولى لك والثانيةعليك ]رواه مسلم.
فهذا حكم النظر الذييقع بين النساء والرجال الأجانب فكيف إذن بهذه الأجساد العارية وهي تعرض العورات المغلظة ، والدعوة الصريحة إلى الزنا الذي حرمه الله وإلى الرذيلة التي نزه الله تعالى عنها عباده المؤمنين الصالحين والتي من شناعتها أن الله عز وجل لم ينهى عن الوقوع فيه فحسب،بل نهى عن القرب منه فقال عز منقائل: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾وقال صلى الله عليه وسلم: [ العينان تزنيان وزناهما النظر،والأذنان تزنيان وزناهما الاستماع، واللسان يزني وزناه الكلام، واليدان تزنيان وزناهما البطش، والرجلان تزنيان وزناهما الخطى، والقلب يشتهي ويتمنى ويصدق ذلكالفرج أو يكذبه ]متفق عليه.
إذن فحكم مشاهدة هذه الأفلام هو التحريم القطعي الذي لاريبة فيه لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر،
والأدهى من ذلك!! إشاعة هذه الفاحشة بين الشباب في الأماكن العامةسواءٌ كان ذلك على الدش أو النت أوعن طريق رسائل البريديةأو ما يسمى بـ(القروب) أو مقاطع الجوال أو غير ذلك قال تعالى: ﴿إِنَّالَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاتَعْلَمُونَ﴾
فالذين يحبون إشاعةالفاحشة بين المسلمين مجرد أنهم يريدون انتشارها فلهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة،فما بالك بمَن يقوم ببث ذلك في بيوت المسلمين؟!
فهذه دعوى للمعصيةوالفاحشة وهذه أشد وما علم هذا !! ان عليه وزره ووزر من عمل بعمله أو دعا له إلى يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم:[ من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثلأجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً. ومن دعا إلى ضلالة كان عليه وزر من تبعه لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً]رواه مسلم
وقال تعالى: ﴿لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَالْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاسَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾وفي هذا الآية والحديث السابق بيانا لتحذير من عمل السوء والترغيب في عمل الخير، وأن الإنسان إذا سابق إلى الخير ودعاإليه فله أجر من عمله، وفيه التحذير من الشر والبدع والمعاصي؛ لأن من عمل المعاصيودعا إليها فعليه وزره ووزر من عمل بها .
وكما نحذر هؤلاءجميعًا من قول الله تعالى: ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْوَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّاكَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ومن المحزن أن بعض الشباب يتعاونونعلى ذلك من باب أن الصداقة تحتم عليهم هذا وما علم هولاء أنهم يتعاون على الإثم فيالحقيقة وليس هذا من البر في شيء قال تعالى :﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَىالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُالْعِقَابِ﴾وعلى المشاهد أن يميز بين الخبيث والطيب، وبين الحلالوالحرام ،ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وإلا فهو شريكٌ لمَن بثَّله هذه الإباحيات.
أخي ..أختي: إياك إياك أنيكون الله تعالى أهون الناظرين إليك
..كن لله كما يريد يكن لك فوق ما تريد فالنصيحة تقوى الله بسر والعلن والحياء منه، والحذر الحذر من سوء الخاتمة وفجأة هادم الذات ومفرق الجماعات فالموت لا يعرف كبير أو صغير صحيح أو سقيم قوي أو ضعيف يا رعاك الله .. وعلم أن التمادي في هذه الأعمال المستنكر والإصرار عليها كبيره من كبائر الذنوب فحذر ان تلقى الله عليه وعلم أن السعادة ليست بالأفلام الإباحية إنما السعادة كل السعادة بطاعة الله قالتعالى :﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍأَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةًوَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾قالابن كثير رحمه الله : وهذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا - وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه منذكر أو أنثى من بني آدم ، وقلبه مؤمن بالله ورسوله ، وإن هذا العمل المأمور بهمشروع من عند الله - بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا وأن يجزيه بأحسن ما عملهفي الدار الآخرة،فهاهي السعادةيا رعاك الله.. أمام ناظريك وبين يديك..وحان الوقت لتنعم بالحياة السعيدة ولا شك ان الانغماس في وحل هذه المشاهد القبيحة والأفلام الخليعة ضد السعادة الحقيقة ومن موانعها ولها تأثيرها ومفاسدها الكبيرة على المرء في الدنياوالآخرة،
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)