كلنا متاكلين متاكلين


من كتاب كليلة ودمنه, يحكى ان ثعلبا صغيرا كان يذهب كل مساء الى مجلس الاسد ملك الغابه وهو
جالس مع اصدقائه من الحيوانات الشرسه الضخمه.

كان الثعلب يذهب الى مجلس الاسد ويكيل له من الشتائم هو والحضور مالا يطاق..

ذات يوم ثار النمر وقال للأسد عجبت لصبرك على هذا الثعلب الصغير الذى يكيل لنا الشتائم كل يوم
ويصفنا بأبشع الأوصاف ألم ترى ان هيبتنا ستضيع امام باقى الحيوانات فى الغابه وفقد سيطرتنا.
لابد أن تشرح لى سبب صبرك ياملك الغابه وإلا قمت وأكلت هذا الثعلب اللئيم فى قضمه واحده..

قال الأسد إن هذا الثعلب عندما يكيل لنا من الشتائم كل ليلة يفرح باقى الحيوانات ويفرغ شحنات الغضب
منهم ... ولكن فى النهايه كلهم متاكلين متاكلين !!!!!!

لا يغرنك ان بعض الصحف أو بعض القنوات التلفزيونيه, لا يغرك اذا قامت بنقد الحكومات وتوجيه بعض
الانتقادات الحاده للحكومات, هى لاتزيد عن انها ثعالب ولكن بترخيص !!! والكل فى الاخر متاكلين متاكلين !!!

وتركهم على حالهم من توجيه الانتقادات حتى تتغنى الحكومات بأغنية الديموقراطيه وتقول نحن لا نحجر على صوت احد ولا نقصف قلم احد ولا يخفى علينا إذا صدق وحد منهم نفسه وزود العيار مابنسمعش صوته مره اخرى !!

ديموقراطيات من نوع تفصيل قول اللى نفسك فيه بس احنا كمان هانعمل اللى نفسنا فيه ....