بسم الله الرحمن الرحيم

بين السماء والأرض حيث جميع الحقائق متأرجحة في مكان وسط وفي زمن كثرت فيه الحلول الوسط .
فوق نهر بردى وتحت جسر الهامة قررت صخرة التمرد ..فخرجت كندبة على جبين جبل يعود بأصله للأيام الستة الأولى من عمر الأرض.
بدت كجرح تورم إثر ضربة قاسية بعصا الزمن ضربة موجعة وموجهة بيد القدر,فراحت تبكي دموعاً طاهرة طهارة الثلج في السماء بقطرات هادئة بطيئة رافضة دخول عالم الطهارة وحدها متفردة بطهرها
فحاولت شبه يائسة تعقيم النهر الملوث بأخطاء البشرية منذ وضع أول أدمي قدمه على البسيطة" بل المعقدة"
وستظل حالته تنحدر من سيئ إلى أسؤ حتى يقسم أخر كافر دنّس ترابها أن الصدق هو أكبر كذبة اخترعها جدوده.
هنا في هذا المكان العجيب قرب شجرة البيلسان الصامتة أو الصامدة لا أدري ..!
وعلى العشب الأخضر الهارب من إحدى جنان الله عزّ وجلّ,أتكئ عادة على حجر يعلوه ينبوع صغير يحارب كي يخرج قطرات الماء للنور "كنت أحتاج لدقائق عدّة كي أملئ راحتاي من مائه العذب.
مكان مثالي لأمثالي ,مكان قادر على حمل أحزاني وكافي لأجمع فيه أفراحي ولألملم بخيوط الشمس ذكرياتي
كان هناك طريق سرّي أقضي الوقت الطويل في تمويهه كلما دخلت أو خرجت من مملكتي هذه..
حدثذاك في العاشر من أيلول ..يوم وصلت إلى مملكتي لأتفاجىء بوجود شاب ملتح يبدو في أوائل عقده الثالث,رأيته يلف سيجارة مشبوهة ويحتل مكاناً يجاور مكاني المعتاد واضعاً على يمينه آلة تسجيل صامتة وعدة أشرطة كاسيت ـ لم يعجبني وجود هدٌا الدخيل ـ
كيف سمح لنفسه احتلال صومعتي بهذه الصفاقة ..كيف ..؟
لا أستطيع الادعاء وبدافع من فضولي ربما أني كنت راغباً بتركه يذهب دون أن أتعرف عليه أو على سبب وجوده هنا على أقل تقدير .
أو لعله الشعور بالسعادة ,سعادتي بوجود من يرتاد أمثال هدٌه الأماكن,لست الوحيد في هدٌا العالم ـ كنت واثقاً من ذلك ـ
مكاني ما يزال شاغراً أحسست أنه تعمد دٌلك .آ كان يتوقع قدومي..!