كنت أراها الأولى في العالم ,بل كانت الوحيدة في نظري فبنيت لها برجاً عاجياً في سويداء قلبي ونصبتها ملكة ً عليه
مرتفعاً أو مترفعاً عن كل أخطائها بحقي وبحق الحّب بدعوة انعدام التعمد وحسن النية والثقة المتبادلة بيننا
مورست عليّ ضغوطاً كبيرة كي أتخلى عنها ,ضغوط ٌ ممن يرون أني أبادلها أضعاف ما تظهر لي هي من حب
غير منتبهٍ أني أعطيها الكثير الكثير دون مقابل
وإلى أني قد أفقد القدرة على العطاء يوماً ما إذا لم أقابل بعطاءٍ مماثل من الطرف الثاني
ولكن كل هذه الضغوط لم تستني عن ما عزمت عليه ,ولم تجبرني على التراجع قيد أنملة بل أخذت أتابع السير بخطىً كنت أظنها واثقة وثابتة غير راغبٍ بالالتفات إلى الخلف
ولا أخفيك القول هذه الضغوط ومعها تنبيهات مالك دفعت بي لأحس بالفتور في علاقتنا من جهتها
فواجهتها وبصراحة غير مرة بما يدور في خلجات صدري من أحاسيس ومخاوف.
لكنها استطاعت وبعبارات قليلة أو بمشاريع اعتذارات صغيرة أن تعيدني عن وساوسي وأوهامي كما سمتها..
وكثيراً ما هربت من مواجهتي بالدموع, الدموع التي أعجز عن مواجهتها
فأنا لا أحتمل رؤية سحابات الحزن تعكر صفوه عينيها "بالمناسبة هي تملك أجمل عيون ٍدامعة في العالم"
فكيف أحتمل أن أكون المتسبب في حزنها أو دموعها ـ لقد كانت تعلم بذلك / أنا متأكد/ ـ
كانت ماهرة جدا بقلب الحقائق والخروج من أصعب المواجهات رافعة ً راية الانتصار بكبريائها ودموعها ونعومة الأفاعي وكيدها تخرج قوية في أحلك لحظات الانكسار.
بدأت يا صاحبي ويوماً بعد يوم رياح بل عواصف الأخطاء تعصف بنا فتعري أحلامنا من رومانسيتها كاشفة ً أرواحنا وأجسادنا على حقيقتها
وكل حقيقة ٍجديدة تسقط علينا تستحيل سدّاً يبعدنا عن بعضنا وحاجزاً يلجمنا خلفه
تتابعت الأحداث هكذا حاجبتاً الغشاوة عن عيوني وقاشعة ً الضباب عن الطريق الوهمي الممتد أمامنا
حتى كبرياء الحّب الذي كان يدفع بي لاختراع أعذار ومبررات لها وللتغاضي عن أخطائها بحقي وبحق الهوى
فدخلت أنا بدوامةٍ قاسية ورحت أتخبط بها بين كبريائي وحبّّّي لنون وبدأت أترنح ألماً وحيرة ً تحت سياط الأسئلة الموجعة