بدأت في طرطوس أول أمس فعاليات مهرجان طرطوس لصيف عام 2010 الذي تقيمه المحافظة بالتعاون مع الفعاليات الأهلية والاقتصادية وذلك على مسرح الكورنيش البحري في الهواء الطلق.
وقال الدكتور تامر الحجة وزير الإدارة المحلية خلال الافتتاح إن المهرجان يسعى إلى إبراز أهمية محافظة طرطوس وتاريخها ويسلط الضوء على مقوماتها السياحية والأثرية مشيراً إلى أن وزارة الإدارة المحلية تولي التنمية السياحية أهمية وخاصة أن طرطوس من أغنى المحافظات بمواقع الاصطياف نظراً لجمال طبيعتها وكثرة مناطقها الأثرية.
وأضاف الوزير الحجة أن هذه الأسباب دفعت الوزارة إلى رصد الاعتمادات الكافية وتوفير الخدمات التي من شأنها إبقاء المدن ذات المواقع السياحية مراكز جذب للمشروعات الاستثمارية موضحاً أنه يتم حالياً العمل على جعل جزيرة أرواد شامة المتوسط إضافة إلى تقديم الدعم المحلي المتمثل بالإصحاح البيئي والاهتمام بإعداد مخطط تنموي عمراني للجزيرة.
بدوره تحدث الدكتور عاطف النداف محافظ طرطوس عن الدور الذي لعبته طرطوس في رفد الحضارات الإنسانية بعلومها منذ القدم مشيراً إلى أن الشواهد التاريخية الماثلة فيها حالياً تحكي قصة الإنسان العربي السوري الذي أبدع وفكر فأنتج قصة أرواد وعمريت وصافيتا والمرقب.
وأوضح المحافظ أنه يحق لطرطوس أن تكون بسمة المتوسط لافتاً إلى أن الملتقيات الاستثمارية والعلمية والثقافية والفنية ترسخ لنهضة تنموية تشمل مرافق الحياة للإسهام في دفع عجلة التطور مبيناً أن طرطوس فيها الكثير من المشروعات التي يتم العمل عليها ومهرجان طرطوس الأول لن يكون الأخير.
وبدأت بعد ذلك البانوراما الاستعراضية التاريخية تحت عنوان "روح الفينيق" بمشاركة 300 راقص من أربع فرق رقص سورية.
وقال عجاج سليم معد ومخرج البانوراما الاستعراضية إن "روح الفينيق" تحكي أسطورة طائر الفينيق التي نشأت على الساحل السوري بمنطقة طرطوس وانتقلت بعدها إلى العالم أجمع لافتاً إلى أن الأسطورة تعني التصميم على إرادة الحياة والتجدد والانبعاث.
وافتتح على هامش المهرجان سوق التسوق الذي تقيمه غرفة تجارة وصناعة طرطوس بالتعاون مع مجلس المدينة.
وأشار محمد حسن مشرف المهرجان إلى أن السوق في هذه الدورة تختلف عن باقي السنوات لجهة الترتيب الداخلي وتوزع المحلات التجارية وموقعها على الكورنيش البحري مبيناً أن السوق تضم نحو 205 محلات تجارية فيها بضائع وأدوات منزلية وكهربائية وأقمشة بأسعار مناسبة.
كما افتتح على هامش المهرجان معرض للزهور ضم نحو 250 صنفاً من النباتات الصبارية والعطرية والعصارية والتزيينية الداخلية والخارجية التي تشتهر بها طرطوس إضافة إلى نباتات الحدائق وأشجار الغابات وأزهار القطف.
وأوضح المهندس محمد الشعباني رئيس لجان المشاتل والأزهار في سورية أهمية عودة المعرض للمشاركة بعد انقطاع دام نحو عشر سنوات مبيناً أن طرطوس تعد أكبر منطقة إنتاج زهور في سورية من حيث ملاءمة المناخ والبيئة لافتاً إلى أنه انضم للمعرض 30 مشاركاً من مختلف المحافظات.
كما تخلل المهرجان معرض تراثي وشعبي للمأكولات التي تشتهر بها مدن ومناطق المحافظة إضافة إلى تقديم عرض أزياء شعبي إقامه فرع الاتحاد العام النسائي في المحافظة.
ولفتت أميمة سليمان عضو المكتب الإداري للاتحاد النسائي بطرطوس أن الاتحاد يسعى لأول مرة من خلال المهرجان إلى تعريف مشاركي وزوار المهرجان من المحافظات الأخرى بتراث طرطوس الشعبي لجهة الماكولات والأزياء.
كما قدم خلال المهرجان نحو 220 طفلا من مراكز احمد خليل وكرونوس وانان للفنون الجميلة لوحات فنية جسدت جمال طرطوس في بحرها وجزيرتها وزوارقها.
وقال الفنان التشكيلي أحمد خليل المشرف على الأطفال في المهرجان إن مشاركة الأطفال تهدف إلى تنمية الثقافة البصرية لديهم وتشجيع روح المشاركة الجماعية والتركيز على التعاون مع المنظور الواقعي بصدق وشفافية.
كما شارك فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بطرطوس بالمهرجان من خلال ملتقى النحت بتقنياته الثلاث النحت على الحجر والخشب والرمل اضافة الى معارض التصوير الزيتي والضوئي والتشكيلي بمشاركة 17 فناناً.
وأشار علي حسن رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين بطرطوس إلى أن مشاركة الفنون التشكيلية بالمهرجان لأول مرة تعتبر الخطوة الأولى لبداية العمل لملتقى النحت حيث شكلت مشاركة الفنانين وأعمالهم به عامل جذب لانتظار كل ما هو جديد لولادة الأعمال الفنية التي سيقوم بها الفنانون على الكورنيش البحري.
وكان المهرجان بدأ فعالياته بعرض فيلم قصير عن تاريخ محافظة طرطوس وأوابدها الأثرية والحضارات المتعاقبة عليها من إنجاز المركز الإذاعي والتلفزيوني بالمحافظة.
يشار إلى أن فعاليات المهرجان الذي يستمر حتى 15 من اب القادم تتضمن مهرجانات فرعية منها مهرجان السنديانة في قرية الملاجة ومعارض نحت ورسم ومهرجان عمريت الثقافي ومهرجان التفوق في برمانة المشايخ ومهرجان السنابل في بعمرة ومهرجان اليازدية وبيت كمونة وحصين البحر الثقافي الرابع اضافة إلى فعاليات فنية وأمسيات شعرية وعروض مسرحية للأطفال وفعاليات رياضية ونشاطات ومسابقات لذوي الاحتياجات الخاصة.
حضر حفل افتتاح المهرجان أحمد الأحمد الأمين العام لحركة الاشتراكيين العرب وبشار الشعار وزير الدولة لشؤون الهلال الأحمر وعدنان وسوف أمين فرع طرطوس لحزب البعث ومحافظو حماة وحمص واللاذقية وادلب ودير الزور.