(قال الراوي ) وكانت الجليله تسمع هذا الشعر وهي خلف الحجاب واستر فما هان عليها ان تسمع بذكر اخوتها كانوا الذين سببا لغربتها وفرقتها من حلها فأمرت كبير العبيد أن يوقف عن اتمام القصيد وان يكتم خبرهما عن هذا ذاك خوفا من الفضيحه والانهاك ثم امرت له بالف دينار واعطاه الجرو مثل ذلك المقدار ففرح الشاعر واستبشر ورجع على الاثر واعلم جساس بذلك الخبر فأرسل في الحال اخوه سلطان في جماعه من الابطال لياتوا باخته الجليله وابنها الجرو من تلك االاطلال فلما اقترب سلطان إلى تلك الاوطان ارسل بعض الفرسان ليعلم منجد بقدومه إلى اوطانه فخرج في الحال في جماعه من فرسانه فألتقاه احسن ملتقى لانهم كانوا اقارب واصدقاء وانزله في سرايه الاحكام وذبح له النوق والاغنام واكرمه غايه الاكرام وفي ثاني الايام اجتمع سلطان باخته الجليله وولدها الجرو واعتذر لهما بما فرط منه وطلب منهما الرجوع الي الديار وشدد عليهما في ذلك غايه التشديد فأجابه الي ماطلب واعلم الجروالامير منجد بانه يريد الرجوع الي اهله وعشيرته مع امه وزوجته ومن يلوذ به من جماعته لان نفسه أشتاقت الي الوطن فقال منجد والله يا امير يعز علينا فراقك ولا زالت ارواحنا في كل وقت تشتاقك ولكننا لانقدر ان نمنعك عن اهلك واصحابك وبني عمك واحبابك ثم اعطاه مائه ناقه محمله نفائس الاقمشه والذ خائر ومائه جواد وغير ذلك من المعادنوالجواهر ومائه عبد ومائه جاريه واركب ابنته زوجة الهجرس على هودج كبير وسار لوداعهم مسافة نصف يوم ثم رجع إلى الديار وسار الهجرس مع امه وزجته يقطعون القفار حتى وصلوا الي منازل بني مرة فالتقاهم جساس بالفرح والمسره وامر بذبح الذباح واطعام الغادي والرائح واشار إلى الجرو يقول :
لماقال الفتى جساس صادق ايا مرحبا بك يا ابن اختي ففيكم حلت البركه علينا وضاء الحي في قربك الينا وامك يافتى عيني وروحي وعمرك ياجليله مافرحت فا ابنك غدا كالسبع الكاسر فان الجرو للاعداء كاسر بيوم الحرب والاهوال كاسر اله العرش يرجعه ظافر فلا تعتب على سلطان خالك ولاقوله يخطر قط بيالك فلا ابني ولانحن مثالك انا ساحكمك من فوق تختي انا ابكي على المرحوم ابيك قتله الزير في ربعك وحيك فقم واركب يروح خالك واخذ من المهلهل ثارك سالتك الله ان تأخذ بثارك بقتله تكشف عنك عارك مرادي تقتله وتأخذ بثارك وتحرقه بنارك يا ابن اختي