يعد موضوع غشاء البكارة من المواضيع الهامة والحساسة في مجتمعنا الشرقي بينما يعد التطرق إليها من الأمور البالية و التي أكل الدهر عليها وشرب في المجتمعات لغربية ولمقاربة جيد لهذا الموضوع لابد من الإلمام بكافة المعلومات المتعلقة بتوضعه وأنواعه وأسباب تمزقاته
بداية لابد من الإشارة إلى إن غشاء البكارة هو غشاء رقيق يغطى جزئيا فتحة المهبل ويمتد من الجدران الخلفية والوحشية للمهبل إلى السطح السفلي للصماخ البولي الظاهر ويتألف من طبقتين ظاهرة وباطنه بينهما نسيج ليفي مرن مع أوعية دموية صغيرة ونهايات عصبية وهو قد يندمل دون ان يترك اي ندبة في 5_7% من الحالات وهنا يجب أن نعرف انه من المستحيل لشخص لم يدرس هذه المنطقة جيدا ان يتعرف على البكارة كما انه لن تستطيع الفتاة وبأي شكل من الأشكال التأكد من عذريتها في حال شكها أذا قامت بفحص نفسها بنفسها وأقول هذا كي أوفر على من يفكرن بذلك التعب والوقت

بالنسبة لأشهر أنواع هذا الغشاء
الغشاء الهلالي : وهو الاشيع وفتحته بيضوية أمامية ويتمزق من الجانبين عند المواقعة الجنسية

الغشاء الحلقي : له فتحة مركزية في المنتصف ومن الممكن ان تكون هذه الفتحة واسعة وتسمح بايلاج العضو الذكري دون تمزق
الغشاء العمودي أو المصراعي: وتكون فوهنه بشكل شق عمودي ويتكون من مصراعين جانبين متصليين من الأمام والخلف بلسينة ضيقة
الغشاء المسنن : ويتميز بوجود ثنيات وطيات عند الحافة بما يشبه تمزق الغشاء وهذه النقطة هامة جدا حيث يجب فحصه بدقة واثبات التمزق من عدمه
الغشاء المهدب : حيث يوجد عند فتحة الغشاء أهداب رقيقة
الغشاء متعدد الفتحات : له أكثر من فتحة صغيرة بما يعطيه منظر يشبه المنخل
الغشاء عديم الفتحات أو ما يسمى بالارتق : وهذا بدوره ذو أهمية قصوى حيث انه يسد فتحة المهبل بشكل كامل وبذلك لا يسمح بخروج دم الطمث أثناء الدورة الشهرية مما يترتب عليه تجمع الدم داخل الرحم وانتفاخ الاخير بما يشبه الحمل ويعطى أعراض في بداية سن النشاط التناسلي وفي مثل هذه الحالات يجب التدخل الجراحي باجراء شق صليبي في غشاء البكارة ويقوم عندها الطبيب بإعطاء تقرير للفتاة يثبت عذريتها عند الزواج مع أني شخصيا اشك أن يقبل الزوج هذا التقرير
بنية غشاء البكارة مابين الظهارة والبطانة تختلف بين بنية رقيقة وسميكة والشائع هو المعتدلة حيث تتراوح سماكة الغشاء بين 1_2 ملم
ينمو غشاء البكارة غالبا بحيث تكون فوهته معتدلة السعة لا تسمح إلا بمرور أصبع الخنصر فقط فإذا كانت لا تسمح بمرور أصبع واحد فهي ضيقة وإذا كانت تسمح بمرور أصبعين فهي واسعة وهذا الكلام يجعلنا نميز مفهومين هما:

أغشية البكارة مطاطية البنية وأغشية البكارة واسعة الفوهة
بالنسبة للمطاطية البنية الخلقية فهي نادرة أما واسعة الفوهة فهي الغالبة ولكن غالبا ما يطلق على هذه الأغشية بأنها مطاطية علما أن العادة السرية لدى الإناث توسع الفوهة أيضا.
والفتحة الواسعة للغشاء تسمح بالإيلاج القضيبي دون تمزق في الغشاء أثناء المواقعة الجنسية حتى لو تكررت المواقعة.
بينما في الاغشية المطاطية تكون الفوهة طبيعية لا تسمح إلا بمرور أصبع احد ولكن بنيتها المطاطية والمرنة تسمح بتوسعها وبالتالي دخول أصبعين مع تمطمط هذا الغشاء وهذا ما يمكن أن يشير إلى أمكانية حصول إيلاج دون تمزق.
عادة يتمزق الغشاء عند أول مواقعة أو اتصال جنسي ولكنه أحيانا لا يتمزق رغم تكرار الجماع وقد لا يتمزق حتى الولادة حيث انه على سبيل المثال(10_15% من المتزوجات في فرنسا يحدث عندهن ذلك)
وعدم تمزقه يعود لأسباب متعددة :إما بسبب شدة متانته والناجمة عن بنيته الليفية أو الغضروفية أو بسبب مرونته الزائدة التي تسمح له بالتمدد او بسبب اتساع فوهته ورخاوته او شكله المفصص
وهو يتمزق عادة في قسمه الخلفي ويترافق تمزقه بآلام معتدلة ونزوف مختلفة بحسب سماكة الغشاء ويترافق ذلك بوذمة واحتقان وعلى أية حال ليس على الفتاة أن تخشى كثيرا من هذا الموضوع عند زواجها وان لا ترسم له هالة تفوق حجمه

ويرافق التمزقات نزف دموي خفيف يستمر من 12-24 ساعة على الأكثر ثم ينقلب لنزف دموي مصلي يستمر بدوره من 3 إلى 4 أيام قبل أن ينقلب إلى نز مصلي يدوم أسبوع وتزول الأعراض الحادة خلال عشرة أيام إلى أسبوعين.
وهذا وقد يتمزق غشاء البكارة دون ممارسة جنسية في حالات معينة :مثل إدخال جسم أجنبي قاسي- التهاب فرج قرحي أو قيحي - سقوط من مكان عالي - ممارسة بعض الرياضات كركوب الخيل أو الدراجات - رقص الباليه - ادخال الطفلة إصبعها في المهبل في محاولة منها للتعرف على أعضائها التناسلية - توجيه تيار مائي شديد للمنطقة ... علما أنني وبصراحة مطلقة أرى أن مثل هذه الحالات نادرا ما تحدث دون أمكانية نفيها طبعا
و أنا هنا أوجه نصيحة لكل فتاة هي أن لا تقلق على عذريتها ما لم تتعرض للجماع وكذلك أحب أن انوه إلى إمكانية حدوث حمل دون تمزق في غشاء البكارة وذلك بتسرب السائل المنوي ضمن فوهته.
قد يكون للبنت تجارب جنسية سطحية قبل الزواج دون أن تفقد عذريتها ولا يوجد ما يؤكد أو ينفي ذلك مثل حال الرجل الذي لا يستطيع طبيب في العالم تأكيد أو نفي إقامته علاقات جنسية قبل الزواج فلماذا كل هذه القضايا التي تدور في فلك عذرية المرأة وتبرأ الرجل
بالنسبة لعملية إصلاح غشاء البكارة فهي تعتمد على عدد التمزقات الموجودة وعمقها – وما تبقى من هذا الغشاء وتبدأ بإصلاح الغشاء أما بالخياطة أو عمل غشاء صناعي بإضافة بعض الأنسجة من جدران المهبل
منطقيا يجب أن تتم هذه العملية تحت التخدير العام وحينها يقوم الطبيب بإدخال الفتاة للمشفى بشكاية أخرى حتى لا يثير الشبهات إلا أن بعض الفتيات يفضلن التخدير الموضعي وحينها عليهن تحمل آلام مبرحة.
وهنا نقف أمام تساؤل مهم فهل يرضى طبيب جاءت إليه فتاة وطلبت منه القيام بهذه العملية أم يرفض :فإذا وافق فهو يساهم في عملية غش كبير بحق الزوج ويخالف شريعة الله وان رفض فهو قد يعرض الفتاة للقتل أو بأقل تقدير عزوفها نهائيا عن الزواج أن استطاعت مجابهة أهلها ومجتمعها0
وطبعا هنا أتحدث عن فقد العذرية الناتج عن عمل جنسي أما الناتج عن غير ذلك فله غير كلام
مع العلم أن عدد محدود من أطباء النسائية يملكن القدرة على إجراء هكذا عملية وليس كما يظن البعض أنها سهلة وبتناول يد أي طبيب وكذلك عدد قليل من هؤلاء الأطباء الذين يملكون الخبرة والقدرة على إجرائها قد لا تسمح لهم أخلاقهم بذلك0
على أية حال فسواء وافقنا أم لم نوافق فهذا العملية تتم دون انقطاع وبالنسبة إلي فأعارضها بشكل مطلق وبالنسبة لتكاليفها فهي تصل وبحسب ما اسمع في حلب مثلا إلى 25 ألف ليرة ولا اعرف تأثير موجة الغلاء الجديدة على هذا الرقم0

الدكتور : زاهر حمدو حجو - أخصائي في الطب الشرعي
لأسئلتكم واستفساراتكم : [email protected]