حزام الأمان والتقيد بالسرعة وكل القوانين التي إن أمعن فيها أي شخص في مجتمعنا وقرأ عن مقدار السلامة التي تشكلها للركاب والسائقين على حد سواء لخجل على نفسه من أن يحولها لنكات وطُرف يرويها السائقون حولها وحتى الأغلبية من الركاب.
والسؤال هل أصبحت السلامة مدعاة للضحك والتسلية؟ والسائق أو الراكب الذي يضع حزام الأمان دون أن يثبته ولكن فقط يضعه على صدره كي لا يخالفه شرطي المرور هو وضع سليم في مجتمع كمجتمعنا؟ سؤال نطرحه كل يوم مئات المرات خاصة بأنك كل يوم عندما تصعد في وسائل النقل العامة تسمع نفس التعليق والاستهزاء على قوانين السلامة . فما هو الحل ؟
في أوروبا أصبح حزام الأمان سلوكاً لا يمكن التخلي عنه عند القيادة وتلقائياً يقوم السائق بوضعه حتى دون أن يشعر بأنه يضعه فقد أصبح سلوكاً من الحياة اليومية لمن يقود وسائط النقل كافة ومن يتخلى عن هذا السلوك نبذه المجتمع قبل أن يحرر الشرطي بحقه مخالفة مرورية وهذا السلوك موجود في أوروبا منذ أكثر من عشرين عاماً ونحن مازلنا نستهزئ به
والمفارقة تكمن في أن مواطننا قد أصبح الهاتف المحمول جزءً من حياته لا يمكن لأحد التخلي عنه رغم جميع المخاطر التي قد يسببها لنا دون أن نشعر، والشيء الذي يحافظ على سلامتنا نتعامل معه على أنه واجب علينا تأديته خوفاً من العقوبة والغرامة المالية .
ويؤسفك أيضاً ما تراه عن تخطي حدود السرعة فتشاهد السائق يقود بسرعة خيالية إلا عند المناطق التي يوجد فيها كاميرات لتحديد السرعة وما إن يتجاوز تلك الكاميرات حتى يبدأ السباق مع الريح، وبما أن سائقينا يتمتعون بذاكرة قوية فقد حفظوا أماكن تواجد الكاميرات وبشكل بديهي ترى السائق يخفف تلك السرعة الجنونية حتى يتخطى منطقة تغطية الكاميرات
ويبتسم ابتسامة عريضة بأنه يعرف أماكن تواجد الكاميرات وأنه قام بعمل بطولي يرفع من شأنه أمام الركاب وخاصة إذا كان موجوداً معه عدد من الصبايا فهنا يبدأ التباهي بقيادته البطولية من وجهة نظره . ولكن العتب الأكبر هو على شرطة المرور الذين لا يغيرون أماكنهم المعتادة وهم يحملون الكاميرات بحثاً عن ضحية جديدة تمر لأول مرة على الطريق ولا تعلم بوجود شرطي يحمل كاميرا واقف له بالمرصاد.
فعلى بعض طرق ريف دمشق ترى منطقة معروفة بأن فيها شرطياً يقف في نفس المكان منذ شهرين لا يغيره أبداً فإذا أردت أن تشاهد النظام ما عليك إلا التوجه إلى هناك لتشاهد هذا المظهر الحضاري ليس لمسافة كبيرة وإنما لمسافة لا تتجاوز المائة متر تقريباً لتشاهد بعدها سباق الرالي بين السرافيس والسيارات الخاصة طبعا دون أن ننسى الابتسامة العريضة على وجوه السائقين بهذا الإنجاز العظيم وهو الضحك على شرطي المرور بأنهم خدعوه وخدعوا الكاميرا .
انه لوضع مؤسف أن نتحدث عن هذا الموضوع بهذا الشكل ولكن ما يؤسفنا أكثر هو التلاعب بالأرواح البريئة بهذا الشكل الغير مسئول .
فمتى سيصبح تطبيق قوانين السلامة سلوكا من حياتنا كالموبايل أو النضارة الشمسية أو حتى علبة السجائر بكل ما فيها من مضار؟.
نتمنى أن يصل هذا الصوت إلى كل الأشخاص في مجتمعنا ، فالحياة جميلة فدعونا لا نهدرها بتهور مجنون
تحقيق : بهاء خير - شوالأخبار
أخبار من العالم بنكهة سورية
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)