Share |



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد


أريد أن أعرج في مشاركتي هذه على موضوع قد يكون تكلم فيه الكثيرون لكنني سأحاول أن اسلك طريقا آخر من باب زرع الثقة في نفسي أنا


أولا ومن ثم في نفوس القراء الأعزاء.
وهنا أبدأ مشاركتي بسؤال مزدوج وهو:


لماذا تقدم الغرب علينا علميا؟ وهل الغرب فعلا يمتلك من العقول

والقدرات العلمية أكثر مما لدينا نحن العرب؟
أظن أن الكثيرين سوف يجيبون بنعم.


حقيقةً أن الغرب لم يكن في يوم من الأيام يمتلك من العقول

أكثر مما لدينا نحن العرب


وأنا لا أقول هذا عن عبث أو عن موجة حماسية انتابتني


بل عن كامل وعي ودراية في الموضوع وبعد ساعات طويلة من البحث في الصفحات الالكترونية وبعض الكتب


وبعد البحث الطويل وجدت أن معظم العقول المفكرة في العالم

هي عقول عربية.


وقد أردت توثيق ما أقول بذكر بعض الأمثلة من الواقع الحي فقمت

بالدخول إلى احد المواقع التي ارتادها بكثرة و أقرأ كل يوم فيها خبرا جديدا عن مبدع عربي او سوري في دول الغرب وقمت بعمليات بحث فكانت

النتائج مذهلة إلى حد أنني عدلت عن الفكرة لأنني تحيرت فيمن اذكر

وفيمن اترك لأنهم كثر جدا .
إذاَ لماذا تقدم الغرب علينا؟


لأنهم وبكل بساطة يعملون على الطرح العلمي ويرعونه ماديا وخدميا

وينفقون عليه أموالا طائلة حتى ولو كانت نسبة نجاحه والاستفادة منه

عشرة بالمائة فقط هذا لأنهم يؤمنون انه سوف يأتي من يطور هذا المشروع الى الأفضل .


هذا كلام كما قلت سابقا تكلم فيه الكثيرون


والآن سيقول القائل:`` ياخي فهمنا عليك وفهمنا انو إحنا العرب

في عنا عقول بس مشكلتنا انو عنا العمل العلمي ما بيتلقى أي

دعم لا حكومي ولا من أصحاب الأموال

"طيب أخي الكريم هل سألنا أنفسنا يوما لماذا لا يتم دعم أي مشروع علمي

صغيرا كان أو كبيرا ؟ "


الجواب هوـ إن صحّ رأيي ـ عدم الثقة بالنفس وبالعقول المفكرة

أو حتى بالعلم بحد ذاته


يعني للتوضيح أكثر أن صاحب الأموال لا يثق بقدرة العقل العربي

على الإنتاج والعطاء فيرى أن تجارته مع العلم خاسرة ........
ولا أخفيكم سرا أن سبب مشاركتي هذه هو جملة قالها معلق في التلفزيون الألماني وكان هذا المعلق مقدما لبرنامج وثائقي

اسمه "علوم الإسلام الدفينة" يحكي هذا البرنامج أن أصل العلم هو من عند المسلمين ـ شهد شاهد من أهله ـ وأن الغرب هم من سرقوا

هذه العلوم وترجموها وقاموا بتطويرها


وما تم ذكره في هذا البرنامج الشيق لا يسعني ذكره الآن مع أنه يستحق

الذكر وقد كان كل شيء يذكر بالوثائق,

الآن فان الجملة التي ذكرها هذا المعلق في نهاية البرنامج تقول:


العرب فقدوا منذ تلك الفترة ـ التي سُرقت فيها علومهم ـ ثقتهم بأنفسهم وراحوا ينظرون إلى الغرب على أنه متقدم عليهم فبردت همتهم وتقاعسوا عن العطاء.


من وجهة نظري فاني أجد هذا الكلام صحيح ومنطقي جدا


والسؤال الآن كيف لنا أن نعيد الكرة وننهض من جديد؟


الجواب هو أنا و أنتَ وأنتِ وأولادنا من سيقوم بالنهوض العلمي

ولكن بعد أن نثق بقدراتنا ونعزز هذه الفكرة وننميها في عقول أبنائنافنحن لا ننتظر من الجيل الذي يسبقنا بربع قرن ان يساعدنا على النهوض

لأنه لا يملك الثقة أصلا ولا يؤمن بما لديه من قدرات علمية تمكنه

من الانجاز والاختراع.


ما أريده فقط هو أن نزرع بذرة الثقة في نفوسنا حتى تكبر في أبنائنا

وتعطي ثمارها فيهم فنحن قادرون على الإنتاج والغرب

ليس بأفضل منا.


و لأننا أنا وأنت وأولادنا أصحاب المال في المستقبل الذين سينفقون على البحث العلمي

ولأننا حكام و وزراء المستقبل الذين سيرعون مسيرة التقدم العلمي

ولأننا علماء المستقبل الذين لا يلههم البحث عن لقمة العيش عن البحث العلمي


فلنثق بقدراتنا


ولنزرع هذا في فلذات أكبادنا
ومن هنا فلننطلق.
لكم تحياتي وحبي






حلبي مغترب