يقول‏:‏ هي مثنى مثنى يعني حوافره‏.‏ والمواسم‏:‏ جمع ميسم الحديد من وسمت أي إنها كمواسم الحديد في صلابتها‏.‏ وقوله‏:‏ سمر أي لون الحافر وهو أصلب الحوافر‏.‏ ركبن في محص الشوى سبط كفت الوثوب مشدد الأسر الشوى هاهنا‏:‏ القوائم والواحدة‏:‏ شواة‏.‏ ويقال‏:‏ فرس محص الشوى إذا كانت قوائمه معصوبة‏.‏ سبط‏:‏ سهل‏.‏ كفت الوثوب أي مجتمع من قولك‏:‏ كفت الشيء إذا جمعته وتممته‏.‏ مشدد الأسر أي الخلق‏.‏ قال الأصمعي‏:‏ فأمر لي بعشرة آلاف درهم‏.‏ وسبق يوماً فرس للرشيد يسمى المشمر وكان أجراه مع أفراس للفضل وجعفر بني يحيى بن خالد البرمكي فقال أبو العتاهية‏:‏ جاء المشمر والأفراس يقدمها هوناً على سرعة منها وما انتهرا وخلق الريح حسرى وهي تتبعه ومر يختطف الأبصار والنظرا وقال أبو النجم في شعر يصف الفرس وهو أجود شعر يصف الحلبة‏:‏ ثم سمعنا برهان نأمله قيد له من كل أفق جحفله فقلت للسائس قده أعجله وأغد لعنا في الرهان نرسله فظل مجنوناً وظل جمله بين شعيبين وزاد يزمله نعلو به الحزن ولا نسهله إذا علا الأخشب صاح جندله ترنم النوح تبكي مثكله كأن في الصوت الذي يفصله طي التجار العصب إذ تنخله وقد رأينا فعلهم فنفعله نطويه والطي الرقيق يجدله نضمر الشحم ولسنا نهزله حتى إذا الليل تولى أثلجه وأتبع الأيدي منه أرجله قمنا على هول شديد وجله نمد حبلاً فوق خط نعدله نقوم قدم ذا وهذا أدخله وقام مشقوق القميص يعجله فوق الخماسي قليلاً يفضله أدرك عقلاً والرهان عمله حتى إذا أدرك خيلاً مرسله ثار عجاج مستطير قسطله تنفش منه الخيل ما لا تغزله مراً يغطيها ومراً تنعله مر القطا انصب عليه أجدله وهو رخي البال ساج وهله قدمه مثلاً لمن يتمثله تطيره الجن وحينا ترجله تسبح أخراه ويطفو أوله ترى الغلام ساجياً ما يركله يعطيه ما شاء وليس يسأله كأنه من زبد يسربله والجن عكاف به تقبله وقال آخر في فرس أبي الأعور السلمي‏:‏ مر كلمع البرق سام ناظره تسبح أولاه ويطفو آخره ‏"‏ فما يمس الأرض منه حافره ‏"‏ وقول هذا أشبه من قول أبي نجم لأنه يقول‏:‏ ‏"‏ تسبح أخراه ويطفو أوله ‏"‏ وقال الأصمعي‏:‏ إذا كان الفرس كما قال أبو النجم فحمار الكساح أسرع منه لأن اضطراب مؤخره قبيح‏.‏ وقال الأصمعي كان أبو النجم وصافاً للخيل إلا أنه غلط في هذا البيت‏.‏ وقد غلط رؤبة أيضاً في الفرس فقال يصف قوائمه‏:‏ ‏"‏ يهوين شتى ويقعن وفقا ‏"‏ ولما أنشده مسلم بن قتيبة‏.‏ قال له‏:‏ أخطأت في هذا يا أبا الجحاف جعلته مقيداً‏.‏ فقال‏:‏ قربني من ذنب البعير‏.‏ وأنشد الأصمعي‏:‏ لما أتيت الحي في متنه كأن عرجوناً بمثنى يدي أقبل يختال على شأوه يضرب في الأقرب والأبعد كأنه سكران أو عابس أو ابن رب حدث المولد وقال غيره‏:‏ أما إذا استقبلته فكأنه جذع سما فوق النخيل مشذب وإذا اعترضت له استوت أقطاره وكأنه - مستدبراً - متصوب وقال ابن المعتز‏:‏ وقد يحضر الهيجاء بي شنج النسا تكامل في أسنانه فهو قارح له عنق يغتال طول عنانه وصدر إذا أعطيته الجري سابح إذا مال عن أعطافه قلت شارب عناه بتصرف المدامة طافح وقال أيضاً‏:‏ ولقد وطئت الغيث يحملني طرف كلون الصبح حين وقد يمشي فيعرض في العنان كما صدف المعشق ذو الدلال وصد الحلبة والرهان والحلبة‏:‏ مجمع الخيل‏.‏ ويقال‏:‏ مجتمع الخيل‏.‏ ويقال‏:‏ مجتمع الناس للرهان‏.‏ وهو من قولك‏:‏ حلب بنو فلان على بني فلان وأحلبوا إذا اجتمعوا‏.‏ ويقال منه‏:‏ حلب الحالب اللبن في القدح أي جمعه فيه‏.‏ والمقوس‏:‏ الحبل الذي يمد في صدور الخيل عند الإرسال للسباق‏.‏ والمنصبة‏:‏ الخيل حين تنصب للإرسال‏.‏ وأصل الرهان من الرهن لأن الرجل يراهن يصاحبه في المسابقة يضع هذا رهناً وهذا رهناً فأيهما سبق فرسه أخذ رهنه ورهن صاحبه‏.‏ والرهان‏:‏ مصدر راهنته مراهنة ورهاناً كما تقول‏:‏ قاتلته مقاتلة وقتالاً‏.‏ وهذا كان من أمر الجاهلية وهو القمار المنهي عنه فإن كان الرهن من أحدهما بشيء مسمى على أنه إن سبق لم يكن له شيء وإن سبقه صاحبه أخذ الرهن فهذا حلال لأن الرهن إنما هو من أحدهما دون الآخر‏.‏ وكذلك إن جعل كل واحد منهما رهناً وأدخلا بينهما محللاً وهو فرس ثالث يكون مع الأولين ويسمى أيضاً الدخيل ولا يجعل لصاحب الثالث شيء ثم يرسلون الأفراس الثلاثة فإن سبق أحد الأولين أخذ رهنه ورهن صاحبه فكان له طيباً وإن سبق الدخيل أخذ الرهنين معاً وإن سبق هو لم يكن عليه شيء‏.‏ ولا يكون الدخيل إلا رائعاً جواداً لا يأمنان أن يسبقهما وإلا فهذا قمار لأنهما كأنهما لم يدخلا بينهما محللاً‏.‏ قال الأصمعي‏:‏ السابق من الخيل‏:‏ الأول