دِلالة والقَبُول إجازة وليس مَن ذُكِر السُّعاة عند المأمون فقال لرجل ممن حَضر: لو لم يكن من عَيْبهم إلا أنّهم أَصدق ما يكونون أبغضُ ما يكونون إلى الله تعالى " لكَفَاهُم ". وعاتب مُصْعبُ بن الزبير الأحنفَ في شيء فأنكره فقال: أَخْبَرني الثقةُ قال: كلا إنّ الثقة لا يُبلغِ. وقد جَعل اللهّ السامع شريك القائل. فقال: " سًمّاعُون للكَذِب أَكَّالُون للسُّحْتِ ". وقيل: حَسْبك من شّرٍ سماعُه. وقال الشاعر: لَعمركَ ما سبَّ الأمير عدوُّه ولكنَّما سَبَّ الأمير المُبَلغُ وقال آخر: لا تقبلنَّ نَميمةً بُلِّغتَها وتحفَظَنَّ مِن الذي أنباكَهَا إنّ الذي أنباك عنه نَميمةً سَيَدِبُّ عنك بمثلها قد حاكها لا تنقشنَّ برِجْل غيرك شَوْكةً فَتَفي برِجْلك رجْلَ مَن قد شاكَها وقال دِعْبل: وقد قطَع الواشُون ما كان بَيننا ونحنُ إلى أن نُوصِلَ الحَبلَ أحْوَجُ وكانوا أناسا كنتُ آمنُ غيْبَهم فراحُوا على ما لا نُحبّ فأدْلجوا الغِيبَة قال النبي : إذا قلتَ في الرجل ما فيه فقد اغتَبْته وإذا قلتَ ما ليس فيه فقد بهَته: ومرَّ محمدُ سِيرين بقوم فقال إليه رجل منهم فقال: أبا بكر إنّا قد نِلْنا منك فحَلِّلنا فقال: " إني " لا أحِلّ لك ما حَرّم اللهّ عليك " فأمّا ما كان إليَّ فهو لك ". وكان رَقَبة بن مَصْقلة جالساً مع أصحابه فذَكَروا رجلاً بشيء فاطْلعَ ذلك الرجلُ فقال " له " بعضُ أصحابه: أَلا أخْبره بما قًلنا فيه لئلا تكون غِيبة قال: أخبره حتى تكون نميمة. اغتاب رجلٌ رجلاً عند قُتيبة بن مُسلم فقال له " قُتَيبة ": أمْسك عليك أيها الرجل فوالله لقد تلَمَّظت بمُضْغة طالما لَفَظها الكِرام. محمد بن مُسلم الطائفيّ قال: جاء رجلٌ إلى ابن سِيرين فقال له: بَلغني أنك نِلْتَ منّي قال: نفسي أعزًّ " علي " من ذلك. وقال رجل لبَكْر بن محمد بن عِصْمة: بلَغني أنَّك تقع فيّ قال: أنتَ إذًا عليَّ أكرمِ من نفسي. وَوقع رجلٌ في طَلْحَة والزُبير عند سَعد بن أبي وَقّاص فقال له: اسكُتْ فإن الذي بيننا لم يَبْلُغ وعاب رجلٌ رجلاً عند بعض الأشراف فقال له: قد استدللتُ على كَثرة عُيوبك بما تكثر من عُيوب الناس لأن طالبَ العُيوب إِنما يَطْلبها بقَدر ما فيه منها أما سمعتَ قولَ الشاعر: لا تَهْتِكَنْ من مَساوي الناس ما سترُوا فَيَهْتِكَ الله سِتْراً مِن مَساوِيكَا واذكُرْ محَاسِنَ ما فيهم إذا ذُكِروا ولا تَعِبْ أحداً منهم بما فِيكا وقال آخر: لا تنهَ عن خُلُقٍ وتأتيَ مثْلَه عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عَظيمُ وابْدَأْ بنفسك فانهَها عنَ غَيِّها فإِذا انتهت عنه فأنتَ حَكيمِ وقال محمد بن السماك: تَجَنَب القول في أخيكَ لخَلتين: أمَّا واحدة فعلَّك تعِيبه بشيءٍ هو فيك وأما الأخرى فإنْ يَكُن الله عافاك ممَّا ابتلاه به كان شُكْرك الله على العافية تعبيراً لأخيك على البَلاء. وقيل لبعض الحُكماء: فلانٌ يَعِيبك قال: إنما يَقْرض الدَرهمَ الوازنُ. " قيل لبُزَرْجَمُهر: هل تعلم أحداً لا عيبَ فيه قال: إن الذي لا عيب فيه لا يموت ". وقيل لعمرو بن عُبيد: لقد وَقع فيك أيوب السِّخْتيانيّ حتى رَحمْناك قال: إياه فارحَمُوا. " وقال ابن عبَّاس: اذكر أخاك إذا غاب عنك بما تحب أن يذكرك به ودَع منه ما تُحِبُّ أن يَدَع وقَدم العلاء بن الحَضرميّ على النبي فقال له: هل تَرْوِي من الشعر شيئَاَ قال: نعم قال: فأنشِدني فأنشِده: تَحَببْ ذَوي الأضغان تَسْب نفوسَهم تَحَببَك القُربَى فقد تُرْقع النَّعَلْ وإن دَحسوا بالكُرْه فاَعفُ تكرُّمًا وإن غَيَّبوا عنك الحديثَ فلا تَسَل فإن الذي يُؤْذيك منه سماعُه وإن الذي قالوا وراءك لم يُقل فقال النبي عليه السلام: إن من الشِّعر لَحِكْمة. وقال الحسنُ البَصْرِي: لا غِيبةَ في ثَلاثة: فاسقٍ مُجاهر " بالفِسْقِ " وإمام جائر وصاحب بِدْعة لم يَدَع بِدْعته. وكتب الكِسائي إلى الرَّقاشي: تركتَ المسجد آلْجَام عَ والتَرك له ريبَهْ فلا نافلةً تَقْضي ولا تَقضي لمَكْتوبَه وأخبارُكَ تَأْتينا على الأعْلام مَنْصوبَه قال النبي عليه الصلاة والسلام: شَرّ الناس من اتّقاه الناسُ لشَرّه. وقال عليه الصلاة والسلام: إذا لقيتَ اللئيمَ فخالِفْه وإذا لقيتَ الكريمَ فخالِطْه. وقال أبو الدِّرداء: إنا لنَكْشِرُ في وُجوه قوم وإنّ قلوبنا لتَلْعنهم وسُئل شَبيب بن شَيْبة عن خالد بن صَفْوان فقال: ليس له صديق في السرّ ولا عدوّ في العَلاَنية. وقال الأحنف: رُبَّ رجل لا تَغيب فوائدُه وإن غابَ وآخرَ لا يسلم منه جليسهُ وإِن احتَرس. وقال كثير بن هَرَاسة: إنّ من الناس ناسًا يَنْقصونك إذا زِدْتهم وتَهُون عندهم إذا خاصصْتَهم ليس لرضاهم مَوْضع تَعْرِفه ولا لسُخْطهم موضع تَحْذره فإذا عرفتَ أُولئك بأعْيانهمِ فابذُل لهم موضِعَ الموَدة واحرمهم موضعَ يَكُن ما بذلتَ لهم من المودة حائلاً دون شرِّهم وما حَرَمتهم من الخاصة قاطعاً لحرْمتهم. وأنشد العُتْبيّ: لي صديقٌ يَرَى حُقوقي عليه نافلاتٍ وحقَّه الدهرَ فَرْضَا لو قطعتُ البلادَ طُولاً إليه ثم من بَعْد طُولها سِرْتُ عَرْضا لرَأَى ما فعلتُ غَيْر كَثِير وآشتَهى أن يَزيد في الأرْض أَرْضا اْسقِهم السُّمّ إن ظَفِرت بهم وآمزُجْ لهم من لِسانك العَسَلاَ كَتب سهلُ بن هارون إلى مُوسى بن عِمْران في أبي الهُذَيل العَلاّف: إنّ الضَّمِير إذا سألتًكَ حاجةً لأبي الهُذَيل خلافُ ما أبدِي " فأَلِن له كنفا ليحسن ظنًّه في غير منفعة ولا رِفد " حتى إذا طالتْ شَقاوةُ جَدِّه وعَنَاؤه فاجْبَهه بالردّ وقال صالحُ بن عبد القُدُوس: تجنب صدِيق السّوء وآصرِمْ حِبالَه وإِن لم تَجدْ عنه مَحيصاً فَدَارِهِ ومَن يَطلب المعْروف من غير أَهله يَجدْه ورَاءَ البحر أو في قَرارِه وللّه في عَرْضُ السمواتِ جَنَّةٌ ولكنّها مَحْفوفة بالمَكاره وقال آخر: بَلاءٌ ليس يُشْبِهه بَلاءٌ عدَاوةُ غير ذي حَسَبٍ ودينِ يبيحك منه عِرْضاً لم يَصُنْه لِيرْتع منكَ في عِرْض مَصون عُرض على أبي مُسلم صاحب الدّعْوة فرسٌ جواد فقال لقُوّاده: لماذا يصلُح مثلُ هذا الفرس قالت الحُكماء: جُبل الناسُ على ذمّ زَمانهم وقلّة الرِّضا عن أهل عَصْرهم فمنه قولُهم: رضَا الناسُ غايةٌ لا تُدرك. وقولهم: لا سبيلَ إلى السلامة من أَلْسنة العامّة. وقولهم: الناسُ يعيّرون ولا يَغْفِرون والله يَغْفر ولا يُعيِّر. وفي الحديث: لو أن المؤمن كالقِدْح المُقوّم لقال الناس: ليت ولو. وقال الشاعر: مَن لابَس النَّاس لم يَسْلم من الناس وضَرَّسُوهُ بأَنْيَابٍ وأَضْرَاس هِشام بن عُروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت: رَحِمَ الله لَبِيداً كًان يقول: ذَهب الذين يُعاش في أكنافهم وبَقِيتُ في خَلَف كجِلْد الأجْرَبِ فكيف لو
سأكِونكالِوُرد
كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)