Share |



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته خليل هو طفل بلغ من العمر عامين نحيلين قطعتهما أمه بسيف لا يعرف الرحمة. أمه التي أذاقته أنواعا من العذاب لا يقدر على تحملها صاحب الثلاثين عاما, وماذا كان الذنب الذي اقترفته يدان بريئتان ؟!!
كل ذنبه أنه بكى بكل براءة كطفل صغير دون ان يعلم أن أمه تستمتع بخلوة غرامية مع عشيقها المكذوب, فبدل من أن يأتي الرد على بكائه بكف حنونة تمسح على رأسه و تطبطب على كتفه أتاه الرد بكف خشنة طبعت على جسمه خرائط من التعذيب.
وبعد أن قضى خليل أياما وهو يصارع الألم و العذاب نفذ صبره وسلم روحه إلى بارئها عز وجل , فسارعت أمه المزعومة بإسعافه إلى المشفى مختلقة كذبة تفضحها ألوان جسد خليل و آثار التعذيب عليه, فادعت انه تعرض لحادث سير ...
بالله عليكم من منكم يمكنه أن يتصور كيف استطاعت هذه الأم ـ ان كانت أما ـ أن تعذب فلذة كبدها حتى الموت ..
و ما هو السبب ؟! هل لأنه قطع ببكائه خلوتها مع عشيقها أم أنه ارتكب ذنبا أكبر من ذلك ؟؟
و هذه الصيحات أطلقها على لسان خليل و التي أرجو أن تصل إلى كل البشر في كل بقاع الأرض ليقفوا مع أنفسهم وقفة محاسبة علهم يعرفون السبب...
أنا خليل
أنا الموؤد
أنا البريء الجميل
أنا الذي نهشتني ذئاب الهوى
وظفري دونهم كليل
أنا الذي تآمروا على نفيي
فحكموا علي ظلما بالرحيل


أنا الذي قُتِلَت ضحكتي
لتهنأ أمي بخلوة المُجون
أنا الذي حُبِست دمعتي
لتعزف أمي لحن السكون
أنا الذي فارقتُ دميتي
لتلقَ أمي ذئبها الملعون
أنا الذي قُتلت غدرا
أما زلتم عني تسألون؟!
أنا خليل........

أنا الذي على عود العُهر صلبوني
وبدمائي لونوا ليلتهم الغرامية
و رقصوا كالكلاب حولي
ثم غنوا نشيد الحرية
ثم أنزلوني واعتصروا علي دمعة
علهم يكسبون بها القضية
أما زلتم تجهلون اسمي؟!
أنا تلك الضحية..
أنا خليل............
أنا الذي لم أعرف من الدنيا
سوى اسم أمي
ولم ارَ يوما في أبي
هيأة الرجال !!
أنا الذي لا أعرف سوى لغتين
لغة الصمت والأخرى لدميتي
فقد كنت طفلا ولكن...
لست كالأطفال
أنا الذي حفظت عن أمي
أغنية ما قبل النوم
لكن ليس من فمها
لقد كانت نغمة الجوال!!
ألم تعرفوا اسمي بعد؟!
أنا الذي قتلتم به كل الجمال
أنا خليل ..............









بقلم حلبي مغترب