Share |



اضطرت الشركة العامة لكهرباء حلب تحت وقع ارتفاع الطلب على الطاقة وارتفاع درجات الحرارة إلى فرض تقنين بشكل مفاجئ من دون إعلان مسبق مع بداية شهر آب اللّهاب، ما اضطر السكان إلى التكيف بسرعة مع انعدام وسائل التكييف بالخروج إلى الحدائق نهاراً وإلى المحلقات التي تحيط بالمدينة من جهة الشمال والغرب ليلاً.

ومهّد للتقنين قبل موعده بأيام انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر وعشوائي ولساعات طويلة عن أحياء المدينة المختلفة بنتيجة عطل في إحدى المولدات الرئيسة، بحسب ما أفادت به الشركة والتي سارعت إلى إصلاح الخلل توطئة للتقنين الذي سيستمر بمعدل ساعتين يومياً إلى أمد غير معروف مرتبط بالطلب وارتفاع درجات الحرارة ضارباً بعرض الحائط قدوم رمضان وما يفرضه من حالة استنفار عام تقتضي عدم قطع التيار الكهربائي احتراماً لمشاعر الصائمين. وما لبثت الشركة أن أفرجت عن برنامج تقنين يشمل جميع أحياء المدينة ويتضمن تقنين 240 ميغا ساعياً.


وغدا ارتفاع درجات الحرارة الشغل الشاغل لأبناء المدينة الذين يتناقلون بينهم قراءات سلم الحرارة التي قيل إنها وصلت إلى 48 درجة مئوية باستمرار موجة الحر التي يفترض أن تنتهي أمس الإثنين بحسب الأرصاد الجوية التي عزت الارتفاع إلى تأثر البلاد بامتداد المنخفض الموسمي الهندي السطحي الذي يدفع بدرجات الحرارة إلى أعلى من معدلاتها بنحو 5 إلى 7 درجات مئوية.

وعلى حين استعان بعض السكان المحليين بالمولدات الكهربائية التي زاد الطلب عليها بنحو 25 بالمئة، وفق أحد أصحاب المحال التي تبيعها، دفعت الحرارة الكثير منهم جهة المحلقات المتاخمة للغابات وقت السهر ليوصل بعضهم ليله بنهاره على الطرقات وتحت الأشجار بدل العودة إلى البيت.

ولوحظ بعض المتنزهين الهاربين من موجة الحر يصطحبون معهم فرشهم وأوسدتهم ليبيتوا ليلهم إلى ساعات الصباح الأولى على المحلق الغربي على الرغم من قلة التيارات الهوائية، في الوقت الذي تزدحم فيه الحدائق بالرواد بعد فترة الظهيرة إلى العاشرة مساء. ولم تشهد حلب في السنوات السابقة مثل موجة الحر الحالية التي استمرت لأكثر من شهر على فترات متقطعة.