سالَ مُوسى ربّه أرِني أنظُرْ إليكَ وفي تسأله عَجَب يَبْغى التزيّدَ فيما نال من كرم وَهْو النَّجِيُّ لديه الوَحْيُ والكُتُبُ وقال تأبّط شرًّا في ابن عمّ له يَصفه برُكوب الأهوال وبَذْل الأموال‏:‏ وإني لمُهْدٍ‏.‏ مِن ثَنائي فقاصدٌ به لابن عم الصَدْقِ شُمْس بنِ مالكِ قَليلُ التَّشكِّي للْمًهِمِّ يُصيبُه كثيرُ النَوى شَتَى الهَوَى والمسالك يَظَلُّ بمَوْماة ويسمى بغيرها وَحيداً ويعْرورِي ظُهورَ المهالك ويسبق وَفْدَ الرِّيحِ من حيثُ يَنْتحى بمُنْخَرِق من شَده المُتَدَارك إذا خاط عينَيْه كرَى النَّوْم لم يزل لَه كاليءٌ من قلب شَيْحانَ فاتِك ‏"‏ ويَجعل عينَيْه رَبيئة قلبه إلى سَلَّةٍ من جَفْن أخلَقَ باتك ‏"‏ إذا هَزَّه في عَظْم قِرْنٍ تَهلَّلت نَواجذُ أفواه المَنايا الضّواحك وقال غيرُه من الشعراء ‏"‏ بل هي له ‏"‏‏:‏ إذا المرءُ لم يَحْتل وقد جَدَّ جِدُّه أضاعَ وقاسىَ أمرَه وهو مُدْبِرُ ولكنْ أخو الحَزْم الذي ليس نازِلاً به الخطبُ إلا وللقَصْد مبْصِر فذاك قَريعُ الدّهر ما عاش حُوّل إذا سُدّ منه مِنْخر جاش مِنْخر باب في الحركة والسكون قال وَهْب بن منبِّه‏:‏ مكتوب في التوراة‏:‏ ابن آدم خلقتك من الحركة ‏"‏ للحركة ‏"‏ فتحرّك وأنا معك‏.‏ وفي بعض الكتب‏:‏ ابن آدم‏:‏ أمدُد يدك إلى بابٍ من العمل أفتح لك باباً من الرِّزْق‏.‏ وشاور عُتْبة بن رَبيعة أخاه شَيْبةَ بن ربيعَة في النُّجْعة وقال‏:‏ إني قد أجدبتُ ومن أجدب انتجع‏.‏ فذهبت مثلاً‏.‏ قال له شَيبة‏:‏ ليس من العِزِّ أن تَتَعَرَّض للذلّ‏.‏ فذهبت مثلاً‏.‏ ‏"‏ فقال عُتبة‏:‏ لن يَفرِسَ الليثُ الطًّلا وهو رابض فذهبت مثلاً ‏"‏ أخذه حبيب فقال‏:‏ أراد بأن يَحْوِي الغِنَى وهو وادعٌ ولن يَفْرِس اللَّيثُ الطًّلا وهو رابضُ وقيل لأعشى بكر‏:‏ إلى كم هذه النّجعة والاغتراب ما تَرضى بالخَفْض والدَّعة فقال‏:‏ لو دامت الشمسُ عليكم لَمَلِلْتُمُوها‏.‏ أخَذه حبيبٌ فقال‏:‏ وطُول مُقام المَرْءِ في الحَيِّ مُخْلِقٌ لديباجَتَيه فاغتَرِبْ تَتَجَدَّدِ فإني رأيتً الشمسَ زِيدتْ مَحَبةً إلى الناس إِذ ليستْ عليهم بِسَرْمدِ قال أبو سَعيد أحمدُ بن عبد الله المَكيّ‏:‏ سمعتُ الشَافِعيَّ يقول‏:‏ قلت بيتين من الشِّعر وأنشدنا‏:‏ إني أرى نَفْسي تَتُوق إلى مِصر ومِن دونها خَوْض المَهامه والقَفْرِ فوالله ما المحرِي أللْخَفْض وَالغِنَى أقاد إليها أم أقاد إلى قَبْري فدخل مصر فمات‏.‏ وقال مُوسى بن عِمْران عليه السلام‏:‏ لا تذُّمُوا السفرَ فإني أدركتُ فيه ما لم يُدْرك أحدٌ‏.‏ يريد أنّ الله عزَّ وجلّ كلَّمه فيه تكليماً‏.‏ وقال المأمون‏:‏ لا شيء ألذُ من سفر في كِفاية لأنّك في يوم تَحل مَحلة لم تَحُلَّها وتُعاشر قوماً لم لا يَمنعنَّك خَفْضُ العيش في دَعة من أن تُبدِّل أوطاناً بأوطانِ تَلْقى بكل بلادٍ إن حَللْتَ بها أهلاً بأهل وإخواناً بإخوان مع أن المُقام بالمقام الواحد يُورث المَلالة‏.‏ وقال النبي ‏:‏ زُرْغِبًّا تَزْدَدْ حُبا‏.‏ وقالت الحكماء‏:‏ لا تُنَال الرّاحةُ إلا بالتَعب ولا تُدْرك الدَعة إلا بالنَصب‏.‏ وقال حبيب‏:‏ بَصُرْتَ بالراحة الكُبرى فلم تَرها تُنال إلا على جِسر من التَعَب وقال أيضاَ‏:‏ على أَنَّني لم أَحْوِ وَفْرًا مُجَمَّعا قَرٍرْتُ به إلا بشَمْل مُبَددِ ولم تًعْطِني الأيامُ نَوْماً مُسكِّناً ألذّ به إلا بنَوْم مشرِّد وقال أيضَاَ‏:‏ وَرَكْب كأطْراف الأسِنَّةِ عرّسُوا على مثلها والليلُ تَسْطُر غَياهبُه لأمرٍ عليهم أن تَتمّ صدُورُه وليس عليهم أن تتمّ عواقبُه وبعدُ فهل يجوز في وَهْم أو يتمثَّل في عقل أو يصحُّ في قياس أن يُحصد زَرْع بغير بَذْر أو تُجْنى ثمرة بغير غَرْس أو يُورَى زَنْدٌ بغير قدْح أو يُثمِر مال بغير طَلَب‏.‏ ولهذا قال الخليلُ بنُ أحمد‏:‏ لا تصل إلى ما تحتاجُ إليه إلا بالوُقوف على ما لا تحتاجُ إليه فقال له أبو شَمِر المتكلِّم‏:‏ فقد احتجتَ إذاً إلى مالا تحتاج إليه إذ كنت لا تصل إلى ما تحتاجِ إليه إلا به قال ‏"‏ له ‏"‏ الخليلُ وَيْحك‏!‏ وهل يَقْطَع السَّيفُ الحُسامُ إلا بالضرب أو يجْرِي الجَوَادُ إلا بالرّكْض أو هل تُنال نهايةٌ أو تُدْرَك غايةٌ إِلا بالسعي إِليها والإيضاع نحوَها وقد يكون الإكْداء مع الكدّ والخيْبة مع الهيْبة‏.‏ وقال الشاعر‏:‏ وما زِلْتُ أَقطع عَرْضَ البِلادِ من المشرقين إلى المغْرِبينِ وأِدَّرِع الخَوف تحت الدُّجَى وَأسْتَصحب الجًدْيَ والفَرْقَدَيْنِ وَأطْوِي وَأنْشُرُ ثوْبَ الهُموم إلى أَنْ رجعتُ بخُفَّيْ حُنَين إلى كم أكون على حالةٍ مقِلاً من المال صِفْرَ اليَدَين فَقِيرَ الصَّديق غنيّ العدوّ قليلَ الجَداء عنٍ الوالدين ومثْلُ هذا قليل في كثير وإنما يُحكم بالأعمّ والأغلب والنجْح مع الطّلب والْحِرمان لِلعَجْز أصْحب‏.‏ وقد شرح حبيبٌ هذا المعنى فقال‏:‏ هِمَم الفَتَى في الأرض أغْصانُ الغِنى غُرِست وليست كلّ حينِ تُورِقُ لكِ ألحاظٌ مِرَاضٌ ودَلُّ غيرَ أنّ الطَّرْفَ عنهِا أكل وأَرَى خَدَّيْكِ وَرْداً نضيراً جادَه من دمعِ عَيْنيّ طَل عَذْبة الألفاظ لم لم يَشِنْها كَرُّ تَفْنِيدٍ بِسمْعي يُضِلّ أنّ عَزَّى التي أنِفَتْبي عَنْ سواها كُثْرُها ليَ قُلّ ظَلْتُ في أفياء ظِلِّك حتى ظلّ فوقي للمَتالف ظِلّ ِأنّ أَوْلَى منكِ بي لَمَرامٌ لا يحُلّ الهَوَانُ حيثُ يَحُلّ ما مقامي وحُسامىِ قاطعٌ وسِناني صارمٌ مَا يُفَلُّ سَنائي مِثْلُ رَوْضةِ حَزْنٍ أَضْحَكَتْهَا ديمَةٌ تَسْتَهِلّ دليلى بين فَكَّيَّ يَعْلو كلَّ صَعْبِ رَيِّضٍ فَيذِلّ َثمِلاً من خَمْرة العَجْز أُسْقى نَهَلاً من بعده ليَ عَليّ إنْ يَكُنْ قُرْبك عِندي جليلا فأقلُّ الحَزْم منهَ أَجَلّ َأقعِيداً للقعيدة إلفاً كلُّ إلفٍ بي لعُدْمي مخِلّ لا يَشُك السِّمْع حين يراه أنّه بالبِيد سِمْع أزَلّ بين ثَوْبَيْهِ أخو عزمات يَتَقيها الحادثُ المصمئلِّ ليس تَنبُوِ بي رحالٌ وَبِيدٌ