قال الشاعر: وتَرُوض عِرسَكَ بعد ما هَرِمتْ ومن العَناءِ رياضةُ الهَرِم وقولهم: أعَييتني بأُشُر فكيف بَدُرْدُر. يقول أَعيَيْتنِي وأنت شابّة فكيف إذا بدت دَرادِرًك وهي مغارز الأسنان. الذليل المستضعف - منه قِولهم: فلان لا يَعْوى ولا يَنْبح من ضعفه يقول: لا يتكلّم بخير ولا شر. وقولهم: أهْون مَظْلوم سِقاءٌ مُرَوَّب وهو السقاء الذي يُلَفُّ حتى يبلغ أوان المَخْض. وقالوا: أهون مَظْلوم عجوز مَعقومة. وقولهم: لقد ذلّ من بالت عليه الثَّعالب. الذليل يستعين بأذل منه - قالوا: عَبْدٌ صَريخه أمة. وقولهم: مُثْقَل استعان بذَقَنه وأصله البعيرُ يُحْمل عليه الحِمْل الثقيل فلا يَقْدر على النهوض به فيعتمد على الأرض بذَقنه. وقولهم: العَبْد من لا عَبْد له. الأحمق المائق - قالوا: عدو الرجل حُمْقه وصديقه عَقْله. وقولهم: خَرقاء عَيَّابة وهو الأحمق الذي يَعيب الناس. قالوا: في الرَّجل إذا اشتدّ حمقه جدَّا: ثَأطة مُدّت بماء. الثأطة: الحمأة فإذا أصابها الماء ازدادت فَساداً ورُطوبة. الذي تعرض له الكرامة فيختار الهوان - منه قولهم: تَجَنّبَ رَوْضَة وأحال يَعْدُو. يقول: ترك الخير واختار الشقاء. وقولهم: لا يَخْلو مَسْك السَّوء عَن عَرْف السَّوء. يقول: لا يكون جلد رديء إلا والرِّيح المُنتنة موجودة فيه. ومنه قول العامة: قيل للشقيّ: هَلُمّ إلى السعادة قال: حَسْبي ما أنا فيه. ومنه قول العامة: أنّ الشقيّ بكل حَبْل يَخْتنِق وقولهم: لا يَعدَم الشقيُّ مُهَيرْا أي لا يَعْدَم الشقي رياضة مُهر. الرجل تريد اصلاحه وقد أعياك أبوه قبل - منه قولهم: لا تَقْتن من كلْب سَوء جِرْوا. وقال الشاعر: تَرجو الوَليدَ وقد أَعياك والدُه وما رجاؤك بعد الوالدِ الولَدَا الواهن العزم الضعيف الرأي - منه قولهم: ما له أكْل ولا صَيَّور أي ليسِ له قُوّة ولا رَأي. قال الأصمعيّ: طلب أعرابي ثوباً من تاجر فقال: أعطنىِ ثوباَ له أكْل يعني قوة وحَصافة. ومنه قال أبو عُبيد: هو الرجل الذي لا رأي له ولا عَزم. فهو يتابع كلَّ أحد على رأيه ولا يثبت على شيء وكذلك الإمرَّة الذي يتابع كل أحد على أمره. ومنه قولهم: هو بِنْتُ الجَبل ومعناه الصَدى يُجيبك من الجَبل أي هو مع كل متكلِّم يُجيبِه بمثل كلامه. الذي يكون ضاراً لا نفع عنده - من قولهم: المِعْزَى تبْهِي ولا تُبْنِي. " معناه أن المِعْزى لا تكون منها الأبنية " وهي بيوت الأعراب وإنما تكون من وَبر الإبل وصُوف الضأن ولا تكون من الشّعر وربما صَعدت اْلمِعْزى إلى الخِباء فَحَرقته فذلك قولهم تُبْهِي يقال: أبهيْتُ البيت إذا خرقته فإذا انخرق قيل: بيت باهٍ. الرجل يكون ذا منظر ولا خير فيه - منه قولهم: ترى الفِتْيان كالنَّخل وما يُدْرِيك ما الدَّخْل. وقال الحجاج لعبد الرحمن بن الأشعث: إنك لمَنظرانيّ قال: نعم ومخْبرانيّ. أمثال الجماعات وحالاتهمِ من اجتماع الناس وافتراقهم - قال الأصمعي: ويقال: لن يَزال الناسُ بخير ما تباينوا فإذا تساوَوْا هَلَكوا. قال أبو عبيد: معناه أن الغالب على الناس الشرُّ والخير في القليل من الناس فإذا كان التّساوي فإنما هو في الشر. ومن أشدّ الهجاء قولُ القائل: سواسية كأسنان الحِمار. ومنه قولُهم: الناس سواء كأَسنان المُشْط. وقولهم: الناس شباه وشتَّى في الشِّيم " وكلهم يَجْمعه بيتُ الأدَم ". وقوِلهم: الناسُ أخْياف أي مُفترقون في أخلاقهم. والأخْيف من الخيل: الذي إحدى عَينيه زرقاء والأخرى كَحْلاء. ومنه قولُهم: بيت الإسكاف لأن فيه من كل جلد رُقعة. المتساويان في الخير والشر - هما كفَرَسي رِهَان. وكرُكبتي بعَير. وهما زَنْدان في وِعاء. هذا في الخير وأما في الشر فيقال: هما كَحِماري العِباديّ " حين قيل له: أي حماريك شر قال: هذا ثم هذا ". الفاضلان وأحدهما أفضل - منه قولهم: مَرْعى ولا كالسَّعْدان. وقولهم: ماء ولا كَصَدّاء. وصداء: ركيةٌ ذات ماء عَذْب. وقولهم: فَتىً ولا كمالك. وقولُهم: في كل الشًجر نار. واستَمجدا المَرْخ والعَفَار وهما أكثر الشّجر ناراً. الرجل يرى لنفسه فضلاً على غيره - منه قولهم: كُلّ مُجْرٍ بالخَلاء يُسَرّ. وأصله الذي يُجْرِي فرَسَه في المكان الخالي فهو يُسرّ بما يَرى منه. المكافأة - منه قولُهم: هذه بتلك وقولهم: أضئ لي أَقْدح لك أي كُن لي أَكن لك. وقولهم: اسْقِ رَقَاش إنها سَقَاية. يقول: أحسِنوا إليها إنها مُحْسنة. الأمثال في القربى التعاطف من ذوي الأرحام - قال ابن الكلبي: منه قولهم: يا بَعْضي دَعْ بَعْضاً. وأصل هذا أن زُرَارة بنِ عُدَسِ زَوَّج ابنتَه من سُوَيد ابن ربيعة فكان له منها تِسْعَةُ بنين وأنّ سُويداً قَتل أخاَ صغيراَ لعمرو بن هِنْد الملك وهَرب ولم يَقْدِر عليه ابن هند فأرسل إلى زُرارة: إنِ ائتني بوَلده من ابنتك فجاء بهم فأمر عمرو بقَتْلهم فتعلًقوا بجدّهم زُرارة. فقال: يا بَعْضي دَعْ بَعْضاً فذهبت مثلاً. ومن أمثالهمِ في التحنن على الأقارب - قولهم: لكنْ على بَلْدَحِ قَوْمٌ عَجْفَي. وقولهم: لكِن بالأثلاث لحمٌ لا يُظَلًل. وأصل هذا أنّ بَيْهساً الذي يُلقَب بنَعامة كان بين أهل بيْته وبين قوِمِ حَرب. فقتلوا سَبْعة إخْوة لِبَيهس وأسروا بَيْهساً فلم يقتلوه لِصِغرِه وارتحلوا به فنزلوا منزلاً في سَفرهم ونَحَروا جَزُوراً " في يوم شديد الحرّ " فقال بعضهم: ظَلِّلوا لحْم جَزُوركم " لئلا يَفسد " فقال بَيْهس: لكن بالأثَلاث لحمٌ لا يُظَلَّل - يعني لحمَ إخوته القَتْلى - ثم ذكروا كثرة ما غَنِموا فقال بَيْهس: لكَنِ على بَلدَح قَوْمٌ عَجْفي. ثم إنه أفلت أو خَلّوِا سبيلَه فرجع إلى أمه فقالت أنجوت من بينهم وكانت لا تًحبّه فقال لها: لو
سأكِونكالِوُرد
كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 4 (0 من الأعضاء و 4 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)